تتنافس الفنادق على جذب النُزلاء بخدماتٍ مُغرية ولهذا يتم تصنيفها بعدد من النجوم. يتفاوت عدد تلك النجوم بتفاوت مستوى الخدمات ومعايير أخرى لهذا أوّل ما يسأل عنه السائح أو الـ"Guest" أي الضيف وهي بالمناسبة تسمية تسويقيّة ذكية- هو عدد نجوم الفندق كي يطمئن على مُستوى النُزُل. هل هناك عوامل تشابه بين السكن في فندق والإقامة في الوطن؟ لم أجد أيّ عامل مشترك فالتشبيه ظالم مُجحف. طيب إذا كانت المقارنة غير واردة فما الداعي لإثارة الموضوع من أساسه يا أخينا؟ لأنني عجبتُ أشدّ العجب وتأسفتُ كثير الأسف من بعض بني جلدتنا أخوات وإخوة يحملون ذات الهوية ويشاركوننا الوطن يقومون بالانتقاص من قيمته بسبب ضعف الخدمات وفقر وسائل الترفيه حسب وجهة نظرهم وكأنهم يقطنون فندقاً يمكن تبديله بغيره أفضل تصنيفاً. ليس هذا فحسب بل تشنيع الهفوات وتتبّع زلاّت ألأشخاص المحسوبين على الجهاز الحكومي فيلصقونها بظهر الوطن ككيان. ينشرون كل ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي عالمية الانتشار أو الواتس آب في الداخل. هذا الغسيل القذر - إن جاز التعبير - يتلقاه صغير عقل أو حاقد أو مدسوس أو من له تصفية حسابات مع بلادنا فيضيف إلى ما سبق تهويلاً ونفخاً وكثيراً من أكاذيب ويعيد إنتاجها بثوبٍ أكثر قذارة. الذي يحدث بعد ذلك سيداتي وسادتي تكوين صورة بائسة عن أهل هذه البلاد لدى من لا يعرفنا حق المعرفة فيعتقد بأننا بالفعل كارهون لوطننا، لا نُقيم له وزناً ولا قيمة بل ربما تركناه في مهب الريح فيما لو عصفت بهِ المحن لا قدّر الله فيطمع بنا الأعداء. حاشا لله أن نكون كذلك فالكثير من الشرفاء المحبين الغيورين يؤمنون بمقولة "وطنٌ لا نحميه لا نستحق العيش فيه". هذا هو ديدن معظم أهل هذه البلاد بلا مبالغة أو مزايده. الشاعر الملحمي الإغريقي الذي عاش قبل 700عام تسبق ميلاد المسيح وقبل وجود أبسط مقومات الحياة ومعايير الأوطان بمفهومها الحديث قال "ليس ثمّة بلاد أحلى من الوطن" فكيف بنا وقد سَهُلتْ السبل وتوفرت الخدمات بحدّها المقبول وضَبَطَتْ علاقاتنا القوانين وأصبحت المطالبة بالحقوق جهاراً حقاً مشروعاً للجميع. الفيلسوف أفلاطون بدوره أوضح علاقة الإنسان بوطنه حينما قال"نحنُ لم نولد من أجل أنفسنا بل من أجل وطننا". لا يعني كلامي هذا القبول بالتقصير في حق المواطن ولا هضم حقوقه أو التضييق على حُرياته أبداً فهذه الأمور لا يقبل بها عاقل، لكنني ضد العقوق بحق الوطن سواء كان بأفعال تُهدد أمنه واستقراره أو الإرجاف بأقوال تؤدي للتشويش على الناس وزعزعة ثقتهم بأنفسهم وبالتالي بولائهم للوطن.