يجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي في مالطا اليوملإقرار خطط يأملون أن تستبق موجة جديدة من المهاجرين الذين سيبحرون من أفريقيا إلى إيطاليا في فصل الربيع مع إدراك الأوروبيين أن الأوضاع في ليبياتجعل أي حل سريع للأزمة احتمالا ضعيفا. ونجح الاتحاد الأوروبي بخفض عدد المهاجرين القادمين عبر اليونان بشكل كبير من خلال اتفاق مثير للجدل وقعه مع تركيا. ووجه الاتحاد الأوروبي انتباهه الآن لإيطاليا التي وصل إليها عدد قياسي بلغ 181 ألفا في 2016 وأغلبهم باحثون عن عمل وليسوا بحاجة واضحة للجوء فرارا من الاضطهاد. وستطرح المخاطر التي يواجهها الناس في المياه حول مالطا بعد عبورهم الصحراء الكبرى عندما يجدد الزعماء تعهدهم بمساعدة الأفارقة على تحسين معيشتهم دون ترك أوطانهم. وقال رئيس القمة الأوروبية دونالد توسك"هذا هو السبيل الوحيد لمنع الناس من الموت في الصحراء والبحر... السبيل الوحيد للسيطرة على الهجرة في أوروبا". ويدرك الزعماء أنه لا يمكنهم تكرار الاتفاق بينهم وبين تركيا مع ليبيا لإعادة طالبي اللجوء، في وقت يتوقع أن يصدر عن القمة إعلان يتضمن زيادة الدعم لخفر السواحل الليبية. وقالت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة للدول الأوروبية أمس الخميس إن ليبيا ليست مكانا آمنا منذ سقوط معمر القذافي في 2011. وعشية هذه القمة الأوروبية، أعلن خفر السواحل الإيطالي ومنظمتا "أس أو أس المتوسط" و"أطباء بلا حدود" أنه تم إنقاذ أكثر من 1750 شخصا من الغرق يومي الأربعاء والخميس قبالة سواحل ليبيا. وكانت مالطا الدولة الصغيرة في قلب البحر المتوسط التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي حذرت من أن الربيع المقبل قد يشهد أزمة هجرة جديدة. تيريزا ستحظى بفرصة لإطلاع الأوروبيين بلقائها ترمب (الأوروبية) الخروج البريطاني وستحضر رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اجتماع مالطا رغم عزمها بدء مفاوضات الخروج من الاتحاد الشهر المقبل، مما يعيد التذكير بأن بريطانيا إحدى القوتين العسكريتين الرئيسيتين بالاتحاد الأوروبي إلى جانب فرنسا، وأنها مانح كبير للمساعدات لأفريقيا، وأن بروكسل ستواصل التعاون مع لندن بعد خروج بريطانيا من الاتحاد. وستحظى ماي أيضا بفرصة لإبلاغ نظرائها البالغ عددهم 27 بزيارتها للولايات المتحدة ولقائها بالرئيس الأميركي دونالد ترامب. وسيبحث القادة الأوروبيون حاليا في التحديات الناجمة عن الوضع الجيوسياسي الجديد وخصوصا بدايات ترمب الصاخبة. وفي مواجهة الحمائية على الضفة الأخرى للأطلسي، سيبحث الاتحاد في الدور الذي يجب أن يلعبه في النظام العالمي. كما سيدفع وصول ترمب إلى البيت الأبيض القادة الأوروبيين إلى بحث الحاجة إلى توحيد الصفوف، وسط قلقهم بشأن التزامه بالحفاظ على التحالف التاريخي بين الجانبين، بعد انتقاده حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ووصفه بأنه "منظمة عفى عليها الزمن". ويفترض أن يحقق الاتحاد الأوروبي توازنا حساسا في رده، في إطار احترام القواعد الدولية والقيم التي يدافع عنها عندما يعترض مثلا على المرسوم الذي أصدره ترمببشأن الهجرة.