×
محافظة مكة المكرمة

«الشؤون»: 533.564 مليون دينار ميزانية مقترحة لـ 2017/2018

صورة الخبر

تتشح مبانى محاكم الأسرة وقاعاتها بالحزن، فالداخلون تكسوهم الحسرة على ما آلت إليه حياتهم، والخارجون لا تلمح الفرحة فى أعينهم، حتى أولئك الذين حكمت المحكمة لصالحهم، لأن النتيجة النهائية لمئات الدعاوى المرفوعة، أن الأسرة تهدمت، والأبناء تفرقوا.. والنساء يقفن أمام الأبواب، يبكين أحوالهن، وسط آبائهن وإخوانهن، الذين ينظرون إلى الأرض، خجلًا لفشلهم فى حل مشاكل بناتهم، بالطرق الودية.. وبالاقتراب من المدعيات، والتعرف على قصصهن، تلاحظ أن أسباب رفع الدعاوى مختلفة، لكن الهدف واحد وهو «الخلع». الزوج العاق «حنان»، ٣٣ سنة، أقامت دعوى خلع، برقم ١١٢٩ لسنة ٢٠١٧، ضد زوجها «أحمد»، ٤٠ سنة، لاكتشافها أنه ألقى بوالدته فى السجن، بعدما استغل أميتها، ليجعلها «ضامن» على شيكات بدون رصيد، رغم تجاوز عمرها السبعين عامًا، ثم وافتها المنية بعد سنة من دخولها السجن، لعدم قدرتها على تسديد الديون. وقالت الزوجة فى الدعوى: إنها تزوجت من المذكور، الذى يعمل مهندسًا بإحدى شركات والدها منذ ثلاثة أعوام، وأحببته وأنجبت منه ولدًا وبنتًا، وفى إحدى الأيام وبينما هى جالسة فى منزلها، فوجئت بمن يطرق الباب، لترى سيدة عجوز تبكى وتتوسل إليها، للتحدث معها، وبعدما أدخلتها، أخبرتها بما حدث مع والدة زوجها، وأن زوجها كان السبب فى دخول أمه السجن، ولخوف الأم على نجلها، من المسائلة القانونية، أقرت بتوقيعها، رغم كونها أمية، فتم حبسها، ولما اشتد عليها المرض داخل السجن، طلبت أن ترى نجلها، لكن القدر لم يمنحه فرصة التوبة، وجاء خبر وفاة الأم، بينما كانت جالسة مع زوجته، تخبرها بقسوة الابن العاق، فما كان من الزوجة إلا أن طالبته بالطلاق فورًا، ولما رفض قررت التخلص منه قانونيًا، فرفعت دعوى الخلع. المدرس الجاحد «أمينة»، ٣٠ سنة، أقامت دعوى خلع، برقم ٢٠٢٠ لسنة ٢٠١٧، ضد زوجها «مصطفى. ع. ع»، ٥٣ سنة، لأنه منعها من حضور جنازة والداها، بعدما منعها من زيارته أثناء مرضه، بسبب خلاف بينهما على العمل! وقالت الزوجة فى دعواها: (تزوجت منذ عامين، وكان زوجى يعمل بمجمع مدارس ملك والدى، مدرسًا للرياضيات، أحببته وتزوجنا، وأنجبت منه ابنتنا «علياء»، وبعد فترة من زواجنا، حدث خلاف بينه وبين والدى، منعنه والدى على إثره من دخول المدرسة، فعاقبنى برفضه أن أزور والدي، وانتظرت لعل الخلاف يزول، حتى مرض والدى، ولم يخبرنى بمرضه، ومنع عنى اتصالات إخوتى، حتى توفى والدي، وعندما علمت بخبر الوفاة، أردت الذهاب لحضور جنازته، فمنعني، وطلب منى أموالًا كثيرة فرفضت، فضربنى ونهرنى وسبنى، حتى جاءت إحدى صديقاتى لتجد الدماء تنزف من وجهى، وتجدنى لا أستطيع الحركة، غير أنها ساعدتنى حتى ذهبت لحضور جنازة والدي، وبعدها قررت رفع دعوى الخلع). المؤذن المطرب «سمحية. ع»، ٣٣ سنة، أقامت دعوى خلع، برقم ٧٣٧١ لسنة ٢٠١٧، ضد زوجها «محمود»، لأنها اكتشفت أن زوجها المؤذن، والذى يؤم الناس فى الصلاة بالمسجد بإحدى القرى بمحافظة الجيزة، يعمل ليلًا فى إحدى المقاهى مطربًا(!)، ويقدم الفقرات الغنائية بالمقهى يوميًا، ولما واجهته بهذا الأمر سبها وضربها. وقالت الزوجة فى دعواها: (تزوجته، وأنجبت منه ستة أولاد، أكبرهم فى الفرقة الأولى بإحدى الكليات بجامعة الأزهر، وعشت معه على الحلوة والمرة، وعندما قلت قيمة الجنيه، وأصبحنا لا نستطيع تلبية حاجات أبنائنا، وخاصة نجلنا الأكبر الطالب بالجامعة، بعت مصوغاتى الذهبية، لكنها لم تكفنا، فى مواجهة الغلاء، خاصة أن مرتب زوجى لا يكفى). وأضافت: (وفجأة أصبحت الحياة جميلة، وتبددت حالة الفقر، فزود لى مصروف البيت، بشكل مبالغ فيه، فارتبت فى الأمر، وعندما سألته عن مصدر الدخل الجديد، قال لى إنه يعطى دروسًا فى المساء للطلبه، فصدقته فى أول الأمر، لأننى لم أعتد منه الكذب، وكنت أثق فيه ثقة عمياء، حتى جاءنى أحد أصدقائه، وأخبرنى بأن زوجى «الإمام» يعمل مطربًا بإحدى مقاهى القرية، ويحصل على مبالغ كبيرة، وأنه يقتسم العائد المادى معه، فصعقت عندما سمعت بالأمر، وواجهت زوجها فاعترف لها بالحقيقة، فنصحته بترك ذلك العمل، فرفض، وتشاجر معها، فقررت الانفصال عنه). محل الخمور «ع. م»، ٣٢ سنة، أقامت دعوى خلع، برقم ٧٧٧٩ لسنة ٢٠١٧، ضد زوجها «أحمد. ع»، ٣٥ سنة، لأنها اكتشفت أنه يعمل فى أحد الملاهى الليلة، كمقدم خمور، فنصحته بالبعد عن ذلك، لكن دون جدوى. وقالت الزوجة فى دعواها، إنها تزوجت من المذكور، وكان يعمل فى أحد محال العصير، فأحببته وتزوجته، وأنجبت نجليهما أحمد ويارا، لكنها سمعت من أحد أصدقائه، أنه يعمل بمحل لتقديم الخمور، وأنه ترك محل العصير، مما جعلها تقف وقفه مع نفسها، لمواجهة المال الحرام، فصارحته بالأمر، ونصحته بتركه، فرفض وسبها وضربها، ففاض بها الكيل، وقررت أن تنفصل عنه، خوفًا من الله، فقررت الانفصال عنه، فرفعت دعوى الخلع. صیام النوافل! ولسبب دينى أيضًا، أقامت «أمنية. ع»، ٣٤ سنة، دعوى خلع، ضد زوجها «أ. و»، ٣٨ سنة، لأنه سبها ونهرها، بعدما اتستأذنته أن تصوم يومى الإثنين والخميس، من كل أسبوع، والأيام «البيض» الشهرية (١٣، ١٤، ١٥ من كل شهر عربي)، فرفض. وقالت الزوجة فى دعواها: (أحببته، وتزوجته، ولاحظت أنه لا يصلى ولا يصوم، ومع ذلك لم أحاول مضايقته، وكنت دوما أنصحه بذكر الله والتقرب إليه، وكنت أدعو الله له بالهداية، فقلت هو وشأنه، وكنت أعلم أولادى القرآن والحديث، وكنت أصوم النوافل، حتى جاء فى يوم كنت فيه صائمة، وطلب معاشرتى، فقلت له إننى صائمة، فنهرنى وسبنى، فسألت أحد الشيوخ، فأكد لى أنه لابد أن استأذنه فى صوم النوافل، فنزلت على طلبه، ثم طلبت من الإذن فى الصيام، فرفض وضربني، وأهاننى وسب والدتى ووالدى، وهما فى دار الحق، فقررت الانفصال عنه، وتربية أولادى على حب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم). فستان وشنطة وبالطو أما «أميرة»، ٣٠ سنة، فأقامت دعوى خلع، برقم ٢٠٤١ لسنة ٢٠١٧، ضد زوجها «مصطفى»، لعدم قدرته على شراء فستان وشنطة وبالطو لها، من أحد المحلات الكبرى! وقالت الزوجة فى دعواها، إنها تزوجته منذ خمس سنوات، وكان صاحب شركة كبيرة، ولديه أموال كثيرة، وعندما ارتفع سعر الدولار، بدأ يحرمنى مما تعودت عليه، واعتدت عليه بمنزل والدى قبل الزواج، حتى اكتشفت أننى لا أستطيع أن أكمل معه تلك الحياة، فتوجهت لأقرب محكمة، لأقيم دعوى للخلع منه! الغاز الطبیعى هو السبب!! «سهير عباس»، ٢٩ سنة، أقامت دعوى خلع، برقم ٨٠٨٠ لسنة ٢٠١٧، ضد زوجها، لرفضه الاشتراك فى الغاز الطبيعى، بدلًا من عذاب أسطوانات الغاز. وقالت الزوجة فى دعواها: (تزوجته منذ كانت ظروفه سيئة، وتحملت معه حتى كبر أولادى، وعندما طلبت منه أن يشترك لنا فى الغاز الطبيعى بدلًا من عذاب تغير أسطوانة الغاز كل شهر، فرفض وسبنى وضربنى، فتركت له المنزل، وذهبت للمحكمة، لأرفع دعوى خلع! الکلب والقطۀ! وكذا، أقامت «إجلال»، دعوى خلع، برقم ٩٠٠٠١ لسنة ٢٠١٧، ضد زوجها «أحمد»، لأنه ينفق معظم مرتبه على رعاية الكلب والقطة، حيث يشترى لهما أفضل أنواع اللحوم، دون الاهتمام بالأسرة! وقالت الزوجة فى دعواها: (تزوجته، وكنت أعلم بحبه لتربية الكلاب والقطط، وقلت ليست هناك مشكلة، حتى رزقنا الله بنجلينا، لكننى لاحظت اهتمامه الزائد بالكلب والقطة، وأنه يشترى لهما أغلى الأطعمة، على حساب بيته وأولاده، فواجهته بالأمر، فلم يستجب، وفاض بى الكيل، بعدما نهرنى وسبني، فتوجهت إلى المحكمة، وطلبت الخلع منه).