شهدت السراي الكبيرة أمس، حركة اتصالات سياسية وديبلوماسية واقتصادية. والتقى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة وعرض معه مجمل الأوضاع والمستجدات الراهنة. كما استقبل راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر الذي وجه له دعوة الى حضور قداس عيد مار مارون في التاسع من شباط (فبراير) المقبل، «وأبلغناه تهنئتنا للقوى الأمنية بما أنجزته في شارع الحمراء، وتمنينا أن يبقى هذا البلد في مأمن من كل شر وأن نعيش مع كل دول وشعوب المنطقة بسلام وهي شعوب صديقة وشقيقة». كما التقى سفير استراليا غلين ميلز الذي قال: «ناقشنا العلاقات المتينة التي تربط لبنان وأستراليا، وتطرقنا الى موضوع الانتخابات النيابية المقبلة والتقدم الحاصل حيالها والذي يبدو ايجابياً، وتحدثنا عما يمكن تقديمه من دعم للشعب اللبناني، بخاصة بعد الذي حدث نهاية الأسبوع وإحباط العملية الإرهابية في شارع الحمراء والتي أظهرت ثقة المواطنين بالقوى الأمنية اللبنانية». والتقى الحريري بعد ذلك سفير ألمانيا لدى لبنان مارتين هوث الذي أكد «له ولحكومته دعم ومباركة ألمانيا. وهنأته على نجاح الأجهزة اللبنانية في إحباط الهجوم الإرهابي». وقال: «الحكومة وضعت لنفسها برنامج عمل طموحاً ومن الجيد أن نرى أنها والبرلمان منكبّان بجد ونشاط على إنجاز عدد من القضايا المهمة للبلد ومواطنيه». وأضاف: «إن إقرار مراسيم النفط والغاز خطوة مهمة، تماماً كما سيساهم إقرار الموازنة العامة في تحسين الوضع الاقتصادي والمناخ الاستثماري. وفي مجال السياسة الخارجية نرى أن الزيارة الناجحة لرئيس الجمهورية للمملكة العربية السعودية وقطر تشكل تطوراً ايجابياً جداً». وقال: «ألمانيا تتابع باهتمام النقاش الدائر حالياً في بلادكم حول مسألة وضع قانون انتخاب جديد، لكن الوقت يدهمنا والتحدي كبير». وأكد «التزام ألمانيا المتواصل الوقوف الى جانب لبنان لتجاوز أزمة اللاجئين. وقمنا بزيادة دعمنا في العام الماضي الى حوالى 400 مليون دولار في السنة، ونكون بهذا نمثل الجهة المانحة الأكثر أهمية في هذا المجال على الصعيد الثنائي من بين جميع الدول الأخرى»، لافتاً الى «أن مساعداتنا تصل الى اللاجئين والبلديات اللبنانية المعنية على حد سواء، وألمانيا ستقوم بتوفير موارد مالية بأحجام مماثلة هذا العام أيضاً». وتابع: «أبدت ألمانيا استعدادها كما سبق لها في لندن عام 2016 للقيام بدور الشريك المضيف في المؤتمر المقبل المنعقد في بروكسيل في نيسان (أبريل) المقبل، وسنقوم هذا العام بتعزيز دعمنا ومساعدتنا للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية اللبنانية، وهذا الأمر يكتسب أهمية خاصة في ضوء الأخطار الأمنية المختلفة التي يواجهها بلدكم». وبحث السفير الألماني مع وزير الاتصالات جمال الجراح سبل التعاون في قطاع الاتصالات. كما عرض الجراح الموضوع نفسه مع السفير البريطاني هيوغو شورتر. وكان الحريري التقى لجنة الرقابة على المصارف برئاسة سمير حمود وجرى عرض الأوضاع المالية والمصرفية في البلاد. ومن زوار السراي أيضاً رئيس الهيئات الاقتصادية عدنان القصار الذي اقترح على الحريري أن تعمل الحكومة على زيادة ترويج مشاريع لبنان السياحية والاستثمارية والتنموية للصينيين، للاستفادة من دعم الصين للبنان ومساعدته على استعادة دوره الاستراتيجي كمركز بارز للتجارة والأعمال والتمويل والسياحة في المنطقة. وأبلغه أن وفداً كبيراً من الغرف ورجال الأعمال الصينيين سيزور بيروت في ربيع هذا العام، للاطلاع على الفرص المتاحة، وللانطلاق بجولاته من لبنان باتجاه المنطقة العربية.