ملامحه الزمن الأصيل.. وعراقة الهيبة.. وابتسامة الصحراء للبحر.. د. عبدالمحسن القحطاني أستاذ اللغة وعرّاب القصيدة.. في سيرته منذ البدء شجن الملوحة.. وصبّار التربة، ومشيئة الضوء. تصغي لحديثه عن الولادة.. فتدخل في نفق زمن آخر يشبه القصيدة التي عانقت روحه دائما. ثم يأخذك للسانه الأوّل فتدرك حينها كيف استوى سطورًا لالحْنَ فيها. لاتتجاوز طفولته إلا لرجلٍ عركه اليتْم، وراوده الموت.. ثم كان هو الحياة كلها للتاريخ والجغرافيا معا.. في بداوته حضارة أصيلة، وفي لغته كتابٌ لاينتهي.. يسكن المعنى في ذهن المتلقي.. ثم لايسافر عنه إلا وقد حمّله روحه واستفاض به دهشةً.. في الأزهر.. تلقّى الأدب والنقد لغة مفقّهة.. فجاء أكثر من الكلام وأوسع من الشفاة، وأبعد من القريب.. ثم لم يكتفِ بالحروف العربية فانطلق إلى الغرب حيث إكسترا ببريطانيا، وعاد من هناك بأكثر من لسان وأشمل من رؤيا. في رفوفنا له أربعة إصدارات: (منصور بن إسماعيل الفقيه، طبعتان، بين معيارية العروض وإيقاعية الشعر، القوافي للإربلي، (سرحان . عرب. مدني). وفي طيات كتبنا بجوث شتى ..وحضور أكبر من زمنه. ترأس نادي جدّة الأدبي.. وتحمّل أولوياته وتماهى مع عراقة حضارته، فكان من خلاله امتدادًا لبهائه، واستمرارًا لمنجزاته، ثم حين ترجّل عنه جاءت أسبوعيّة الدكتور القحطاني لتواصل سرد الضوء علينا.. هو شريعة الصادقين في الأرض، وأول من يقرأ الحياة كما ينبغي لها. د. عبدالمحسن القحطاني ظل دائما نجمةً نستدلّ بها الشعر والعمر والأزمنة.. «إبراهيم الوافي»