في لبنان، الناخب لا يصوّت لا للحزب ولا للائحة المقفلة ولا للائحة المعدلة.. الناخب اللبناني يصوّت لطائفته وفي أحسن الحالات للطائفة الحليفة.. ولنتذكر انتخابات بعلبك – الهرمل كيف صوتت الأكثرية المذهبية للمرشح الكاثوليكي آنذاك.. ولذلك فان الطائفة الأكبر عددا في لبنان هي الحزب الأكبر، والطائفة الأصغر الحليفة لهذه الطائفة او تلك، تصبح تابعة او مٌلحقة ولا حيثية سياسية او وطنية لها.. على قاعدة السمك الكبير يأكل السمك الصغير. الغريب، ان البعض يبني حساباته الانتخابية على تحالفاته الحالية، وهذا قصر نظر سياسي.. فالتحالفات الانتخابية كما السياسية لا تٌبنى على ظروف انية او محلية او اقليمية.. السياسة تتبدل اما قانون الانتخاب فقد يستمر لعقود.. ومن الغباء الإعتقاد ان التحالفات ابدية سرمدية.. ومن لا يؤمن بدوران الأرض فهذا شانه.. وليتسمّر في مكانه! حتما، ليس قانون "الستين" هو المرتجى للمستقبل.. ولكن الذي يؤبّد هذا القانون هو النظام الطائفي.. يوم كنا قاب قوسين أو أدنى لتخطي الانقسامات الطائفية قبل الحرب الأهلية، ويوم طرح كمال جنبلاط البرناج المرحلي للاصلاح السياسي.. ويوم كان العرب يخشون انتقال عدوى الديمقراطية في لبنان الى دولهم التي تهدد أنظمتهم.. المخابراتية الديكتاتورية وأنظمة الحزب الواحد والأبدي.. طرح كمال جنبلاط من ضمن نظرته للإصلاح السياسي، قانون انتخابات نسبي.. فأين نحن اليوم من ذاك الزمان الجميل الى حد ما.. وللتذكير فقط، ان من رفض وبشدة طرح كمال جنبلاط اعتماد "النسبية".. هو الفريق ذاته الذي ساهم بتأجيج المذهبية والطائفية والذي يرفع اليوم، لواء "النسبية"، انما لأغراض مشبوهة.. ونذكّر ايضا وأيضا، انكم البارحة في "الدوحة" رأيتم في قانون الستين انتصارا مبينا لفريقكم السياسي.. التزموا بالطائف والتزموا بالغاء الطائفية السياسة وشكلوا اللجنة الوطنية لإلغائهان واقروا مجلس الشيوخ وانتخبوا مجلسا نيابيا خارج القيد الطائفي.. وسترون حينها ان قانون "الستين" سيسقط حكما ومن تلقاء نفسه.. شرط ان لا تعيدوا انتم احياءه من جديد.. ولكم سوابق كثيرة في ذالك.. نقول لهؤلاء، وننصحهم، ونحن الضنينين بلبنان الرسالة والتنوع ضمن الشراكة، كفّوا عن المراهنات.. مراهناتكم السابقة كانت قاتلة ومدمرة فلا تعيدوا الكرّة من جديد. حفظ الله لبنان واللبنانيين من اصحاب المشاريع المشبوهة.. وحماه من بعض السياسيين الجهلة الذين لا يرون ابعد من انوفهم.. فاليوم خمر وغدا أمر.. ولكن وقتها قد لا ينفع الندم. د. صلاح ابو الحسن كاتب لبناني