×
محافظة المنطقة الشرقية

أكثر من 30 أسرة منتجة تشارك في مهرجان “وادينا .. تراث وأصالة “

صورة الخبر

لا تزال قوانين البــث التلفزيوني غائبة أو غير فـــــــاعـــلة إن وجدت. شاشات فضائــيــاتنا تطفح بكثير مما لا يصدق فيه غير وصفه بأنه هجاء. صحيح أنه يقال دفاعاً عن قضايا سياسية ذات بعد وطني أحياناً، لكنه يتكئ على ذلك البعد ليدخل باب الشتائم وكيل الاتهامات التي باتت لا تقل عن التخوين أو التكفير أو عن الاثنين معاً. الجدل في معظم الفضائيات المصرية مثلاً لا يشبه سوى الحرب: هنا الشتائم سيدة الكلام وهي من العيار الثقيل، ومن يتابع تلك الجدالات يقتنع بأن لا أحد من المتجادلين يعنيه دحض أفكار خصمه بمقدار عنايته بإنزال الهزيمة الساحقة به وأيضاً ليس من خلال مقارعة الحجة بالحجة أو تفنيد آراء الآخرين للوصول الى الغاية الأهم وهي اقناع المشاهدين، بل «القضاء» على خصمه. ما يقال في تلك الجدالات لا يشبه أبداً ما نعرفه جميعاً عن أخلاق المصريين ودماثتهم وحرصهم على احترام الآخرين. الحال في هذه الفضائيات المصرية على النقيض من ذلك تماماً، ففي برنامج يقدمه ممثل شاب لا تغيب كلمة «يا جزمة» لوصف «ضحيته» الذي يختلف معه في الرأي أو الموقف السياسي من الوضع في مصر اليوم. الممثل الغاضب والمتوتر طيلة الوقت يبدو للمشاهد وكأنه يخوض معركة في حرب لا هوادة فيها. لا يسأل الممثل الشاب ومن يماثلونه إن كان سيل الشتائم الذي لا ينقطع يمكن أن يقنع أحداً أم أنه على العكس لا يحقق سوى نفور مشاهدي برنامجه بل ربما انحيازهم لضحاياه ممن تطاولهم شتائمه. لا يبدو أن بعض دعاة حرية الرأي يقيم وزناً حتى للشعارات التي يلوكها ليل نهار وهو في عمله التلفزيوني يجاهد فقط لتحقيق غاية واحدة هي ازاحة الخصوم للقفز الى أماكنهم التي يؤمن أنهم لا يستحقونها ويستحقها هو بالتأكيد. هي عقلية تبدو نشازاً مع وسيلة إعلامية مفتوحة ومنفتحة وتعيش وتتنفس في عصر العولمة والبث الكوني ولا تستطيع القفز عن شروط هذه الحالة مهما ارتفع صوت صراخها ومهما كالت من الشتائم التي لا تقدم ونجزم أنها تؤخر صاحبها وتضعه شاء أم أبى في زمن بائد وإن ظلت في الساحة بقاياه.