صعدت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية من لهجتها تجاه النظام الإيراني، حيث أكدت خلال تقرير لها أن توقيع موسكو ودمشق الوثيقة الأخيرة التي تنص على بقاء القوات الروسية في سورية بصفة دائمة، إلى جانب الخطوات الروسية في إنشاء قاعدة بحرية روسية دائمة في ميناء طرطوس، أثار استياء وغضب الساسة في طهران. وتنقل الصحيفة، عن مصادر عسكرية وديبلوماسبة مقربة، قولهم إن تشدد النظام السوري في وضع شروط معينة حول إقامة القواعد العسكرية الروسية في سورية، جاء بسبب ضغوط إيرانية مباشرة، حيث إن الأخيرة باتت تتحسس من النفوذ الروسي في المنطقة وتحديدا في سورية، إلى جانب غضبها من إشراك الروس والأتراك في المفاوضات التي تجري من أجل تسوية النزاع في البلاد، إلى جانب الرغبات الروسية في التعاون مع واشنطن والتحالف الدولي لضرب الإرهاب. وأرجعت الصحيفة خلفيات الاستياء الإيراني بسبب خوفها من تراجع نفوذها في المنطقة، حيث أعلن مؤخرا رئيس هيئة الأركان الإيرانية محمد حسين باقري، أن القوات البحرية الإيرانية تخطط لإنشاء قواعد بحرية لها في سورية واليمن، وأن إنشاء القواعد الإيرانية البعيدة عن أراضيها يساعد في ردع الأعداء بنفس تأثير القنبلة النووية. وأوردت الصحيفة، نقلا عن أحد الخبراء العسكريين الروس، قوله بأن المخاوف الروسية الحالية تتمثل في ظهور معارضين للوجود العسكري الروسي في سورية، ويمكن أن تتكرر تجربة فيتنام عام 1979، بعد أن طلبت الأخيرة من الاتحاد السوفييتي سداد إيجار استخدام القواعد العسكرية تحت ضغوط من واشنطن والصين، والشيء نفسه تكرر مع كوبا، ويمكن أن يحدث في سورية أيضا.