انتشرت تكهنات في الأيام القليلة الماضية، على وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإخبارية العربية، بأن الأسد (51 عاماً) حالته خطيرة، ونقلت شائعات عن إصابته بجلطة دماغية؛ بل وإصابته بالرصاص. وقال مكتب الأسد في بيان يوم الجمعة: "إن رئاسة الجمهورية تنفي كل هذه الأخبار جملةً وتفصيلاً، وتؤكد عدم صحتها على الإطلاق وأن الرئيس الأسد بصحة ممتازة". وأضاف دون ذكر تفاصيل أن التقارير "تزامنت مع تغير المعطيات الميدانية والسياسية". ونظمت روسيا حليف الأسد، وتركيا التي تدعم فصائل معارضة مسلحة، محادثات بين الحكومة والمعارضة في كازاخستان الأسبوع الماضي، جرى خلالها تثبيت وقف لإطلاق النار، بدأ قبل شهر، بين الجانبين قبل إجراء جولة جديدة من مفاوضات السلام، المزمع إجراؤها في جنيف. كان الأسد قال قبل محادثات أستانة، إنه مستعد لبحث كل الأمور، بما في ذلك وضعه في إطار الدستور السوري. وأصر معارضوه، خلال الصراع الممتد منذ قرابة 6 أعوام، على أن يترك السلطة بموجب أي اتفاق للسلام. لكن اليد العليا باتت للأسد في الحرب السورية بمساعدة حليفيه روسيا وإيران، اللتين حوّلت مشاركتهما العسكرية دفة الصراع لصالحه. واستعاد الجيش السوري وحلفاؤه منطقة وادي بردى قرب دمشق يوم الأحد فيما يمثل ضربة جديدة لمقاتلي المعارضة الذين يحاربون منذ سنوات لإسقاط الأسد. وجاءت استعادة وادي بردى بعد أسابيع من إجبار جماعات معارضة على الانسحاب من مناطق سيطرت عليها لسنوات شرق حلب، آخر معقل حضري كبير لها في سوريا. وتمثل استعادة السيطرة على حلب بالكامل أهم مكاسب الأسد حتى الآن في الصراع. ولا تزال أجزاء من سوريا خارج سيطرته، بما في ذلك محافظة دير الزور شرق البلاد الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، بالإضافة إلى أجزاء كبيرة في الشمال تسيطر عليها جماعات كردية وجيوب من الأراضي تسيطر عليها المعارضة غرب سوريا.