عاود الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الربط بين جماعة «الإخوان المسلمين» والجماعات الإرهابية المسلحة، مؤكداً أن بلاده «تخوض وحدها حرباً شريرة وخبيثة، كانوا أعدوا لها جيداً»، الأمر الذي يحسم مجدداً الجدل الذي يتجدد بين الحين والآخر حول إمكانية المصالحة بين الدولة والجماعة التي تعاني صراعاً عنيفاً حول الزعامة. وقال السيسي خلال حضوره أمس احتفالاً لمناسبة أعياد الشرطة المصرية التي تصادف اليوم (الأربعاء) إن «المصريين عندما خرجوا في 26 تموز (يوليو) 2013»، لمنحه التفويض «لمحاربة الإرهاب، كانوا يعلمون حجم التحدي المقدمين عليه. هذا التحدي المستمر طيلة 40 شهراً نخوض خلالها معركة شريرة وخبيثة من جانبهم، وشريفة ونبيلة وشجاعة من جانبنا». وأضاف: «حينما خرج المصريون في 30 حزيران (التظاهرات المطالبة بعزل الرئيس السابق محمد مرسي) تحدوا الدنيا كلها وكانوا يعلمون الثمن. الجيش والشرطة يتلقون الرصاص ويقدمون أنفسهم بدلاً من المصريين (المدنيين)، هناك من دفع وضحى بأبنائه لأجل مصر». وشبه السيسي معركة مصر ضد الإرهاب بالحروب التي خاضتها ضد إسرائيل «لكن في شكل مختلف»، قبل أن يعود ليشيد بـ «كل المصريين الذين يؤكدون أنهم شعب عظيم وقادر وواعٍ، لأنهم شاركوا في هذه المعركة عبر الصبر وفهم التحدي الحاصل»، في إشارة إلى إجراءات التقشف الاقتصادي التي طبقت أواخر العام الماضي. وكشف أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سأله على هامش الاتصال الذي جرى مساء أول من أمس، عن وضع الاقتصاد المصري، فأجابه بـ «أننا مكثنا 40 شهراً نقاتل وحدنا. المصريون صامدون وقادرون»، قبل أن يدعو المصريين ومؤسسات الدولة الى تنظيم زيارات لمصابي العمليات الإرهابية. وأوضح أنه على هامش اجتماع مجلس الدفاع الوطني (الأحد الماضي)، «تحدثنا عن حجم الأموال والمتفجرات التي تم ضبطها وهي نسبة ضئيلة من الموجود، نتحدث عن ألف طن متفجرات، ثمن الطن الواحد 400 ألف دولار. نتحدث عن حجم متفجرات فقط وليس أسلحة وذخائر»، مؤكداً أن أجهزة الأمن «ضبطت مع مهرب واحد 30 مليون جنيه. نتحدث عن مئات الملايين التي تم القبض على أصحابها، لكن الحجم الأكبر من الأموال والمتفجرات يتم استخدامه ضدنا. نخوض حرباً قاسية، والعالم كله يعلم أننا نحاربها وحدنا وبشجاعة وشرف». وأضاف: «أريد أن يعلم المصريون حجم المعركة التي كان تم الإعداد لها جيداً»، مؤكداً أن «رجال الشرطة بذلوا كل غالٍ ونفيس من أجل أن يحيا هذا الوطن كريماً أبياً مرفوع الرأس»، وأعرب عن تقديره لضباط الشرطة وأسر الشهداء لما يقدمونه في سبيل الحفاظ على أمن وسلامة الوطن، مشيراً الى أن تضحيات رجال الشرطة محط تقدير واحترام من جميع أبناء الوطن، قبل أن يقدم التحية للشعب المصري الذي «يعي قيمة الأمن والأمان والاستقرار ويحافظ عليها، ويقدر جهود رجال الشرطة والجيش في الحفاظ على تماسك الوطن». وشدد السيسي على أننا «دولة مؤسسات، ويجب الحفاظ على مؤسسات الدولة. فكل التحديات والعدائيات التي نواجهها سهلة جداً، لكن الأصعب هي وحدة المصريين، إذ إن هدف كل ما يرتكب حصول انقسام واختلاف» مشيراً الى «الإجراءات التي جرت في 2011، للإيقاع بين الجيش والشرطة وبين الجيش والشعب وبين الشرطة والشعب. من يريد أن يقضي على دولة يحاول تقسيمها ويحدث اصطداماً بين المؤسسات». وجدد التأكيد على «احترام كل مؤسسات الدولة والسعي للحفاظ عليها لأن هذه الضمانة الحقيقية للحفاظ على الدولة المصرية». ودعا الرئيس المصري إلى إصدار قانون ينظم حالات الطلاق الشفوي بعد أن أصبحت مصر الأولى عالمياً في حالات الطلاق، موضحاً أن نسبة الطلاق في مصر كبيرة، إذ إن هناك 900 ألف حالة زواج سنوياً، يتم طلاق 40 في المئة منها خلال 5 سنوات. وقال: «نحن كدولة معنية بالحفاظ على مجتمعها، وعلينا إصدار قانون بألا يتم الطلاق إلا أمام المأذون كي تراجع الأزواج نفسها»، قبل أن يتوجه بكلامه إلى شيخ الأزهر أحمد الطيب قائلاً: «هل نحن يا فضيلة الإمام بحاجة إلى قانون ينظم الطلاق بدل الطلاق الشفوي، ليكون أمام المأذون، كي نعطي للناس فرصة تراجع نفسها، ونحمي الأمة بدل تحولها الى أطفال في الشوارع بسلوكيات غير منضبطة».