×
محافظة المنطقة الشرقية

تيريزا ماي: سننشر «وثيقة بيضاء» لخطة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

صورة الخبر

لم يكن يتأمل أبو ماجد الذي نزح مع عائلته من ريف حلب الشمالي إلى ريف إدلب، أيّ جديدٍ من مؤتمر الأستانا الذي انطلق في العاصمة الكازاخستانية في الثالث والعشرين من الشهر الجاري برعاية تركية وروسية، سوى النجاح في تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار ليستطيع تأمين احتياجات أسرته التي أتعبتها 6 سنوات من الحرب المستمرة دون هوادة. لم تعُد مسألة إسقاط النظام، أو العملية السياسية القادمة وتفاصيلها ذات معنى. كل أمله كان أن ينجح الوفد الممثل للفصائل الثورية بتثبيت وقف إطلاق النار في سوريا بعد الاجتماع مع وفد النظام السوري في الأستانا وفقاً لأبي ماجد. اقتتال جديد غيرَ أن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن، فبعدَ ساعاتٍ من انتهاء اليوم الأول من مؤتمر الأستانا، قامت جبهة فتح الشام بحشد مقاتليها للهجوم على مقرات جيش المجاهدين أحد الفصائل التابعة للمعارضة بذريعة موافقة الأخير على محاربتها خلال مؤتمر الأستانا. وتطور الخلاف بين فتح الشام وجيش المجاهدين ليتحول إلى حرب بيانات مع دخول 7 فصائل جديدة في الاقتتال وإعلانها المشاركة في ما وصفته "صد البغي".الأمر الذي تسبب في نزوح المدنيين من مناطق الاشتباكات. ورغم خروج مظاهرات في عدد من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بالشمال السوري، لتجنب الاقتتال، إلّا أن الخلاف لا يزال مستمراً، بينما حذّرت حركة أحرار الشام (إحدى أكبر فصائل المعارضة) جبهة فتح الشام من "البغي" الذي يصب في مصلحة الأعداء، وتعهدت بنشر قوات فصل لمنع الاقتتال. ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه وزير خارجية كازاخستان خيرات عبد الرحمنوف أثناء تلاوته البيان الختامي الثلاثاء 24 يناير/كانون الثاني للقاء أستانا أنه تقرر "تأسيس آلية ثلاثية لمراقبة وضمان الامتثال الكامل لوقف إطلاق النار ومنع أي استفزازات وتحديد كل نماذج وقف إطلاق النار". وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا يأمل بإنشاء هذه الآلية وقد دعمتها أيضاً المعارضة التي تتطلع إلى "تجميد العمليات العسكرية" خصوصاً في وادي بردى وهي منطقة رئيسية لتزويد دمشق بالمياه دارت فيها معارك ليل الأحد/الإثنين 23 / 24 يناير/كانون الثاني 2017. وأكدت وفود الدول المشاركة على "إصرارها على القتال مجتمعين ضد تنظيمي"داعش" والنصرة" الإرهابيين وعلى فصلهم عن التنظيمات المسلحة المعارضة". معركة مؤجلة أنس أبو عارف وهو أحد سكان مدينة الأتارب، غرب حلب، يقول لـ"هافينغتون بوست عربي" إن أغلب الناس كان همّهم الوحيد خلال متابعتهم لمؤتمر أستانا الذي حظي باهتمام كبير منهم، أن يعيشوا بوضع آمن في ظل وقف إطلاق النار. وبحسب أبي عارف الفكرُ السائد لدى الناس عموماً هو أن جبهة فتح الشام "النصرة" هي الوحيدة القادرة على الانتصار في المعارك حالياً ولذلك لا أحد يفضّل أن يخوض القتال معها. وكان أحد المطالب الرئيسية لوفد المعارضة في مؤتمر الأستانا الذي ختم أعماله اليوم الفصل بين المعارضين المعتدلين وجهاديي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وجماعة فتح الشام (جبهة النصرة سابقًا). وكان لافتاً أنه لم يوقع أي من الطرفين السوريين المتنازعين على البيان الختامي ولم تجر أي جلسة مفاوضات مباشرة بينهما، بينما كانا ممثلين بالدول الراعية للقاء أستانا. وأعربت الوفود المشاركة عن دعمها "للرغبة التي تبديها المجموعات المسلحة المعارضة للمشاركة في الجولة التالية من المحادثات التي ستعقد بين الحكومة والمعارضة برعاية الأمم المتحدة في جنيف في 8 شباط/فبراير2017، وحثت المجتمع الدولي على دعم العملية السياسية من منطلق التطبيق السريع لكل الخطوات المتفق عليها في قرار مجلس الأمن 2254”.