×
محافظة المدينة المنورة

"الحربي": موجة برد قارسة تضرب مناطق السعودية.. وأمطار خفيفة شمالها

صورة الخبر

«عامل أسكنته الشركة التي يعمل بها داخل عبّارة طرق تستخدم لمجاري السيول والمجاري، وشركة قامت بإسكان عمالتها لحراسة معداتها داخل حاوية نقل مركبات، وعامل يحرس معدات شركته في العراء وفي هذا الطقس البارد»، هذه بعض الانتهاكات المخجلة التي ترتكبها شركات في حق عمالها وتضبطها مكاتب العمل، وهي قليل مما ينشر على مدار العام والخافي أعظم، هذا إذا استبعدنا تدني الرواتب وتأخر تسليمها، وسوء المعاملة وتجاوز ساعات العمل إضافة إلى نقل العمال من وإلى عملهم في سيارات مهترئة يتكدسون فيها دون مراعاة شروط السلامة وظروف المناخ، ولا أعتقد أنه بالإمكان إنكار هذا المشهد لأننا نراه بأعيننا يومياً. في كل مرة أقرأ عن مثل هذه التجاوزات في الصحف أتمنى أن أعرف فحوى ما قاله المسؤول في الشركة عندما سئل، أريد أن أعرف أي نوع من البشر هو؟ وما الإجراء الذي اتخذ مع الشركة إذا كانت المسؤولة عن المخالفة؟ وما الحلول لجشع بعض أصحاب العمل وانعدام الإنسانية فيهم؟ هذه المخالفات تشبه ما كان يرتكبه الإقطاعيون في الماضي في حق عمالهم وفلاحيهم وموظفيهم، حين كان العامل يرزح تحت ظروف عيش قاسية وبلا قوانين تحميه من السخرة والاستغلال. يجب أن تكون المطالبة بالحقوق شاملة لكل الفئات في المجتمع بما فيها العمال، وإذا كانت هناك تجاوزات ومخالفات من العمالة فالمفترض أن تطبيق الأنظمة العادلة والمنطقية من الجهات المختصة والمتابعة المستمرة تكفل معالجة الفوضى والمشكلات، كما أنه من الضروري أن يفهم أرباب العمل أن العامل الذي يعامل باحترام، وتوفر له ظروف العيش الكريم والرعاية الصحية سيعطي أكثر وستكون له مردودية أكبر على العمل، وسينعكس ذلك على نطاق أوسع في المدن وعلى كل المشاريع. ملاءمة الظروف الإنسانية التي يشتغل فيها العمال واحترام آدميتهم من المعايير التي تتمايز بها دول العالم، والاهتمام بها دليل على التقدم والرقي، ويوجد تصنيف عالمي يحدد مرتبة الدولة في مجال التعامل مع العمال، وبالتالي لا بد أن تضاعف الجهات المسؤولة من جولاتها التفتيشية ولا تنتظر وصول البلاغات لها لاسيما وأن حقوق العامل واضحة في نظام العمل.