توضح أحداث الأيام القليلة الماضية أن رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترمب لا يمكن أن تحتويها سياسات رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، حيث إنهما تحدثا وتباحثا وتصافحا الجمعة الماضي، وبعد ساعات وقَّع ترمب قراره "الفاشي" بمنع دخول المسلمين لأميركا. الواضح أنه لا يمكن لأي دولة أو جهة، سواء أكانت داخل أو خارج الولايات المتحدة، أن تمنع قيام السياسات "الترمبية" من تغيير وجه أميركا دون وجود مقاومة شعبية غير عادية من المواطنين الأميركيين أنفسهم، سواء أكانوا داخل الولايات المتحدة أو خارجها. وهناك بدايات للمقاومة الشعبية توفر أسباب التفاؤل، فالمسيرة النسائية التي تلت تنصيب ترمب ربما تمثل أكبر احتجاج منذ أي وقت مضى من قبل الأميركيين، وتفوق تلك التي كانت ضد حرب فيتنام. وجرت كذلك مظاهرات شعبية في مختلف دول العالم منذ اليوم الأول لتنصيب ترمب وحتى وبعد يوم توقيع قراره بمنع سبع دول أغلبية سكانها من المسلمين من دخول أميركا. وشملت المظاهرات المعارضة كثيرا من المطارات، بما في ذلك مطار جون كيندي الدولي في نيويورك. وفي بريطانيا طالب أكثر من مليون شخص بإلغاء زيارة رئيسة الوزراء ماي المقترحة لأميركا للاجتماع مع ترمب. وهناك احتجاجات أخرى في شوارع بريطانيا ضد حظر دخول المسلمين لأميركا. وكل هذا، بعد أيام فقط من تولي ترمب السلطة. تحتاج حملة "أوقفوا ترمب" إلى أن تتفهم نوعية الكيان الذي تواجهه، حيث إن الديمقراطية الأميركية تمُر بمنحنى صعب وبتهديد غير مسبوق، لأن الرئيس الحالي يرغب في تغيير شكل المجتمع الأميركي ومنع أي معارضة له ولسياساته. وتعكس "أكاذيب ترمب الواضحة بشأن ملايين الأصوات الفاسدة" في الانتخابات الرئاسية الأخيرة شعورا بعدم الأمن لدى شخص سلطوي يلعب على مشاعر الشعب بعدما خسر التصويت الشعبي. يقول مدير اتصالات حملة "أوقفوا ترمب"، جين جونز، إن الأحداث الأخيرة التي أوضحت حجم الشجاعة والتجرد بين معارضين لترمب بحاجة للمزيد من الجهد من جانب المواطنين الأميركيين، مشيرا إلى أنه من المطلوب أن نتذكر أن ترمب يسعى إلى تحييد المعارضة الديمقراطية ليتمكن من بناء دولة سلطوية وشعبوية. وستكون هناك حاجة لكل من الصمود والشجاعة في الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة لإيقاف ترمب، لأنه يشكل خطرا فريدا من نوعه.