×
محافظة الرياض

الزلفي تستقبل ضيفًا كبيرًا وأميرًا فطنًا

صورة الخبر

المشروع الذي يهدد المنطقة يستغل التناقضات الحاصلة في المجتمعات العربية ليحقق أجنداته الساعية إلى بث الفوضى والتقسيم. العربمحمد الحمامصي [نُشرفي2017/01/25، العدد: 10523، ص(6)] داء العصر أدت المتغيرات الدولية إلى تباينات في موازين واستراتيجيات القوى الكبرى خاصة عقب استفحال التطرف وتمكن تنظيم الدولة الإسلامية داعش من تهديد الأمن القومي العربي والعالمي، ما سمح للنفوذ الإيراني بالتمدد من خلال تدخلها في شؤون المنطقة العربية عبر حروب تخوضها بالوكالة في كل من سوريا والعراق. وتعد المخاطر الإرهابية إضافة إلى خطر توغل إيران من أبرز تحديات المنطقة العربية التي تطرق إليها عبدالعزيز التويجري، مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو” في حوار مع “العرب” وذلك على هامش مؤتمر "الأمن الديمقراطي في زمن العنف والإرهاب"، الذي نظمته مكتبة الإسكندرية بالقاهرة في الفترة الأخيرة، حيث قال “من المؤسف أن المنطقة العربية باتت ساحة للتدخلات الأجنبية التي تستهدف أمنها وسلامتها واستقرارها والتعايش بين مكوناتها المختلفة، العرقية والمذهبية. فالمشروع الذي يهدد المنطقة يستغل التناقضات الحاصلة في المجتمعات العربية ليحقق أجنداته الساعية إلى بث الفوضى والتقسيم. إذ لم يسبق أن حدث انشقاق داخل هذا الإقليم الذي يضم العرب والأكراد والتركمان والأمازيغ، مسلمين ومسيحيين، شيعة وسنة، إباضيين وإيزيديين، فهو فضاء واسع فيه الكثير من التنوع العرقي والمذهبي والثقافي والديني”. ورأى أن توظيف هذه التناقضات أحدثت ارتباكا داخل المنطقة العربية، وأن ما يجري في سوريا ولبنان والعراق واليمن، هو انعكاس لهذا المشروع الطائفي التخريبي. ولمواجهة المشروع الإيراني التوسعي يقر التويجري بمضاعفة الجهود داخل المنطقة لردع هذا المشروع ومحاولة خلق مشروع يكون مضادا له، لكنه في المقابل يرى أن استراتيجيات الدول الكبرى الطامحة لتحقيق الهيمنة في مناطق تزخر بالثروات النفطية كالمنطقة العربية تعرقل هذه المساعي. وهو ما يتجسد في بروز منظمات إرهابية هدفها تشويه صورة الإسلام والمسلمين في العالم وتستهدف أمن الدول المسلمة أولا، وفي المقابل توجد تنظيمات إرهابية تحت مظلة التشيع تدعمها دول إقليمية ودولية معترف بها تقاتل في سوريا والعراق واليمن، وهنا تتجلى مفارقة وجب وضعها في إطارها السليم. واعتبر أن “المواجهة السنية الشيعية خطر وجب منعه، فالقضية ليست قضية سنة وشيعة، بل قضية تمدد قوة إقليمية تستخدم هذه التناقضات كذرائع لتحقيق أهداف استراتيجية في المنطقة، ولذلك فإن المطلوب من عقلاء الشيعة هنا وهناك ألا يكونوا مطية لمثل هذا المشروع الذي يستهدف أبناء المنطقة، كما وجب المحافظة على تماسك الدول العربية وعدم السماح لطهران بتحقيق أهدافها التوسعية القائمة على الطائفية والأجندات التخريبية”. وعن الطموح الإيراني الساعي لإقامة إمبراطورية فارسية يرى التويجري أن “إيران كان بإمكانها أن تكون عامل قوة للعالم الإسلامي وداعمة لأمنه واستقراره، لكن قياداتها المتشددة صاحبة صنع القرار في إيران، تنتهج رؤية تقوم أساسا على التمدد والتوسع واستهداف أمن الدول المجاورة ومحاولة نشر التشيع”. ولفت إلى أن الفكر الثوري لا يغيب عن الأجندات الإيرانية أيضا، إذ يقع توظيفه طائفيا وهو ما يستدعي من الدول العربية الكبرى الوقوف أمام مثل هذه التحركات. فما يجري في العراق وسوريا ولبنان واليمن هو بسبب الطائفية والإرهاب أساسا. كما لا بد للدول العربية أن تعيد قراءة استراتيجياتها وتتقارب وتتعاون وأن تغلب الأولويات الأمنية القومية على القضايا الخلافية الداخلية، تجنبا لإغراق المنطقة في الفوضى. وأشار التويجري إلى أن الدين ليس مسؤولا وحده عن انتشار الأفكار المتطرفة والعنف، بحكم أن الدين في أصله وفي حقيقته لا يدعو إلى العنف. وأوضح أن التأويلات الخاطئة ساعدت على انتشار الفكر المتطرف الذي قاد إلى الإرهاب. كما أن الأوضاع الاقتصادية والضغوط السياسية ساهمت في استقطاب الشباب وجعلهم صيدا سهلا يمكن توظيفه في الأعمال الإرهابية، يضاف إلى ذلك وجود دوائر تخطط وتستغل الانقسامات لتحقيق أهداف تخريبية، وهذا ما تسعى إليه طهران وقوى إقليمية متنافسة أخرى. ودعا إلى ضرورة مواجهة هذه المعضلة، أمنيا وفكريا، بتكريس التربية والتعليم والثقافة والإعلام وتكثيف النشاطات الاجتماعية لتحفيز الشباب وتنمية أفكارهم وترشيد سلوكهم. واعتبر أن مواجهة التطرف هي مسؤولية مشتركة بين الحكومات والعلماء وأصحاب الفكر وقادة الرأي في العالم العربي، كما أنها “تحتاج إلى خطة عمل منهجية محكمة يتعامل بها الجميع لحماية الشباب وتكوينهم تكوينا رشيدا”. وحول رؤيته لإجراء إصلاح ديني حقيقي في ظل تشرذم علماء الدين والمفكرين والمثقفين، كشف أمين عام منظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الإيسيسكو لـ”العرب” أن “الإسلام صالح لكل مكان وزمان وأن هذه الصلاحية تتطلب الاجتهاد والتجديد، فلكل وقت ظروفه ونوازله وتحدياته ومستجداته التي تتطلب اجتهادا جديدا يناسبها، لذلك يجب أن يجتهد العلماء المعاصرون كما اجتهد العلماء السابقون لإيجاد حلول لقضايا تؤرق العالم العربي والإسلامي لنضمن بذلك أن هذا الدين متفاعل مع الواقع ولنفند جميع الرؤى الخاطئة التي يحاول المتطرفون بثها حول العالم”. :: اقرأ أيضاً الأخطاء العسكرية تؤخر رهان الحسم السريع لمعركة الموصل في ذكرى 25 يناير.. النتائج السياسة تحبط تفاعلات المجتمع أحزاب ثورة يناير عائق رئيسي أمام الانتقال الديمقراطي ليلة الحناء.. حلبة صراع الأجيال في تركيا