القاهرة: سماح إبراهيم وسط مكتبتين تزخران بأصناف الكتب والمعرفة للوالد والجد، نشأت الفنانة التشكيلية القطرية أمل العاثم، لتجد أمامها محفزاً كبيراً على القراءة بشتى جوانب الحياة، لتعترف بالدور الكبير الذي قدمه لها الكتاب بوصفها فنانة استمدت من خلاله مخزونها البصري والفكري والفلسفي. تعد القراءة ركيزة أساسية لدى أي مبدع، فهل تذكرين الإرهاصات الأولى لتكوين مكتبتك؟ حدث ذلك في سن مبكرة جداً؛ حيث تولد لديَّ عشق الكتب وشكلها؛ إذ كانت لدى والدي مكتبة كبيرة بحكم دراسته وأبحاثه التي يجريها دائماً، فكان يتردد على الكتاب ومعارضه في أي دولة نزورها، نشأت أرى حولي مكتبة في الصالون، وغرف النوم، مكتبة ثرية جداً، أتذكر حالياً رؤيتي للكتب المميزة، ومنها.. كتاب عبارة عن قصة مصورة، وكنت أتخيل نفسي بطلة هذه القصة أو إحدى الشخصيات بها، وقد قرأت منذ كان عمري 4 سنوات، ولحسن حظي أيضاً كانت لدى جدي لأمي، الذي ارتبطت به بشكل كبير مكتبة تضم الكثير من الكتب والمجلات، فكان يشجعني بسني المبكرة على القراءة. قرأت لأديب نوبل نجيب محفوظ وعباس محمود العقاد وطه حسين، وكنت أخشى أن يمنعني والدي من قراءة هذه الكتب في سن مبكرة، لأنها أكبر من عمري وخاصة الروايات، لكن هذه الكتب هي التي شكلت وعيي وإدراكي ونقلتني لعوالم مختلفة. ما أهم المجالات التي تتضمنها مكتبتك؟. بداية لدي عدة أركان بالمنزل كل ركن هو مكتبة تحتوي على الكتب والمجلات الدورية. لم أقدم معرضاً إلا وقد تضمن بحوثاً وقراءات كثيرة، تتضمن المكتبة مجالات عدة بحكم العمل في مجال الفن التشكيلي الذي يتماس مع مجالات الحياة المختلفة، لكني أشعر بانجذاب لكتب علم النفس والأساطير؛ حيث أشعر بأنها تنقلني للعالم الذي أريد رؤيته، لكني لا أمسك به. حالة القراءة لديَّ بها تقمص دور لا أستطيع الوصول إليه في المكان أو الزمان. كيف تصفين علاقتك بالمكتبة وماذا قدم لك الكتاب؟ الكتاب هو الذي بنى ثقافتي وقيمي من ناحية المخزون البصري الذي عملت به بفكر ووعي عميقين من أثر القراءة والارتباط بالكتب. فقد حدد شخصيتي، وجعلني أرى العالم بصورة مختلفة، أن أؤمن بالرأي والرأي الآخر والحق في الاختلاف. هل القراء بخير؟ القراءة ليست بخير رغم وجود محاولات لدفعها إلى الأمام إلا أنها تتراجع، وقد زرت معرض الكتاب الأخير في قطر فوجدت طريقة الطباعة وتصميم الكتب بطريقة تقليدية، فكيف نطالب القراء بالإقبال على القراءة، والكثير من الكتب تفتقد لعوامل الجذب. ما الكتب التي تقررين قراءتها في الفترة المقبلة؟ لأني أمارس مهنة الفن التشكيلي والرسم وانشغل كثيراً بالقمر والأبراج والتعامل معهم بصرياً فإن جزءاً كبيراً من قراءتي يرتكز على القراءة في هذا الجانب، وتأثير الفلك على الإنسان وربط ذلك بالفلسفة وحضارة الشعوب، لكني لاحظت أن الكتب المطبوعة في هذا المجال قليلة، ومن ثم سوف أبحث على الإنترنت للوصول إلى مبتغاي.