أبوظبي: الخليج ضمن بعثة رئيس الدولة للأطباء المتميزين، وبتمويل من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، أنهى الدكتور حميد الشامسي بحثاً علمياً لدراسة الخصائص والطفرات الجينية في مرضى سرطان القولون من دول الخليج العربي في محاولة لفهم أعمق لهذا المرض وعلاقته بالاختلافات الجينية والبيئية مقارنة بمرضى سرطان القولون في الولايات المتحدة. وذكر استشاري أمراض السرطان والأورام الدكتور حميد بن حرمل الشامسي، الأستاذ المساعد وعضو هيئة التدريس في قسم السرطان وأورام الجهاز الهضمي بجامعة تكساس في مركز (إم دي أندرسون) المتخصص في علاج الأورام والسرطان والباحث الرئيسي في هذا البحث العلمي، أن هناك عدة دراسات تشير إلى وجود اختلافات جينية بين المرضى من مناطق جغرافية مختلفة، ففي دراسة حديثة من الصين أظهرت أن المرضى الصينيين لديهم تغييرات وطفرات جينية مختلفة تماماً عن مرضى السرطان في الولايات المتحدة أو أوروبا. وأضاف: قمنا في هذه الدراسة والتي استغرقت سنتين بتحليل البيانات الجينية والطفرات في 99 مريضاً من دول الخليج وتمت مقارنة هذه العينة بعينة تتكون من 99 مريضاً بسرطان القولون من الولايات المتحدة، وكان العدد الأكبر من العينة من الإمارات والسعودية. وقال إن عدد الحالات التي تمت دراستها يعتبر الأكبر حجماً في منطقتنا العربية وأيضا الدراسة الأولى التي تستخدم هذه التقنية الحديثة والتي تسمىتسلسل الجيل القادم هذه التقنية تقوم على تحليل البيانات الجينية والتعرف إلى مواقع الخلل في الحمض النووي والذي يؤدي بدوره إلى تغيرات جينية ما يؤدي إلى الإصابة بالسرطان. وأظهرت نتائج البحث تطابقاً كبيراً بين الطفرات الجينية في المرضى الخليجيين والمرضى من الولايات المتحدة وهي نتيجة مختلفة وفريدة مقارنة بالدراسات السابقة، والتي أثبتت بأن المرضى من مناطق جغرافية مختلفة لديهم طفرات جينية مختلفة لأسباب جينية وأيضاً بيئية. وأكد أن نتائج هذا البحث العلمي مهمة لمنطقتنا الخليجية لأن هذه النتائج تطرح عدة تساؤلات عن سبب هذا التشابه الكبير بين الطفرات الجينية المسببة لمرض سرطان القولون بين مرضى من منطقة مختلفة بيئياً تماماً عن منطقتنا الخليجية. وأضاف: نعتقد بأن تغير نمط الحياة في منطقتنا الخليجية وفي عاداتنا الغذائية وزيادة استهلاك الأكلات السريعة وخصوصاً اللحوم الحمراء والمشروبات الغازية والتدخين وأيضا قلة الحركة البدنية والسمنة والتي هي نمط الحياة في الولايات المتحدة قد يكون أحد الأسباب الرئيسية لهذا التشابه الكبير. وقال: قمنا بمقارنة معدل السمنة بين المجموعتين وكان هناك توافق في معدل السمنة الزائدة، ومن المعروف أن السمنة هي أحد أسباب سرطان القولون وأيضاً سرطان الثدي والرحم والمعدة. وأكد أن الدراسة مهمة أيضاً من ناحية مدى فعالية الأدوية المستخدمة للعلاج بين المرضى من مناطق جغرافية مختلفة، وأضاف: نقوم باستخدام العديد من الأدوية الكيميائية والبيولوجية في مرضانا الخليجيين على الرغم من عدم دراسة هذه الأدوية ومدى فعاليتها في مرضانا، حيث إن هذه الأدوية تتم دراستها واعتمادها في الولايات المتحدة وأوروبا واستخدامها في شتى أنحاء العالم طبقا للنتائج الإيجابية في المرضى من الولايات المتحدة وأوروبا. وذكر أن هناك عدة دراسات من اليابان توضح بأن الاستجابة للعلاج تختلف بين المرضى في اليابان مقارنة بالولايات المتحدة، مما يثير تساؤلات عن مدى فاعلية هذه الأدوية في المرضى من مناطق مختلفة حول العالم. الدراسة أظهرت توافقاً كبيراً بين الطفرات الجينية في مرضى سرطان القولون من الخليج العربي والولايات المتحدة مما يمكننا من استنتاج أن العلاج الكيميائي والبيولوجي في مرضانا على الأرجح له الاستجابة نفسها والتأثير مقارنة بالمرضى هناك. وأضاف: إن مرض سرطان القولون هو أحد أكثر الأورام انتشاراً في منطقة الخليج العربي، ونظراً لأهمية وخطورة المرض وخاصة إذا لم يتم اكتشافه مبكراً، قامت دولة الإمارات بتفعيل المسح الدوري للمرض من باب الوقاية للمواطنين والمقيمين حيث إن اكتشاف الورم مبكراً أحد أهم أسباب الشفاء التام منه. وأوضح أن أهم شريحة والتي يشجعها بالبدء والالتزام بالمسح الدوري هم الأشخاص الذين لديهم أي قريب بمرض سرطان القولون. وقال: إن دولة الإمارات تعنى بتشجيع البحث العلمي على الصعيدين المحلي والدولي، حيث إن الدولة كرست موارد لتشجيع الأبحاث العلمية وخاصة في المجال الطبي، حيث إن الأبحاث العلمية في شتى المجالات تعتبر ركناً أساسياً في محور تطور الدول.