ابن الديرة محمد بن زايد في العام 2017 يسقي شجرة زرعها القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في الهند عام 1992. يمكن الكلام طويلاً وعميقاً في هذا الفعل ورمزيته، فها هو عطاء الإمارات يتوالى فصولاً، وهذه أجيال الإمارات تمضي، بكل قوة وثقة، إلى مستقبلها الكبير، بإلهام القائد الملهم الشيخ زايد بن سلطان، ومن وحي رمزية استمرار شجرة زايد الخير وسقايتها الْيَوْمَ من محمد بن زايد أن بلادنا تحضر أكثر في العالم وتتألق أكثر، مستحضرين معاً ذاكرة من الخصوبة والإخضرار كانت سمة عهد الشيخ زايد، فما شهدته أبوظبي والإمارات من مشاريع الزراعة ومكافحة التصحر يندرج قطعاً في المنجز المعجز الذي لا يكاد يصدق. هذا في حقيقة الغرس والزرع، وفِي البذور توضع في تراب الأرض الطيبة فتتحول جذوراً وأغصاناً وثماراً وأفياء، أما الغرس في المجاز فيشير إلى آفاقه الأرحب: نهضة الوطن وإنسان الوطن في مطلق المعنى، ومكتسبات الاتحاد، منذ راية الإمارات وهي ترتفع في سماء الإمارات في الثاني من ديسمبر/ كانون الأول عام 1971، وصولاً، عبر مراحل من الجهد والبناء، إلى عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وتحقيق نهج تمكين المواطن والمؤسسة الوطنية. يصيب سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي كبد الحقيقة حين يكتب تغريداته حول زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى الهند الصديقة، حيث الهند إنما تكرم من صنع الفارق في الإمارات والمنطقة، وحيث الاتفاقيات الثنائية الموقعة في خلال الزيارة دليل على عمق العلاقة بين البلدين الصديقين، وحيث محمد بن زايد يبني المستقبل وتزدهر العلاقات. هذه الاتفاقيات تؤسس لمستقبل العلاقة وتمنحها صفة الاستدامة، وفرص تنمية التجارة والصناعة بين البلدين كبيرة، وواضح أن التفاهمات السياسية حاضرة بين بلدين يتبنيان قيم المحبة والصداقة والاعتدال والانفتاح والتسامح والسلام، ويؤكدان أهمية العمل المشترك لتحقيق المصالح المشتركة، سيراً على خطى زعماء التاريخ الاستثنائيين من أمثال حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه والمهاتما غاندي. ولسوف يسجل التاريخ بمداد الذهب زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الهند، التي يحل فيها ضيف شرف رئيسياً، أما الأجمل، غير المفاجئ، فالحفاوة الفائقة التي قوبل بها سموه، وتلقي الشعب الهندي الصديق، خصوصاً الجالية الهندية الكريمة في الإمارات أنباء الزيارة بالكثير من الاعتزاز والفرح الحقيقي. كيف لا والزيارة تأتي في سياق السياسة الخارجية المتوازنة، والتي تنطلق من المبادئ والثوابت، مع وعي المستجدات والمتغيرات؟ كيف لا والعنوان الصداقة والمحبة في الزمن الصعب، وفي مرحلة الفرز الواضح بين قوى الخير والبناء وقوى الشر والظلام؟ كيف لا والرمز شجرة زايد الخير؟ ebn-aldeera@alkhaleej.ae