تدخل الملكة إليزابيث، في يوم الاثنين السادس من فبراير (شباط) المقبل، التاريخ، حيث تصبح أول ملكة بريطانية تصل إلى 65 عاما على عرش البلاد. وسوف يكون اليوبيل الياقوتي بمثابة مناسبة كبيرة ومعلم مهم من معالم حكمها للبلاد، فكيف سوف تكون احتفال جلالتها بهذه المناسبة؟ وعلى الرغم من الإنجاز المذهل، فمن غير المتوقع أن تقيم جلالة الملكة أي احتفالات عامة بتلك المناسبة، حيث من المقرر أن تقضي اليوم في خصوصيتها المفضلة خلف الأبواب المغلقة، ولن تكون هناك أي ارتباطات رسمية تظهر فيها الملكة. ولسوف تتذكر الملكة، بعد كل شيء، والدها العزيز الملك جورج السادس، الذي وافته المنية في ليلة الخامس من فبراير (شباط) وصباح السادس من ذات الشهر في عام 1952. ولقد توفي جلالة الملك جورج السادس، إثر إصابته بانسداد في شرايين القلب أثناء نومه في عمر يناهز 56 عاما، وبين عشية وضحاها، تحول مصير كريمته من الأميرة إليزابيث إلى صاحبة الجلالة ملكة البلاد. ومن المفهوم، أن تمر ذكرى وفاة الملك الوالد على جلالة الملكة في خصوصية وهدوء. وسوف توجد الملكة في ساندرينغهام هاوس برفقة زوجها الأمير فيليب، ومن المتوقع أن تقضي جزءا من اليوم تطالع الصندوق الأحمر من الوثائق الرسمية، كما كانت تفعل في كل يوم من أيام جلوسها على العرش. ولقد أوضحت الملكة على الدوام أن طول سنوات حكمها للبلاد هو نتيجة طبيعية لوفاة والدها في سن مبكرة، وبالتالي ليس هناك ما يدعو للاحتفال. وفي عام 2015، تجاوزت الملكة إليزابيث الملكة فيكتوريا من حيث أطول الملكات حكما في تاريخ البلاد. وحتى ذلك الحين، وبأسلوبها المتواضع المعروف، أقرت الملكة البالغة من العمر 90 عاما بتلك المناسبة، غير أنها أوضحت كذلك أنها بمنأى تماما عن الاحتفال بهذه المناسبة التي تناهز ذكرى وفاة الملكة فيكتوريا. وطالبت الملكة بعدم إجراء أي احتفالات رسمية، وبدلا من ذلك عقدت عشاء منزليا خاصا في المنزل فحسب. وتقدمت الملكة بشكرها إلى المهنئين والممتنين خلال خطاب موجز ألقته في أدنبرة باسكوتلندا، حيث كانت تتابع بعض الارتباطات الملكية هناك. وخلال حديثها في محطة «تويدبانك»، عقب افتتاح خط السكك الحديدية الحدودي الجديد، قالت جلالة الملكة: «يمكن أن تمر الحياة الطويلة، ومن دون شك، بعدد من الإنجازات والمعالم المهمة على طول الطريق - وليست حياتي استثناء من ذلك - ولكنني أشكر لكم جميعا، كما أشكر للكثيرين من غيركم، في الداخل والخارج، تلك الرسائل الرقيقة اللطيفة التي تحمل كل آيات اللطف والعطف والمحبة من قلوبكم». وأضافت جلالة الملكة أن طول فترة الجلوس على عرش البلاد «ليس بالأمر الذي أنشده في أي لحظة من لحظات حياتي». ومن المقرر أن تعود جلالة الملكة إلى العاصمة البريطانية لندن في أوائل شهر فبراير (شباط)، بعد إقامتها الشتوية في ساندرينغهام هاوس. ومن المرجح أن يكون ارتباطها الملكي الرسمي المقبل في يوم عيد الحب، حيث سوف تفتتح برفقة دوق أدنبرة مركز الأمن السيبراني الجديد في مقاطعة فيكتوريا بوسط العاصمة لندن، الذي يبعد مسافة موجزة عن قصر باكينغهام الملكي.