تنطلق صباح اليوم أعمال القمة العربية العادية الخامسة والعشرين بالكويت، وسط توقعات بأن يكون ملفا مكافحة الإرهاب والأزمة السورية أبرز محاور النقاش. ورغم أن القمة ستنعقد تحت عنوان "التضامن لمستقبل أفضل"، غير أنه من المرتقب أن تخيم عليها أجواء التوتر الشديد التي وقعت بين قطر وعدة دول عربية في الأشهر الأخيرة، خاصة بعد التوتر الذي شهده اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري في القاهرة. وفي ذلك الاجتماع خرج الوزير القطري، خالد بن محمد العطية منه دون إبداء أسباب، فيما تحدث بعض الحضور عن تبرم بعض الوزراء من إصراره على إثارة ملف ثورات الربيع العربي ومطالبته بعض حكومات دولها، مثل مصر، بالدخول في حوارات مع معارضيهم. ومن أبرز الزعماء المؤكد مشاركتهم حتى صباح اليوم، أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورؤساء تونس المنصف المرزوقي، ومصر عدلي منصور، واليمن عبد ربه منصور هادي، ولبنان ميشال سليمان، وفلسطين محمود عباس، والسودان عمر حسن البشير، والصومال حسن شيخ محمود، وجيبوتي إسماعيل عمر جيله، وموريتانيا محمد ولد عبد العزيز. كما يشارك من رؤساء الوزراء وممثلي الحكام، ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز، وممثل سلطان سلطنة عمان أسعد بن طارق آل سعيد، وعضو المجلس الأعلى، حاكم إمارة الفجيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ حمد بن محمد الشرقي، ونائب الرئيس العراقي خضير موسى الخزاعي، ورئيس وزراء الأردن عبدالله النسور، ورئيس الوزراء المغربي عبد الإله بنكيران، ورئيس مجلس الأمة الجزائري عبدالقادر بن صالح، ورئيس المجلس الوطني العام الليبي نوري أبو سهمين. ومن اللافت أن التمثيل القطري في القمة هو الأرفع خليجيا رغم خلافات الدوحة مع معظم الدول الخليجية. ونقلت صحيفة "الأهرام" المصرية تفسيرات لذلك نقلا عن مصادر عربية لهذا التمثيل الخليجى المنخفض نسبيا بأنه يعكس رغبة في عدم إثارة الخلاف بين كل من الرياض وأبوظبى والمنامة من ناحية، والدوحة من ناحية أخرى في هذه الفترة، وتجنيب الدولة المضيفة للقمة (الكويت) أي حرج. ومن المقرر أن تبدأ القمة بكلمة لأمير الكويت (المضيف)، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بعد تسلمه رئاسة الاجتماع من رئيس القمة السابقة، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وتتضمن الجلسة الافتتاحية للقمة كلمات يلقيها أمير قطر، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، ورئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا، والممثل الدولي والعربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي. كما تتضمن الجلسة كلمات للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد بن أمين مدني، ورئيس البرلمان العربي أحمد محمد الجروان، ونائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي أريستوس مونشي. ومن أبرز الملفات المقرر طرحها على جدول أعمال القمة، ملف المفاوضات المتعثرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتطورات الملف السوري، خاصة بعد فشل مفاوضات جنيف2 بين النظام السوري والمعارضة، ودعم اللاجئين السوريين، وملف إصلاح الجامعة العربية، والأوضاع الأمنية في ليبيا واليمن والصومال، وملف مكافحة الإرهاب. ومن غير المؤكد، حتى الآن، ما إن كانت القمة ستتطرق إلى ملف الأزمة الخليجية الناجمة عن سحب السعودية والبحرين والإمارات سفراءها من قطر أم لا، وكذلك ملف الأزمة بين مصر وقطر الناجمتين عن موقف قطر الداعم لجماعة الإخوان المسلمين. وكان وزير الخارجية المصري، نبيل فهمي، استبعد في يوم انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة، الأحد الماضي، حصول مصالحة في القمة العربية المقرر انعقادها في الكويت هذا الأسبوع. وقال فهمي في مؤتمر صحفي "لا أتوقع أن نخرج من قمة الكويت والأطراف مقتنعة بأن الأمور تمت تسويتها لأن الجرح عميق". وأضاف: إنه "وحتى إذا توصلنا إلى صيغة، وهذا مستبعد.. نحتاج جميعا إلى فترة؛ لكي نقيم ترجمة هذه الصيغة إلى التزام حقيقي بمواقف وخطوات تنفيذية تعكس تغييرا في السياسات". اقرأ أيضا: العطية يخرج مُسرعًا من اجتماعات وزراء الخارجية بقمة "الكويت".. والسفير القطري يحتد