أذكر أن أحد رؤساء القنوات السعودية كان يدير الحوار في برنامج مباشر، كانت درجة الحرارة في الاستوديو منخفضة جداً. استمر مدير القناة يطالب بمن يتولى التحكم في التهوية داخل الاستوديو، دون فائدة. الواضح أن الفني لم يكن موجوداً واضطر الجميع لإكمال البرنامج. لا أعلم ما كان عليه حالهم بعد البرنامج، لكن الأكيد أن هذا أحد الأسباب التي تحد من حماس المدعوين للمشاركة في برامج قنواتنا. شاركت أكثر من مرة في برامج مباشرة، وكانت السمة المشتركة في أغلب تلك البرامج هي غياب الحماس بين الموظفين في الاستوديو، بل إن المصورين يثبتون الكاميرات في بعض الأحيان وينصرفون للعبث بجوالاتهم، وتتميز الكثير من البرامج بارتفاع حجم التدخلات الخارجية التي تؤثر على تركيز المشاركين. الأسباب السابقة قللت حماسي عندما دعاني الأستاذ سلمان القباع للمشاركة في برنامج "مساء السعودية". لكن ما حدث عندما وصلت مقر القناة كان مخالفاً لتوقعاتي. وجدت الحماس والاهتمام والعمل المتقن يميز العاملين داخل موقع التصوير وخارجه. التواجد والعناية والتنسيق والاهتمام كانت السمات التي ميزت برنامج "مساء السعودية". أسعدني أن جميع العاملين في البرنامج من أبناء الوطن، وأن كل مكونات البرنامج من رئيس التحرير إلى التقارير إلى الإعداد وإدارة الاستوديو والفنيين يقومون بأدوارهم ويهتمون بظهور البرنامج بشكل مشرف. حوى البرنامج كما كبيرا من المعلومات والتقارير والأخبار التي تهم كل المشاهدين، بإيقاع عالٍ. تبدأ الكثير من البرامج بمثل هذا التوهج قبل أن تخبو. الواضح أن البرنامج، إن قدر له أن يحصل على المزيد من الدعم من إدارة القناة بالنسبة لتقديم الخدمات والتمويل، والعناية بتشجيع ودعم موظفيه مادياً ومعنوياً سيحقق نجاحات كبيرة. استغربت أن البرنامج ليست له ميزانية معتمدة، وأن الموظفين يبذلون من أموالهم الخاصة على أمور لا علاقة لهم بها مثل تأمين المشروبات والأغذية. أتمنى أن يتابع مسؤولو القناة البرامج الوليدة مثل برنامج مساء السعودية، ويحضرون مع موظفيهم ليتعرفوا على كم الجهد المبذول والصعوبات التي تواجههم، هذه هي الوسيلة الوحيدة التي تدفع بالعاملين للنجاح. وعد مسؤولو هيئة الإذاعة والتلفزيون بأن يغيروا واقع القنوات السعودية، ولعل الاهتمام بمثل هذا الوليد الجديد يساهم في نمو وتعافي كل أشقائه.