×
محافظة المنطقة الشرقية

القبض على عشريني أثناء محاولته سرقة صراف في الأحساء

صورة الخبر

مفتاح شعيب أفصحت تفاصيل الهجوم الإرهابي على مسجد كيبك الكبير بكندا عن هوية منفذ الجريمة وهو اليكسندر بيسونيت، الطالب الفرنسي- الكندي المتشبع بالأفكار العنصرية والمعجب بخطابات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيمة اليمين المتطرف في فرنسا ماري لوبان. وقد استطاع بفعلته الشنعاء أن يضع جريمة كبيرة في سجل الشعبوية المقيتة التي بدأت تجتاح العالم الحر. جاء الهجوم الغادر مفاجئاً وفي وقت يتعرض فيه المهاجرون من أصول إسلامية إلى مضايقات عديدة أكبرها الإجراءات الأمريكية المثيرة للغضب. كما جاء في وقت انتقدت فيه الحكومة الكندية تلك الإجراءات وأعلن رئيسها جاستن ترودو ترحيبه بالمهاجرين عارضاً المساعدة على المتضررين من حظر الدخول الأمريكي. وتكاد تكشف الملابسات العامة للجريمة أن تنفيذها قصد إحراج ترودو وإثارة الرأي العام عليه. وقد حصل شيء من ذلك في بادئ الأمر حين سارعت بعض وسائل الإعلام إلى إلباس تهمة المذبحة إلى مسلمين. ولكن القدر سلم وانكشفت الحقيقة في أقل من 24 ساعة، عندما بادر المنفذ إلى الاتصال بالشرطة ليسلم نفسه ويسقط القناع عن وجه آخر من وجوه الإرهاب. الأمر الخطير حالياً، أن هذه العملية الإرهابية هي الأولى من نوعها خلال السنوات القليلة الماضية التي تستهدف قتل مسلمين بدوافع عنصرية في الغرب، وفي مسجد مقاطعة كندية مازالت تدافع عن قيمها في التعايش والتآخي الإنساني بين مختلف الأديان والجنسيات. ورغم حصول محاولات كثيرة للنيل من المسلمين في دول غربية عديدة، إلا أنها لم تتجاوز في الأغلب الاعتداءات البسيطة أو التهديدات. أما ما حصل في كيبك فقد كان مختلفاًً عما سبق ودشن مرحلة من الإرهاب المعادي للمسلمين، عكس ما كان حدث من هجمات إرهابية نفذها متشددون إسلاميون في فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا والولايات المتحدة، وهي هجمات كان المسلمون أول من دانوها كما كان العديد منهم من بين ضحاياها. ويسجل لمعظم الدول الغربية هذه المرة وقوفها بقوة ضد الجريمة الإرهابية في مسجد كيبك، وهو ما يمكن أن يعزز الجهود الدولية لمحاصرة هذه الظاهرة الخطرة، ويفتح العيون على جماعات إرهابية كثيرة بصدد التشكل. لقد ضربت جريمة كندا مثالاً واضحاً يؤكد أن الإرهاب لا دين له ولا جنسية، ومثلما تفعله تنظيمات القاعدة وداعش وبوكو حرام المحسوبة إفكاً على الإسلام والمسلمين، تقترفه أيضاً جماعات أخرى بمرجعيات فكرية مختلفة بمثل ما تفعله تلك التنظيمات الإسلامية أو الأسوأ. وفي ظل صعود التيارات الشعبوية واليمينية في الغرب، فمن المرجح أن تتكرر مثل هذه الجرائم متغذية بالخطابات السياسية والرسمية أحياناً المحرضة على استهداف المسلمين والنيل منهم في كل بلد. فهناك شباب كثيرون، مثل اليكسندر بيسونيت، يستلهمون الكراهية والعنصرية من زعماء التطرف القومي الفاشي في الغرب. وإذا لم توضع حدود لهذا التيار وتواجهه إجراءات لردعه، فالعواقب ستكون وخيمة. فالأفعال من ذاك الجانب قد يستفز ردود فعل عليها لتصبح مواجهة بين إرهابين، أحدها يزعم أنه إسلامي والثاني يتدثر بشعارات قومية ودينية في الدول الغربية. ومن المعيب والخطير أن يهوي العالم إلى هذا المنزلق، وتتحمل الأجيال اللاحقة توجهات رعناء من مختلف الاتجاهات تحاول تدمير العلاقات بين الشعوب والأمم والأديان، فحين تسود الكراهية والرغبة المتبادلة في الانتقام، سيفقد المجتمع الإنساني أسباب تحضره ورقيه ليعود رويداً رويداً إلى عصور التناحر والاحتراب، أي إلى البدايات عندما كانت البشرية بعيدة عن الأنوار وترزح في الضلال والانعزال والتطرف. Chouaibmeftah@gmail.com