بكل تأكيد لم نكن بحاجة إلى مطالبة مجلس الشورى للجهات المعنية بتحديد خط للفقر، حيث سبق وأن تمت الدعوة إلى ذلك أكثر من مرة في فترات سابقة، ولكن للأسف الشديد، ترفض بعض الجهات المكاشفة والمصارحة بهذا الشأن، رغم أن الفقر يعود لأسباب مختلفة وليس عيبا على الإطلاق، ولم تنكره الدول الغربية، ولا الدولة الإسلامية في أزهى عصورها في عهد الرسول والصحابة، وللأسف الشديد، تم الاكتفاء ببعض البرامج التعليمية والاجتماعية من هنا وهناك بدعوى أن ذلك يحارب الفقر، وكفى. لقد كانت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لأحياء الفقراء في الرياض قبل سنوات بداية جادة كان حري بالقطاعات التنفيذية أن تستثمرها من أجل إصلاح أوضاع الفقراء اجتماعيا وصحيا، ورغم أن الحياة كانت في هذه الفترة أقل معاناة، إلا أننا أضعنا الفرصة، وبقي على الجهات المسؤولة أن تدرك حقيقتين أساسيتين ، الأولى: أن القيادة تكره التجميل المزيف، وتسعى إلى الحقائق من أجل إصلاح الأوضاع، والثانية: أن المسؤول الذي يتهرب من ذكر الحقيقة بشفافية لايستحق المنصب، لذلك النصيحة واجبة، قولوا كلمتكم لوجه الله والوطن، حتى تشعروا بالرضا عن أنفسكم .