×
محافظة مكة المكرمة

الفيصل يوجّه باستحداث معرض «مكة المستقبل» ضمن جناح المنطقة في «الجنادرية 31»

صورة الخبر

مصدر الصورة AFP Image caption أصبح "سور الأزبكية" في السنوات الأخيرة ملاذا للمثقف والطالب محدود الدخل تواجه دور النشر المصرية ظاهرة طباعة إصداراتها من الكتب بطريقة غير قانونية، على يد تجار سوق بيع الكتب القديمة المعروف بـ "سور الأزبكية"، وطرحها في الأسواق بأسعار زهيدة، وجودة سيئة، على نحو يضر بصناعة الكتاب ودور النشر في مصر. وأصبح "سور الأزبكية" في السنوات الأخيرة ملاذا للمثقف والطالب محدود الدخل، الباحث عن الكتاب القديم أو الحديث بسعر زهيد، دون النظر لاعتبارات انتهاك حقوق الملكية الفكرية وتأثيرها على حقوق المؤلف والناشر على حد سواء. ووصف أحد تجار بيع الكتب، تحدث على شريطة عدم ذكر اسمه، نشاطه بأنه "خدمة علمية يقدمها للطلبة وللمجتمع، في مسعى للتشجيع على القراءة، في زمن تراجع فيه الكتاب مع انتشار ظاهرة القراءة على الهواتف المحمولة والحاسبات اللوحية، ونشر الكتب على الإنترنت، وهي ظواهر أسهمت في تآكل شعبية الكتاب ودفعه نحو الانقراض". وأضاف:"يتابع تجار كبار حركة سوق الكتاب في القاهرة، ويرصدون الأكثر مبيعا من إصدارات دور النشر، ويعيدون طبعها باستخدام خامات أقل تكلفة من خلال مسح ضوئي لصفحات الكتاب، ثم طرحه في السوق بسعر زهيد لتخفيف العبء عن كاهل الأسرة المصرية، وتشجيع أبنائها على القراءة من خلال توفير مراجع علمية لطلبة الجامعات، وكتب في مختلف المجالات، على رأسها الروايات التي تلقى رواجا". مصدر الصورة Getty Images Image caption يرى مسؤول في "دار دوّن" للنشر أن القارئ المصري يساعد تجار الكتب في تحقيق أرباح على حساب دار النشر الأصلية وتعود فكرة سوق الأزبكية إلى بداية القرن العشرين، عندما كان يتجول باعة الكتب ببضاعتهم الثقافية على رواد المقاهي في وسط القاهرة، ثم يتخذون من حديقة الأزبكية، التي أنشأها الخديوي إسماعيل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، مكانا للتجمع والراحة وتبادل الكتب. وبدأت معرفة القارئ المصري بمكان تجمع باعة الكتب في ذلك المكان، فأصبح مقصدا ثقافيا لشراء وبيع الكتب القديمة والنادرة بأثمان زهيدة، إلى أن وافقت الحكومة المصرية في أربعينيات القرن الماضي على منح تجار الكتب تراخيص، كانت نواة شرعية لاستمرار نشاط سوق الأزبكية حتى الآن."غياب الوعي" وقال مراد جمال، طالب ماجستير في كلية الآداب بجامعة القاهرة، إنه يلجأ إلى شراء الكتب "المقلدة" بسبب مغالاة دور النشر المصرية في سعر الكتاب. وأضاف :"كثير من دور النشر تحمّل سعر إصداراتها من الكتب بمصروفاتها وأجور العاملين بها على نحو غير مبرر، يشكل عبء على الأسرة والطالب والمثقف عموما في البلد"، مشيرا إلى أن الكتاب الذي يُباع بسعر مئة جنيه "يمكن شراؤه بعشرين جنيها فقط من سور الأزبكية". ويؤكد جمال غياب الوعي بشأن حقوق الملكية الفكرية عن ذهنية القارئ المصري، مشيرا إلى أن القارئ "يبحث في الغالب عن عنوان يلبي طلبه علميا وأدبيا، بغض النظر عن نوع الورق أو جودة الطباعة، ويكون السعر هو المعيار الأول والأخير في إتمام عملية الشراء". ويرى أحمد مهنى، مسؤول في "دار دوّن" للطباعة والنشر، أن القارئ المصري يساعد تجار الكتب في تحقيق أرباح على حساب دار النشر الأصلية، بإقباله على شراء "كتب مزورة دون أي اعتبار لحماية حقوق الكاتب والناشر"، ويتساءل "لماذا يحرص معرض دولي كبير للكتاب، مثل معرض القاهرة، على توفير جناح لتجار سور الأزبكية ودعوتهم، وهم يبيعون كتبا مقلدة مخالفة للقانون؟" ووصف مهنى قانون حماية حقوق الملكية الفكرية في مصر بأنه "ضعيف وغير رادع، لأن العقوبة التي يفرضها القانون مجرد مخالفة تصل غرامتها إلى بضع مئات الجنيهات فقط. لذا، نقترح فرض غرامة على كل نسخة مقلدة مضبوطة لدى التاجر لردعه وليس مجرد تغريمه مئات الجنيهات". مصدر الصورة Getty Images Image caption تخصص الهيئة المصرية العامة للكتاب مكانا يعرف باسم "جناح سور الأزبكية" ضمن نشاط معرض الكتاب سنويا وعن إجراءات دور النشر في التصدي للظاهرة وحماية حقوقها، أضاف مهنى :"نسعى لمواجهة الأزمة خلال معرض الكتاب، بالتعاون مع الإدارة العامة لمباحث المصنفات الفنية وحماية حقوق الملكية الفكرية، بتحديد المكتبات المخالفة مع تحرير محاضر لتلك المكتبات وغلق نشاطها طوال فترة المعرض". وعانى سوق الأزبكية من نقل موقع نشاطه بصورة متكررة من جانب الحكومة، كان أبرزها عندما بدأ مشروع حفر أحد خطوط سير مترو أنفاق القاهرة في تسعينيات القرن الماضي، على نحو دفع الكثيرين من مثقفي مصر إلى تنظيم دعوات لحث الدولة على الاهتمام به كأحد مراكز الثقافة في نسيج المجتمع المصري. وبدأت الهيئة المصرية العامة للكتاب تقليدا بتخصيص مكان يعرف باسم "جناح سور الأزبكية" ضمن نشاط معرض القاهرة الدولي للكتاب كل عام. "حملاتلحماية دور النشر" وقال اتحاد الناشرين المصريين في بيان حصلت عليه بي بي سي إن جهود الاتحاد والإدارة العامة لمباحث المصنفات وحماية حقوق الملكية الفكرية أثمرت مؤخرا عن "ضبط عدد 36500 نسخة مزورة من كتب لمشاهير من الكتّاب ودور نشر". وأكد البيان أن "جميع تلك الكتب مقلدة ومنسوخة بدون تصريح أو تفويض من أصحاب الحقوق المادية والأدبية، بالمخالفة للقانون رقم 82 لسنة 2002 الخاص بحماية حقوق الملكية الفكرية". كما أشار البيان إلى أن الكتب المضبوطة تخص عدد من أكبر دور النشر، من بينها "دار الشروق"، و "العودة"، و"المصرية اللبنانية"، و"كيان"، و"الكرمة"، و"دار بيروت"، و"دار دوّن"، و"مكتبة مصر"، و"دار المكتب العلمي". مصدر الصورة AFP وقالت سحر المليجي، المتحدث الإعلامي باسم وزارة الثقافة المصرية، إن الوزارة تبذل قصارى الجهود للحد من الظاهرة بكافة الطرق القانونية. وأضافت :"تنظم وزارة الثقافة المصرية حملات خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب كل عام، لضبط الكتب المقلدة بالتعاون مع الإدارة العامة لمباحث المصنفات الفنية، وحماية حقوق الملكية الفكرية. ومن يُضبط مخالفا يُغلق نشاط جناحه على الفور، مع حرمانه من المشاركة في دورة المعرض في العام التالي." وأشارت المليجي إلى حرص وزارة الثقافة على حماية الكتاب وحقوق الملكية الفكرية بخلاف فترة معرض الكتاب، من خلال تحرير محاضر جنائية للمخالفين، بالتعاون مع اتحاد الناشرين المصريين، وضبط المكتبات والمطابع المخالفة. وما زال ينظر الكثيرون من مثقفي المجتمع المصري إلى "سور الأزبكية" بوصفه حالة ثقافية وتاريخية نادرة، أسهمت في تعزيز الوعي الثقافي في نسيج المجتمع لأكثر من مئة عام، من خلال ما يقدمه من كتب نادرة قديمة لشريحة من الباحثين والأدباء وهواة القراءة عموما في شتى أرجاء مصر.