×
محافظة المنطقة الشرقية

شرطة الشرقية تضبط شاب انتحل شخصية سائق شركة توصيل واعتدي على امرأة أثناء توصيلها

صورة الخبر

"أين نذهب هذا المساء؟ أو في هذه الإجازة القصيرة؟" لم يعد السؤال المحيّر للعائلة السعودية كما كان لعقود طويلة. في ظل وفرة ملموسة في المناشط الثقافية والفنية، التي تقوم عليها جهات متعددة ومتنوعة، بدءا بهيئة الترفيه التي ترعى بثبات مأسسة الاقتصاد الترفيهي واستثماره على المدى البعيد، مرورا بأنشطة هيئة السياحة، والحرس الوطني، المتواصلة منذ سنوات، وصولا للأمانات البلدية والمؤسسات والمراكز غير الربحية كمؤسسة مسك الخيرية ومركز الملك فهد الثقافي. الجميع كقطاع خاص أو عام بات معنيا، بسد جزئي للفجوة الطاردة في دورة الاقتصاد السعودي، التي عملت لسنوات مضت على تسرب المال المحلي عبر "منافذ خارجية"، لطالما كان الجمهور السعودي بعائلاته وشبابه هو الرقم الأصعب في تعزيز مرابحها المادية ومكاسبها الفنية والثقافية. "أنت ما مثلك بهالدنيا بلد" كلمات اختتم بها الفنان محمد عبده وصلته الغنائية في جدة قبل أيام وسط صيحات الفرح والتكاتف الوطني من قبل الحضور الكثيف. وهذه الصورة بكلماتها الفنية ومضامينها الثقافية تصور كثيرا من الحقيقة، ليس وطنيا فقط، بل اقتصاديا أيضا. فالقوة الشرائية للفرد السعودي مطمع مستمر لدى كثير من الدول المجاورة والبعيدة. فيما الذائقة الفنية والسياحية المحافظة والهادفة تجعله الأقل تطلبا مقارنة ببقية الزوار والسياح من دول العالم المختلفة. ولأن السوق الترفيهية السعودية غابت مطولا عن المناشط والفعاليات الثقافية والفنية، متأخرة في الإفادة من مواطنها السعودي، كان لا بد من وقفة صادقة وحازمة تلتفت لهذه الحاجات ولتفاوتها أيضا باختلاف متطلبات وقدرات الشرائح الاجتماعية السعودية. ما دعا "رؤية 2030" لأخذ هذا الأمر في الحسبان وتخصيص مؤسسة تعنى بهذا الجانب، إلى جانب تحفيز المؤسسات غير الربحية للأخذ بزمام المبادرة. فالدورة الاقتصادية لكل بلد ليست مختصة بالمال فقط كما يتصور البعض. بل بكل جوانب حياته. وهنا تبرز المقولة الأشهر: "الاقتصاد عصب الحياة". لذلك الاقتصاد معني أيضا باهتمامات المواطن الأخرى وجلبها في أُطر فنية تراعي خصوصيته الثقافية من جانب، وتحافظ على تدوير العُملة داخل أطرها الوطنية لتعظيم الفائدة الاقتصادية من جانب آخر.حيث القيام على هذه الفعاليات وتطويرها مستقبلا يعني بالضرورة مزيدا من العقود المحلية التشغيلية وبالتالي مزيدا من الخبرات الوطنية البشرية على جميع المستويات الإدارية والإبداعية. فيما هذا التدوير الاقتصادي هو ما يعود بالنفع العظيم على فنون البلد ومقدراته الشابة والثقافية. في ظل وجود بنية تحتية مهيأة لما هو أكثر وأجود على امتداد رقعة الوطن الجغرافية، شمالا وجنوبا، شرقا وغربا؛ والغنية دائما بمواردها الحضارية وبشعبها الذواق المحب لمختلف الفنون الإنسانية.يبقى أن إخراج الفنون ومكاسبها المادية والثقافية من أطرها التقليدية الخفية، أو الاستغلالية الضيقة، محليا وخارجيا، إلى فضاءات أوسع تحتضنها الشوارع المضيئة، والمتاحف المخصصة، فضلا عن المسارح والمراكز الثقافية النابضة بالحياة، هو ما يجعل اقتصاد الوطن يتنفس في النور، فرحا وإبداعا، على مرأى ومسمع من الجميع؛ فرح وإبداع، هما أقل ما يستحقه الوطن بعائلاته، وشبابه الموهوبين والتواقين دوما للتعبير بأرقى السبل وأصدقها. Image: category: ثقافة وفنون Author: تركي التركي من الرياض publication date: الخميس, فبراير 2, 2017 - 03:00