×
محافظة المنطقة الشرقية

وزير خارجية فرنسا من طهران: نحقق في تجارب إيران الصاروخية

صورة الخبر

كم هو عدد الكيات التي يحق للمعالج الشعبي أن يحرق بها جسد ضحيته ليصبح عمله قانونياً. شاهدت في النت رجلاً يشتكي من حروق تغطي جسده. سببها على حد قوله إنه ذهب إلى معالج شعبي يعالج ضحاياه بالنار. إذا استمعت إلى شكوى الضحية وقرأت الخبر المنشور في عكاظ سوف ترى أن القضية ليست في الحروق نفسها ولكن في مكان آخر. الرجل لم يشتكِ من الكي ذاته. ذهب إليه برجليه. اشتكى من توسع المعالج في الحرق ومن غياب الإجراءات التي اعتدنا أن نسمعها من هؤلاء المعالجين لإقناعنا بأن ما يفعلونه في أجسادنا ناشئ عن خبرة ومعرفة. لا يلام الرجل. جميعنا قد نتعرض لما تعرض له من حاجة تغرى المشعوذين باستغلالها. ما يلفت النظر أن وزارة الصحة لم تتدخل بسبب الحرق أو حتى بسبب كمية الحروق غير المألوفة ولكن لأنها اكتشفت أن المعالج كان يعمل بلا ترخيص. دخلت على قوقل بحثت عن شروط ترخيص (المعالجة بالكي) فلم أجد. بحثت في الطب البديل فلم أجد سوى ترخيص الحجامة. ما الذي تعنيه كلمة ترخيص لهذه المهن؟ نسمع اليوم عن الراقي الشرعي. لا يعرف البعض أن هذا التعريف المركب (راقٍ + شرعي) لم يأتِ من التداول الشعبي التلقائي وإنما تمت صناعته بمهارة أكسب المهنة بعداً دينياً. تفشت في أيام الصحوة مهنة الرقية لما تؤمن لأصحابها من أموال طائلة (غير معقولة). ترك آلاف من البشر سعوديين وغير سعوديين وظائفهم وتفرغوا للرقية. القراءة على الماء والقراءة على العسل والقراءة على الجسد والصراخ والضرب. فتحوا عيادات يتزاحم فيها المحتاجون. الرقية كما نعرف تتجه إلى السحر والجن والعين إلخ. في هذا المنطقة الحساسة لابد أن يختلط الدين بالخرافة في أذهان البسطاء. ظهرت أصوات تحذر من السحرة والمعالجين (غير الشرعيين). هذه الأصوات كانت أصوات الرقاة أنفسهم. لم يكن الهدف من هذه الحملة التحذير من السحرة والمشعوذين ولكن الهدف منها تأصيل المهنة وإلصاقها بالدين بإحكام.. صاروا يعلنون في كل مناسبة أنهم يعالجون الناس بالقرآن فقط. زرعوا في ضمائر الناس تهديدات وشيكة للجن العين والسحر وغيرها من التهديدات المجهولة. ولتأصيل ذلك بدأ معاونوهم يلقون القبض على ساحر هنا وساحر هناك فأصبح الناس في حاجة قصوى لخدماتهم الجليلة بعد أن شرعنوها بكلمة شرعي وتعزز الأمر بأن أصبح لمهنتهم ترخيص.