×
محافظة مكة المكرمة

الغبار الكثيف يغطي أجواء "الخرمة".. و"المرور" يحذر

صورة الخبر

في السعودية تعتبر الأسواق التجارية هي مكان الترفية "اليتيم" لدى أغلب العائلات،لما تحتويه على مطاعم ومقاهي، وملاهي للأطفال،لذلك لا تعتبر أسواق لشراء الملابس والمستلزمات الأخرى فقط. لذلك انحسار الترفية في التسوق والأكل، والنتيجة استنزاف للأموال، وزيادة في معادلات السمنة وأمراض السكري والضغط، لذلك يعتبر الترفية في السعودية مضر بالصحة والمال !! قرار إغلاق الأسواق عند التاسعة مساء هو قرار إيجابي في جوانب اقتصادية عديدة، لكن هو سلبي في جانب الترفية، الذي هو في الأساس شحيح،ويحتاج إلى دعم وليس لتقليص، كما أن الأجواء لدينا حارة معظم فصول السنة، لذلك أغلبنا لا يخرج ساعات النهار إلا للعمل أو الضرورة،وتؤجل المشاوير الباقية للمساء. إذا كانت وزارة العمل تقصد من "قرار إغلاق الأسواق باكراً" إيجاد بيئة عمل مناسبة للعاملين من المواطنين والمواطنات في قطاع التجزئة، فعليها أن تسعى إلى توفير وسائل نقل للعاملات، وإيجاد المزيد من المحفزات الوظيفية مثل العلاوات السنوية، إجازة يومين في الأسبوع، تأمين الطبي، بدل سكن,وغيره من المحفزات، التي هي بالتأكيد تزيد من الاستقرار الوظيفي، وتضمن الاستمرارية في العمل . إذا كان تقليص ساعات العمل أمر "حتميا" يمكن أن يتم بتقليص ساعات العمل في الصباح والظهيرة، لكون الأغلبية في أعمالهم ومدارسهم وجامعاتهم صباحاً، وفترة الظهيرة وقت للأكل والراحة، واغلب المواطنين يخرجون وقت المساء للتسوق أو الترفية، بحيث يكون وقت عمل الأسواق من الساعة الرابعة عصراً، حتى الثانية عشر مساءً، ونكون بذلك قلصنا الوقت بما يتناسب مع ظروفنا المناخية، التي هي تنعكس على سلوكنا المعيشي، ويصعب تغيرها. وقت إغلاق المحال للصلاة يجب أن يحدد بزمن لا يزيد عن ربع ساعة بعد الأذان، والصلاة تكون داخل السوق، وهذا الأمر لا يحتاج إلى تجهيز مصلى، إنما تفرش قطع من الزل، في أحد الممرات، وتقام الصلاة مباشرة بعد الأذان، وبعد الانتهاء تفتح المحال مباشرة . ما دعاني لهذا لاقتراح أن كثير من المحال تغلق قبل الأذان بربع ساعة، ولا تفتح إلا بعد انتهاء الصلاة بنصف ساعة، ويكون الوقت المغلق للصلاة هو تقريبا ساعة وأكثر، والمحال تغلق ثلاث أوقات للصلاة، أي هنالك أكثر من 3 ساعات مهدرة، لأنها تتجاوز الوقت اللازم للصلاة بكثير . في دبي مثلاً نجد أن الأسواق التجارية تعمل 24 ساعة خلال الإجازات، وهذا الأجراء يهدف إلى تنشيط السياحة بها، على الرغم من وجود أماكن ترفيهه أخرى، ونحن الذين نفتقر إلى أماكن الترفيه نسعى الآن إلى أن نغلقها باكراً !! أتمنى من هيئة السياحة والآثار أن تكون أول المعارضين على قرار إغلاق الأسواق باكرا، أو إنها توجد أماكن ووسائل بديله للترفيه غير الأسواق،وإلا سوف يزداد عدد المهاجرين السعوديين للسياحة خارج البلاد، ليس فقط وقت الأجازات الطويلة، إنما حتى في إجازة نهاية الأسبوع، ويصبح بذلك عمل الهيئة هباءً منثوراً.