×
محافظة المنطقة الشرقية

مشاركات فعالة في مهرجان ربيع الجبيل

صورة الخبر

شكرا.. وطني.. لأنني رأيت منك البهجة على وجوه المئات في عشرات الصور التذكارية لحظة وصول مياه التحلية إلى أهلي ومسقط رأسي في سراة عبيدة. وصباح الأمس، كان دفق الماء أهم نقلة نوعية في عناوين التنمية؛ لأن المدارس والشوارع تنمية تلقائية بدهية وصلت كل زاوية من مساحة هذا الوطن الهائلة. وصباح الأمس ارتفعت بوطني حتى سقوف الأرقام لأن الماء يصعد إلى هذه السراة 300 متر إضافية إلى الرقم القياسي السابق قبل أن يهبط إلى القاع الفسيح في سراة عبيدة. وبعد شكري لوطني، سأشكر الأمير الإنسان، فيصل بن خالد بن عبدالعزيز؛ لأنه تعهد منذ زمن أن تكون عسير أول منطقة سعودية مكتملة تشرب مياه التحلية عنادا للتضاريس وللجغرافيا التي تحولت إلى درس من التاريخ. هنا سأبدأ الصدق مع أهلي ومع وطني ومع النفس. أتمنى ألا يظن سكان هذه الجبال الشماء أن سُحب الماء تنبت مجانا من جوف الأرض. ولن أستحي إن قلت إن السعودي في مشاهداتي واحد من أقل المجتمعات في الوعي بعوامل البيئة، وعلى رأسها حجم استهلاكه للماء. نحن بالأرقام من بين أكثر عشر دول على الدنيا في الجفاف وندرة المطر. ونحن أيضا على النقيض الصارخ في رأس الرقم الأول على كل مجتمعات الكون بأكملها في حجم استهلاك الماء بالنسبة للفرد. وحتى لا أكتب لكم مثالياتي الزائفة، فأنا أول من يشعر بالخجل الشديد حين أرى سياراتي الأربع تغسل مرتين في الأسبوع بمياه التحلية. وعلى رأس وذروة الجهل البيئي أن يقول لنا أستاذ جامعي متخصص في الهيدرولوجيا أو علم المياه، إن خمس مياه التحلية في وطني تذهب لأهداف زراعية في مخالفة للقانون. نخجل جدا جدا أن تقرأ في بحثه المثير للانتباه إحصائية رقمية استقصائية تبرهن أن ثلث مياه التحلية الوطنية تذهب من الصنبور إلى الصرف الصحي مباشرة دون أن تلمسها يد الإنسان لأي شيء من حاجياته اليومية. ومع أن وطني غني قادر على فرض رسم أو أتاوة لخدمات مواطنيه ولكنني من هنا أدعو لأن يكون الماء قيمة نقدية ندفعها من الجيب المباشر بربح مجز فوق قيمة التكلفة. تخيلوا أخيرا، ومن البحث الجامعي بعاليه، أن الرفع وحده هو ما نستخدمه للأهداف التي بنيت من أجلها صوامع التحلية. الوطن