×
محافظة المدينة المنورة

ثقافي / وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي تعتمد توزيع الكتب الرقمية في الجودة

صورة الخبر

يصيب مرض البهاق الكثير من الناس في كل أنحاء العالم، وهو أحد الأمراض الجلدية التي يختفي بسببها اللون الطبيعي للبشرة، وتظهر بدلاً منه بقع بيضاء ملحوظة على الجلد، وهذه البقع يمكن أن تكون في مكان واحد فقط بالجسم أو أماكن متعددة أو تشمل الجسم كله، وهو من الأمراض غير المعدية، ولا ينتقل من الشخص المصاب إلى غيره، حيث يعتقد البعض خطأ أن السلام باليد على الأشخاص المصابين يمكن أن ينقل هذا المرض من خلال لمس الأجزاء المصابة للمريض. لا يؤثر مرض البهاق على صحة الأشخاص المصابين به، فهم يتمتعون بحالة طبيعية، ورغم ذلك يعانون النظرة المؤلمة ممن حولهم في المجتمع والبعض يحاول تجنبهم، ولذلك يبذلون أقصى ما في وسعهم للشفاء من هذه الحالة المرضية، وكثير من هؤلاء المصابين يحاولون عزل أنفسهم عن المجتمع، ما يجعل مريض هذه الحالة مصاباً بالقلق والتردد وعدم الثقة في النفس، وقد يصل في بعض الحالات إلى الإصابة بالاكتئاب، وكل ذلك بسبب قلة الوعي لدى الكثير من الناس حول مرض البهاق، والصحة والطب تقدم كل ما يتعلق بجوانب المرض من معلومات حول المسببات والأعراض وأحدث أساليب العلاج في السطور التالية: الثعلبة والغدة الدرقية تشير الدراسات إلى أن هذا المرض لا يفرق بين كبير ولا صغير، ويعاني منه الرجال والنساء بنسب متساوية، ويصيب الجنس الأبيض والأسود بلا تفرقة، يعاني منه ما يقرب من 2% من سكان العالم، وهي نسبة كبيرة، وفي معظم الحالات يكون مرض البهاق لدى الأشخاص الذين لهم تاريخ وراثي في العائلة، وسجلت بعض الأبحاث أن هذا المرض يظهر في حوالي 47% من إجمالي الأشخاص المصابين قبل الوصول إلى سن 21 عاماً، ورغم عدم معاناة مريض البهاق من أي أضرار على الصحة العامة إلا أن هناك بعض الشكوك التي تدور حول وجود بعض الأمراض المناعية الأخرى التي تصاحب مرض البهاق، ففي بعض الحالات المصابة وجدوا أن هناك من يعاني من مرض الأنيميا الخبيثة ومرض الثعلبة، وأمراض الغدة الدرقية، ولذلك تنصح الأبحاث مرضى البهاق بسرعة إجراء التحاليل والفحص اللازم لمعرفة الحالة الصحية، والتأكد من عدم ارتباطها بالأمراض السابقة. تحطم الخلايا القتامينية وتوضح الدراسات كيفية حدوث مرض البهاق، حيث تبين أنه ناجم عن تدمير في الخلايا القتامينية يؤدي إلى حدوث خلل صبغي، وهذه الخلايا المسؤولة عن إنتاج مادة الميلانين التي تمثل الصبغة التي تميز لون الجلد من شخص إلى آخر، وتتواجد هذه الخلايا بشكل طبيعي في قاع بشرة الجلد، وفي حويصلات الشعر، وفي الشفاه بالفم، وفي الأغشية المخاطية التي تبطن الفم والأنف وفي الأماكن التناسلية، وفي شبكية العين وتحدد لون العين، كما تتواجد في بعض أجزاء من الجهاز العصبي المركزي، وتختلف نوعية وكثافة خلايا الميلانين من شخص لآخر حيث تحدد لون البشرة والعين والشعر حسب كمياتها وكثافتها، وتميز الأشخاص بدرجات الألوان المختلفة، وبعد تحطم هذه الخلايا تظهر البقع البيضاء في مناطق مختلفة على الجلد، وغالباً ما يبيض الشعر الذي يتواجد في الأماكن المصابة بهذا المرض، ولون الجلد فقط يتأثر، أما باقي مهام ووظائف الجلد المعتادة فتسير كما هي من دون تغيير. أعراض المرض تتمثل أعراض مرض البهاق في ظهور بقع بيضاء على الجلد عند الحالات التي يتطور المرض لديهم، ومن أكثر المناطق التي تظهر فيها هذه البقع الأماكن التي تتعرض للشمس مثل الوجه والشفتين وحول الفم والرقبة والصدر واليدين والذراعين والقدمين، ومن الأماكن الأخرى غير المكشوفة ويظهر بها البهاق منطقة السرة وتحت الإبطين وبين الفخذين، ومن الأعراض الأخرى حدوث ما يشبه الحروق أو الجروح في الأماكن المصابة في بعض الحالات، ويعاني الأشخاص أيضاً من أعراض الشيب المبكر، والحواجب والرموش واللحية، وتصبح ملحوظة في الأفراد أصحاب البشرة السمراء حيث تظهر أفواههم بلون أبيض مختلف عن الجسم. مرضى المناعة الذاتية يكشف العديد من الدراسات عن أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يصبحون عرضة للإصابة بمرض البهاق أو الخلل في لون الجلد أكثر من غيرهم، وترتفع لديهم نسب واحتمالات الإصابة بشكل كبير، ومن هؤلاء الأشخاص من يعانون من أمراض المناعة الذاتية المتنوعة، وأيضاً بعض الأشخاص الذين لديهم خلل واضح في نشاط الغدة الدرقية سواء زيادة الإفرازات أو نقصها، وأيضاً الحالات التي تعاني مرض فقر الدم الخبيث نتيجة نقص فيتامين ب12، والمصابون بمرض اديسون وهو قصور شديد في عمل الغدة الكظرية يجعلها لا تنتج هرمون الكورتيزون بشكل كاف، واحتمالات الأشخاص المصابين بمرض الثعلبة كبيرة في الإصابة بالبهاق، وحتى الآن لا يعرف المتخصصون ولا العلماء الأسباب الحقيقية وراء الارتباط بين هذه الأمراض السابقة ومرض البهاق، ولم يقدموا أدلة مقنعة على هذا الربط، رغم أن غالبية الذين يعانون من مرض البهاق لا يصابون بهذه الأمراض. العوامل الوراثية ما زالت الأسباب الحقيقية لمرض البهاق غير معروفة حتى الآن، غير أن هناك بعض العوامل التي يمكن أن تكون من جملة المسببات والعوامل التي تحفز ظهور هذا المرض، ومنها عوامل وراثية وأخرى تتعلق بالمناعة وعوامل نفسية وعصبية، حيث بينت بعض الأبحاث أن الجينات لها دور كبير في نقل هذا المرض، ووجدوا أن ما يقرب من 35% من إجمالي الحالات المصابة بهذا المرض تكون في عدد من أفراد العائلات الواحدة، بما يعني أن العامل الوراثي حاضر، وينقل المرض من جيل إلى جيل، والآباء الذين يعانون من هذا المرض فرصة إنجاب أطفال مصابين بهذا الخلل أيضاً كبيرة، ويمكن أن يصاب الشخص بهذا المرض بعد تعرضه لحادث كبير، وبعض الأمراض يمكن أن تسبب الإصابة بمرض البهاق، مثل مرض الذئبة الحمراء الجلدي، وفي حالة الإصابة بورم في الغدة النخامية وأيضاً إذا حدث ضمور لها، وبعض الأبحاث ربطت بين الإصابة ببعض الحروق في الجلد وبين مرض البهاق، ومنها الحروق التي تسببها أشعة الشمس، وكذلك الربط بين المرور بصدمة عصبية قوية، بسبب خبر محزن مثل موت إنسان عزيز أو الرسوب في الامتحان أو الفشل العاطفي والانفصال، وغيرها من الأخبار السيئة، وكل هذه الافتراضات تساعد فقط على حدوث مرض البهاق ولم يتم إثباتها بصورة قاطعة ونهائية، وأن المؤكد في هذا المرض أن الشخص المصاب يكون لديه خلايا صباغية أو القتامينية على استعداد للاختفاء والزوال بفعل عوامل مناعية وعصبية، حيث يؤدي اشتباك الخلايا الصباغية مع جهاز المناعة إلى تدميرها واختفائها، وبعض الافتراضات تقول إن بعض الأجسام تستطيع أن تطور جسيمات مضادة تهاجم الخلايا الصباغية وتدمرها، وآخرون قالوا إن الخلايا القتامينية هي التي تقوم بتدمير نفسها ذاتياً، وهناك نظرية تفسر أن البهاق يحدث بسبب خلل في وظيفة الخلايا القتامينية ناتج عن مشكلة في العصب المغذي لهذه الخلايا، كما فسر البعض أن ذلك الخلل ناجم عن خلل مناعي ذاتي يجعل جهاز المناعة يهاجم الخلايا الصبغية ويدمرها على أنها جسم غريب. العلاج بالكريمات والجراحة وبالرغم من مواجهة الكثير من الصعوبات في علاج مرضى البهاق فإن الدراسات تعرض بعض أنواع وطرق العلاج، وتتضمن استخدام واقي الشمس ودهانات وكريمات الكورتيزون الموضعية وحقن في أماكن الإصابة العلاج لاسترجاع لون الجلد الطبيعي، وهناك طرق العلاج بالأشعة فوق البنفسجية مع استخدام الليزر، أما العلاج الجراحي فيستخدم زراعة بعض الخلايا الصباغية أو إجراء عملية ترقيع وتطعيم المناطق المصابة بجلد سليم، وهذه الطريقة لمرض البهاق الثابت، وفي حالة إصابة الجسم كله يتم إزالة بقية خلايا اللون الصباغية الموجودة ليصبح الجلد بلون واحد فقط باستخدام أدوية معينة، ويحصل المريض في هذه الحالة على نسبة 93% من إزالة لون الجسم الأصلي ويبقى باللون الأبيض، وذلك في فترة تصل إلى 14 شهراً من العلاج، وفي هذه الحالة يستخدم المريض كريمات ودهانات واقية من الشمس باستمرار طوال الحياة، ويبتعد عن أشعة الشمس الشديدة والحارقة. 45 مليون مصاب أشهر من أصيب بمرض البهاق مايكل جاكسون مغني البوب الأمريكي، وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية الى ان المرض ينتشر في الكثير من دول العالم، حيث يصل عدد الاشخاص المصابين به ما يقرب من 45 مليون فرد على مستوى العالم، وهذا الخلل الجلدي يصيب كل الاعراق والاجناس، ومن هذا العدد يوجد 4 ملايين مصاب منهم في الولايات المتحدة، وحوالي 90% من المصابين تفاقمت الحالة لديهم قبل وصولهم إلى سن 45 عاماً، وتوضح المنظمة ان هناك الكثير من أساليب العلاج المتوفرة لهذا الخلل الصحي، ولكن معظم هذه العلاجات تتوقف على عنصر مهم وهو الحالة النفسية للمريض، ومدى تفاؤله وتقبله وتجاوبه مع العلاج، الذي يحتاج إلى فترة طويلة لكي يأتي بنتيجة معقولة.