أكد محللون أن ارتفاع سيولة الأسواق خلال جلسات الأسبوع الماضي، عززت الاستثمار في أسهم قيادية من قبل المستثمرين، تزامناً مع إعلان بنوك قيادية عن نتائجها المالية وتوزيعاتها المغرية، بينما ساهمت التوقعات بارتفاع الأرباح الموزعة لبعض البنوك، إلى ارتفاع حجم الطلب عليها، مؤكدين أن هذه الفترة ستكون موضع اهتمام شريحة هامة من المستثمرين لا سيما المحافظ الاستثمارية وصناديق الاستثمار. وقال المحللون في تصريحات لالخليج: إن الأسواق تمر بأحجام قياسية من السيولة لم تشهدها منذ فترة طويلة، إلا أن تركيزها كان على أسهم شركات تحمل في طياتها عمليات استحواذ أو مشاريع تطويرية جديدة، ما دفع المستثمرين إلى المضاربة عليها بهدف تحقيق الربح السريع، مرجحين أن تحافظ مؤشرات الأسواق على مستويات مقاومة جيدة خلال المرحلة المقبلة، في ظل استمرار تدفق السيولة، والنتائج المبشرة لبعض الشركات. وقال المحلل المالي زياد الدباس: تعرض الأسواق المالية لعميات جني أرباح، وتركزت على أسهم شركات المضاربة، وأعطت إشارات إلى المضاربين وشركات الوساطة التي منحت لعملائها شراء كبيراً على الهامش بارتفاع المخاطرة والتي قد تؤدي إلى عمليات جني أرباح عميقة في ظل الاتساع الكبير في قاعدة المضاربين سواء المضاربين الإماراتيين أو الأجانب أو الخليجين، وبالتالي لاحظنا أن التداولات في نهاية الأسبوع كانت أكثر حذراً. وأشار الدباس إلى أن ارتفاع سيولة المضاربين في السوق عززت أيضاً الاستثمار في أسهم الشركات القيادية من قبل المستثمرين على الأجل الطويل، وإعلان بعض البنوك القيادية وفي مقدمتها بنك الإمارات دبي الوطني وبنك دبي الإسلامي وبنك المشرق عن نتائج أعمالها وتوزيعاتها المغرية والتي بلغت 40% من القيمة الاسمية لبنك الإمارات دبي الوطني وما نسبته 45% لبنك دبي الإسلامي. وأضاف: نتج عن ذلك ارتفاع ريع أسهم هذه البنوك والذي تجاوز ما نسبته 5% وهو منافس بشكل قوي للفوائد التي تدفعها البنوك للمودعين والتي لا تتجاوز 2%، مع الأخذ في الاعتبار أن الفترة الباقية عن دفع هذه التوزيعات لا تتجاوز الشهرين، مما يعزز قيمة العائد الاستثماري مع توقعات أن ترتفع الأرباح الموزعة لبعض البنوك الوطنية القيادية في إمارة أبوظبي،حيث ساهمت هذه التوقعات في ارتفاع حجم الطلب على هذه البنوك. من جهته، قال وليد الخطيب، مدير شريك في جلوبال لتداول الأسهم والسندات: تشهد الأسواق حالياً أحجاماً قياسية جيدة لم تكن موجودة منذ فترة، وكان التركيز على أسهم تحركت في الأيام الماضية مثل شعاع وجي إف إتش وإشراق وغيرها، غير أن جني الأرباح عليها لم يؤثر في المؤشر العام، حيث لم نر نزولاً قوياً بالأسواق، منوهاً بأن المرحلة الحالية بحاجة إلى سيولة قوية لتثبيت الإيجابية التي تمر بها الأسواق. وأشار الخطيب إلى أن استمرار تركز السيولة على أسهم شركات بعينها، كونها تحمل أنباء حول عمليات استحواذ، وتمتلك مشاريع تطويرية جديدة، ما أدى إلى نشاط ملحوظ عليها عبر تنفيذ المستثمرين عمليات دخول وخروج سريع لتحقيق أرباح فورية، لافتاً إلى أن المؤشرات العامة للأسواق ستحافظ على مستويات مقاومة جيدة، ستمنحها مزيداً من الصعود في التداولات القادمة، لا سيما مع بدء إعلان الشركات عن نتائجها المالية وتوزيعاتها النقدية.