صحيفة مكة - جدة لم تشفع الشهادة التي سجلها التاريخ لسوق شارع قابل كونه أول الشوارع في مدينة جدة تدخله الكهرباء فى أن يبقى مضيئًا لكنه بات اليوم مظلمًا بحجة إزالة تعديات عمرها أكثر من 80 عامًا بحسب تصريحات أمانة جدة. ووفقًا لعدد من الملاك والمستأجرين للمحال التجارية في سوق قابل، قامت الأمانة بإلزامهم بالتوقيع على ورقة تعهد بتحملهم مسؤولية تضرر أي شخص أو وفاته عند القيام بأعمال الإزالة في نطاق المحل. ويشير العم صالح الحارثي - وهو صاحب أحد المحلات منذ 45 عامًا في السوق: «إلى أن الأمانة قامت بإلزام أصحاب المحلات بتحمل تكاليف الإزالة ورفع المخلفات وأقل تكاليف ذلك 30 ألف ريال». ويقول: «فوجئنا صباح أمس بإغلاق مدخل السوق الرابط بين باب مكة وشارع الملك عبدالعزيز» متسائلًا: كيف يريدون الإزالة والتعديل دون إعادة التيار الكهربائي خاصة عند القيام بأعمال اللحام ؟! وبنظرة ملؤها الحنين إلى محله قال الحارثي: بعد أن أطرق رأسه: «لدي 10 أشخاص في المنزل مصدر دخلي الوحيد من هذا المحل، كما لدي عمالة بأسرهم وأبنائهم يعتمدون على دخل محلي - في التموينات الغذائية- واليوم انقطع المصدر بجرّة قلم، فيا ليت المسئولين يراعون ذلك من حيث التعجيل في التنفيذ». أما العم محمد جبر 65 عامًا وهو مستأجر محل أقمشة في سوق قابل منذ 35 عامًا، فقال بعد أن قلّب كفيه: «لا أدري من أين أبدأ بالحديث معك، لكن ملخص الحديث يتمحور في عدم وضوح رؤية الأمانة، فقد قمنا بإزالة 2.5 ونصف، من بعض المحلات وأخرى 3 أمتار، ثم وعدتنا الأمانة بنزول لجنة للمتابعة، وإلى يومنا هذا لم نرهم، فنطالبهم بالإسراع في التنفيذ، خاصة وأن هناك عشرات الأسر يعتمد دخلها على رب أسرة يعمل هنا، بمعنى توقف مصدر الدخل لفترة قد تتجاوز الثلاثة أشهر». وأوضح عدد من المستأجرين والباعة في تلك المحال وهم علي بن حريز المرّي، وسعيد بن عبد الجبار، و ربيع باضاوي بعد أن أطلقوا أنين المعاناة: «الأدهى من ذلك قيام الأمانة بإغلاق مدخل السوق فكيف ستدخل السيارات والعاملون لأعمال الإزالة وكيف ستتم أعمال الفك والتركيب، مطالبين بضرورة الإسراع في التنفيذ تمهيدًا للعودة إلى أعمالهم». يشار إلى أن شارع قابل بناه الملك الحسين بن علي في الثلاثينيات من القرن 14 هـ، وكان في بدايته مقرا للعديد من الدوائر الرسمية، ثم اشتراه منه الشيخ سليمان قابل وعمّره وأنشأ فوق الدكاكين طابقًا واحدًا كمكاتب تجارية، وزود السوق بماتور كهربائي خاصًا. وأدخل الكهرباء في كافة المحلات التجارية؛ ليصبح أول شارع يضاء بالكهرباء في جدة، وذلك بحسب ماجاء في كتاب «جدة حكاية مدينة» للطرابلسي.