ذكرت صحيفة "كوميرسانت" أن الطائرات الحربية الروسية بدأت بالتعاون مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. جاء في المقال: تحدث مصدر عسكري روسي،يوم الاثنين 23/01/2017، عن التعاون المشترك والناجح، الذي بدأ بين روسيا وتركيا والتحالف الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة في سوريا. في البداية، شنت الطائرات الروسية والتركية غارات مشتركة ضد مواقع تنظيم "داعش" في منطقة الباب، وبعد ذلك جنبا إلى جنب مع الطيران الحربي لإحدى الدول الاوروبية، العضو في حلف الناتو تم تنفيذ غارات مشتركة ضد مواقع "داعش"، وفقا لإحداثيات الجيش الأمريكي. وعلى الرغم من النجاحات الأولى في التنسيق لفترة عام ونصف العام الماضية، فإن الوضع في بعض المحافظات السورية الأخرى يبقى حرجا، حيث إن تنظيم "داعش" يشن هجومه العسكري على دير الزور. وحول العمليات الجوية الروسية بالاشتراك مع طائرات التحالف الدولي ضد "داعش" في منطقة الباب، تحدث مصدر من وزارة الدفاع الروسية إلى الصحيفة، وقال إن قيادة القوة الجو-فضائية في مطار حميميم تسلمت إحداثيات لأهداف يوم 22 /01/2017 من الجانب الأمريكي عبر الخط المباشر مع مقر التحالف الدولي في عمان (الأردن). وبعد إعادة التدقيق والتحقق من هذه الأهداف من قبل وحدة الاستطلاع الفضائي الروسية، شنت طائرتان للتحالف الدولي بالاشتراك مع طائرتين روسيتين غارات جوية على مواقع التنظيم الإرهابي. وبحسب ما ذكر المصدر العسكري، فإن هذه العملية العسكرية قد تكون الأولى للتعاون المشترك بين الطرفينمنذ سبتمبر/أيلول 2015، عندما بدأت روسيا عمليتها العسكرية في سوريا، وأضاف المصدر أن "هذه كانت مفاجأة سارة من قبل الأمريكيين وحلفائهم الأوروبيين". إذ إنه قبل ذلك رفض البنتاغون والناتو الاقتراحات كافة حول التعاون لتنسيق العمل المشترك مع روسيا في سوريا، ومن بين عدة اتفاقيات جاهزة للتوقيع بين الجانبين لم تعمل سوى اتفاقية واحدة فقط، وهي تلك التي تنص على سلامة الطائرات في الأجواء السورية. ووفقا لما قاله المصدر للصحيفة،فإنه في حال استمرار هذا الواقع، قد يصبح من الممكن تنفيذ عمليات مشتركة في مناطق أخرى (على سبيل المثال في محافظة حمص، حماة أو إدلب). أما الآن، فيقتصر التركيز الأساس على منطقة مدينة الباب، حيث تخوض القوات التركية حربا ضد تنظيم "داعش" منذ نهاية عام 2016. ومن الجدير ذكره أن الطائرات الروسية والتركية شنت يوم 19/01/2017 لأول مرة غارات مشتركة ضد مواقع "داعش" وأظهرت التحليلات اللاحقة أن هذه الضربات كانت فعالة، وتم تكرار هذه الغارات المشتركة مع تركيا يوم 21/01/2017 في مدينة "الباب" نفسها، وأسفرت عن تدمير أكثر من 20 هدفا. وأشار المصدر إلى أن الوضعالأكثر حرجا وصعوبة اليوم يبقى في منطقة دير الزور،حيث يحاصر إرهابيو "داعش" جزءا من المدينة يعيش فيه قرابة 150 ألف شخص منذ عدة سنوات. ويتفوق الإرهابيونبشكل ساحق على الجيش الذي يفقد قواه يوما بعد آخر. وكما ذكر ممثل وزارة الدفاع يوم الاثنين الفائت، إن 6 طائرات بعيدة المدى انطلقت من مطار موزدوك على الأراضي الروسية لقصف مراكز قيادية ومخازن عتاد الارهابيين في منطقة دير الزور. ويعتقد ضابط الاحتياط فيكتور موراخوفسكي أن الإرهابيين أحرزوا بعض التقدم على محور المجابهة هذا، وتمكنوا من شق القوات السورية إلى جزأين، وأشار إلى أن "خسائر فادحة لحقت بالجانبين". ووفقا لمعطيات الصحيفة، فإن القيادة الروسية قلقة بشأن حالة الانهاك التي يعانيها الجيش السوري بعد سنين من الحرب المستمرة. كما يؤكد العسكريون أن العبء يتزايد على قوات العمليات الخاصة والوحدات البرية الروسية الموجودة على الأراضي السورية، والتي يضطر أفرادها إلى المزيد من التنقل بين المناطق واستطلاع الأهداف لإرشاد الطائرات الحربية إليها.