ناقش عدد كبير من الكتاب في الصحف العربية الإجراءات التي اتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ توليه منصبه رسميا، وانعكاس سياساته على الدول العربية، معتبرين عهده "بداية نظام عالمي جديد". ففي الشروق الجزائرية، استعرض حبيب راشدين ما اتخذه ترامب في أسبوع، قائلا إنه "أجهز على أهم انجاز لسلفه أوباما في عهدتين، فألغى أوباما كير ووقع على مرسوم بناء جدار الفصل العنصري مع المكسيك، وأخرج الولايات المتحدة من معاهدة التبادل الحرTPP ، وجمد التوظيف في المناصب الفدرالية باستثناء الوظائف العسكرية، والتقى بأرباب المال والأعمال فوعدهم بتخفيضات ضريبية تتجاوز 75 بالمئة ومنح الضوء الأخضر لاستئناف حفر آبار النفط الصخري، وبناء خطوط أنابيب عملاقة كانت محلّ جدل". ودعا راشدين الدولة العربية والإسلامية وشعوبها، وعلى رأسها دول الخليج "أن يتوقفوا بعناية عند هذا تصريح خطير لترامب في قناةٍ أمريكية شرح فيه كيف أن الولايات المتحدة قد صنعت داعش حين لم تبادر إلى احتلال آبار النفط بعد غزو العراق في مقدِّمة صريحة لمشروع احتلال قادم لجزيرة العرب بدعوى حرمان التطرف الإسلامي من مصادر التمويل". وفي صحيفة الشرق الأوسط السعودية، التي تصدر في لندن، وصف عادل درويش الملامح الأولى لإدارة ترامب بأنها "بداية نظام عالمي جديد". وينصح درويش بأن "يتجنب العرب التعامل مع الرئيس الأمريكي كتكتلات (الجامعة العربية، دول الجوار، مجلس التعاون، الاتحاد الأفريقي) وأمثالها، ويركزوا على تعامل العلاقات والاتفاقيات الثنائية". وأشار إلى ضرورة "تنسيق العرب، خصوصًا الخليج، مع بريطانيا في كل خطوة استراتيجية للتعامل مع ترامب، الذي أعلن عشية لقائه (برئيسة الوزراء البريطانية تيريزا) ماي أنه يريد بناء علاقة أنغلوأمريكية على نمط علاقة تاتشر بريغان، والتي اختبرها العرب في محن وأزمات حقيقية وجدوا فيها الدعم من التحالف عبر الأطلسي". وفي الصحيفة ذاتها، وصف حسين شبكشي ما يحدث بأنه "إعصار ترامب"، قائلا: "الكل يركض خلفه محاولا التقاط معاني مقصده ومغزى قراراته لا فرق في ذلك بين الحليف والخصم في الحيرة من أمرهم". ويقول الكاتب: "إعصار ترامب لا يزال في مراحله الأولية جدًا لم نر منه شيئا بعد، ولكن المؤشرات الأساسية ظهرت؛ الرجل ليس مهتمًا بأي قاعدة قديمة ولا نهج تقليدي، فهو ليس لديه أي شيء يخسره أبدًا، ويريد أن يضع بصمته الشخصية على فترة رئاسته بأسلوبه وبنهجه مهما كلف ذلك الأمر سياسيًا". وفي سياق متصل، علق عريب الرنتاوي في صحيفة الدستور الأردنية على الجدل الدائر حول نية إدارة ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. ولفت إلى أن القضية "فجرت قنبلة دخانية من العيار الثقيل، ستحجب حتى إشعار آخر، جوهر الصراع الفلسطيني/العربي- الإسرائيلي". وقال الرنتاوي إن مسألة نقل السفارة ستتحول إلى "قلب المشكلة ولبها، فيصبح التريث في تنفيذ القرار أو إرجائه حتى إشعار أفضل، نصراً عربياً مبيناً، في حين تكون إسرائيل، مدعومة على نحو غير مسبوق من الولايات المتحدة، سجلت اختراقاً نوعياً على جبهات أخرى، لعل أهمها جبهة الاستيطان والفصل العنصري والتهويد والأسرلة، في القدس وعموم المناطق الفلسطينية المحتلة". ويحذر الكاتب أنه سواء أنقلت السفارة أم لا، "ففي كل الظروف لا يكف بلدوزر الاستيطان عن نهش أراضي الفلسطينيين ... في ظل موقف عربي منقسم بين مرحب بترامب ومتخوف منه، لا يجمعه سوى قاسم مشترك واحد: العجز عن مواجهة الأخطار والتهديدات التي تجابه قضية العرب المركزية الأولى". مؤشر مدركات الفساد وعلق بعض الكتاب في الصحف الخليجية على تراجع ترتيب دول مجلس التعاون الخليجي على مؤشر مدركات الفساد للعام 2016 مقارنة بالعام السابق عليه. وفي التقرير الأخير الذي أصدرته منظمة الشفافية العالمية، حلت الإمارات في المرتبة 24 دوليا، تلتها قطر في المرتبة 41، ثم السعودية في المرتبة 62، ثم عُمان في المرتبة 64، ثم البحرين في المرتبة 70، وحلت الكويت في المرتبة 75 وهي الأخيرة خليجيا. وفي جريدة الشرق القطرية، اعتبر جاسم حسين هذه المؤشرات بأنها "أمر مقلق". وطالب بضرورة "تضافر الجهود لمعالجة تحدي الشفافية على المستوى الخليجي، مثل سن قوانينَ تتعلق بحق الوصول لحرية للمعلومات". وفي القبس الكويتية، علق علي البغلي على تراجع الكويت من المركز الـ 55 إلى الـ75 بسخرية قائلا: "الديمقراطية والدستور ومجالس الأمة والصحافة الحرة، التي كنا نتيه بها فخرا أمام أشقائنا الخليجيين، تبين أنها لا فايدة ولا عايدة، فهي لم تصد فسادا، ولم توقفه، ولم تهدئ من مسيرته الجامحة في مجتمعنا، بل ربما ساهمت في مفاقمته". وأضاف البغلي أنه "إذا لم يكن هناك تحرك جدي لاجتثاث الفساد والضرب بيد من حديد على رؤوس المفسدين الصغار والكبار، فسنواصل التقهقر إلى الأسوأ حسب مؤشرات مدركات الفساد".