الإفتاء السعودية تحرّم كرتون الأبطال الـ99 لتعديه على الخالق 03-24-2014 02:42 AM متابعات أحمد العشرى(ضوء):حسمت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، الجدل الدائر حول المسلسل الكرتوني الأبطال الـ99، للمؤلف الكويتي الدكتور نايف المطوع، الذي عُرض على قناة mbc3، حيث أكدت اللجنة، في فتوى صدرت عنها أخيراً، بطلان هذا العمل ووجوب إنكاره والنهي عنه، تعظيماً لأسماء الله وصفاته. ويحمل أبطال هذا المسلسل الكرتوني أسماء الله الحسنى الـ99، ويقومون بأمور ليست من قدرات البشر، ما أثار تذمر الكثيرين في الكويت والسعودية. وتقدم المحامي الكويتي، دويم المويزري، قبل أسابيع، بشكوى للنيابة العامة الكويتية ضد قناة MBC الفضائية والدكتور نايف المطوع كاتب ومؤلف المسلسل، مؤكداً أن أحداث المسلسل تدور حول تجسيد أسماء الله الحسنى. وقال المحامي وفقا لما جاء بموقع سبق: ذلك العمل يعتبر تعدياً على الخالق عز وجل، وإن الشكوى التي قدمتها جاءت دفاعاً عن الله وتقرباً إليه، وأطالب بإلقاء القبض على كل من له علاقة بالمسلسل والتحقيق معه وتحويله إلى المحكمة لإنزال العقوبة عليه، لأن هذا السلوك مؤثم، كما أطالب بإيقاف بثّ أو إعادة بث أي من حلقات المسلسل. وفي السعودية؛ تقدم المواطن سعد حسن الشمري بطلب فتوى من مفتي عام المملكة حول المسلسل الكرتوني عقب إثارة الجدل حوله، وأحيل الطلب إلى لجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، التي أصدرت فتواها. وجاء في نص الفتوى: اطلعت اللجنة على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من المستفتي سعد الشمري، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، حيث سأل المستفتي سؤالاً نصه: يعلم سماحتكم وفقكم الله لكل خير أن مسائل العقيدة الإسلامية هي أصل هذا الدين وعلى قدر سلامتها وقوتها تكون الاستقامة والعزة في حياة المسلمين، لذا كان من أهم ما يلزم من ولاة الله أمر المسلمين هو حماية جناب العقيدة من أن يمس بما يشوب صفاءه ويعكر نقاءه، لذا أود أن أفيد سماحتكم بأن قناة mbc3 عرضت وما زالت تعرض برنامجاً للأطفال عن صفات الرب جل وعلا، حيث تقوم بتجسيد كل صفة من صفاته تعالى بشخص وكل واحد يتكلم عن نفسه فمثلا صفة الجبار يظهر شخص ذو جسم قوي وله عضلات بارزة وكذلك في بقية الصفات الـ 99. وأضاف صاحب السؤال: يذكر البرنامج أن اتحاد هؤلاء الـ99 من أصحاب القلوب الطاهرة سيحرر العالم ويزيل عنه الظلام، إضافة إلى ما يتخلل البرنامج من موسيقى خلال العرض، وإنني آمل من سماحتكم الفتوى حيال جواز هذا العمل من عدمه. وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بما يلي: الواجب هو الإيمان بالله وبأسمائه وصفاته وإثباتها له سبحانه، كما جاءت في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، عملاً بقوله تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، وما ذكر في السؤال هو من التمثيل فهو عمل باطل يجب إنكاره والنهي عنه تعظيماً لأسماء الله وصفاته. وأضافت اللجنة: يجب على الداعية أن يسلك الطرق المشروعة في تعليم الناس الأحكام الواجبة نحو أسماء الله وصفاته وترغيبهم في حفظها وتدبرها والتأثر بها ودعوة الله بها، عملاً بقول الله سبحانه: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاء الْحسْنَى فَادْعوه بِهَا وَذَروا الَّذِينَ يلْحِدونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيجْزَوْنَ مَا كَانوا يَعْمَلونَ). وحملت الفتوى توقيع سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ وأعضاء اللجنة المشايخ صالح الفوزان، عبدالله المطلق، أحمد المباركي، عبدالكريم الخضير، محمد آل الشيخ وعبدالله بن خنين. جدير بالذكر أن المسلسل المثير للجدل أنتج قبل نحو عامين، وثار الجدل حوله في ظل المطالبات بإيقاف عرضه، حيث يشير منتقدوه إلى أنه يمسّ الشريعة الإسلامية والتوحيد لدى الطفل ويشوش الأفكار والمعتقدات عن العالم وعن قدرات المخلوقات، ويظهر المسلسل أبطاله وكأن لهم قدرات تضاهي قدرات الخالق. واتهم منتقدو المسلسل الكرتوني منتجه في توجهاته، مستدلين على ذلك بالتكريم الذي قدمه الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمنتج ونشر صوره وصور المسلسل على مجلات أمريكية مشهورة، مثل فوربس، ونيوزويك إضافة إلى الدعم الذي يتلقاه المسلسل، حيث عُرض في 70 دولة، فضلاً عن إنشاء مدينة ألعاب بالاسم نفسه في الجهراء بالكويت، وإصدار مجلات وأدوات مدرسية تحمل الأسماء ذاتها. جدير بالذكر أن صاحب فكرة المسلسل ومؤلفه الدكتور نايف المطوع، قد ردّ على الاتهامات في حوار نشرته صحيفة الوطن الكويتية قبل أيام، حيث قال: على الرغم من أنني عرضت فيلمي الـ 99 تحت رعاية الأمير منذ سنتين، ولاقى صدى طيباً، إلا أنني فوجئت بعد انتشاره عالمياً بمن يهاجمونني الآن. وأضاف: من يهاجمونني يقولون إنني أستغل الأسماء الحسني للمولى عز وجل الـ 99 في تسمية أبطالي، لكنني لم أتوقع أن درجة الهجوم تصل إلى اتهامي بالكفر والإلحاد، وأنا مندهش أن يحدث ذلك في الكويت الذي يعتبر بلداً يسوده القانون والدستور واحترام الحريات. وأردف: لقد نلت التقدير السامي من أمير البلاد نفسه، وكذلك رئيس مجلس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد الصباح، إضافة إلى تكريم الرئيس الأمريكي باراك أوباما لي في أمريكا، حيث تم اختياري ضمن كوكبة المكرمين من ذوي الابتكارات الذين أسهموا في الدعوة إلى السلام الإنساني والتعايش الحضاري الدولي. وقال المطوع: لا يعلم من اتهموني بهذه الاتهامات أننا نعمل في إطار شركة إسلامية، ويمولنا بنك إسلامي، وقد نجحنا ببرامجنا في أن نقدم صورة إيجابية عن الثقافة الإسلامية في المحافل الدولية، وكان لنا دور في تبييض صورة الإنسان العربي لدى الغرب من تهم الإرهاب والذبح والتفجير. وأضاف: يكفى العلم بأن برامج أبطال الـ 99 يبثّ في أمريكا ونحو 70 دولة على مستوى العالم، وفي كل دولة نبثّ باللغة الأصلية لهذه الدولة. نقد ها هم هنا الآن على شاشات التلفزة في مراكش والقاهرة وحلب والرياض. على القمصان والجدران والقبعات. تسعة وتسعون بطلاً، تم تصميمهم بحسب الأوصاف المذكورة لله: الرحمن، الرحيم، الجبار، النور، هذا ما يقوله القرآن. لكل بطل وبطلة سمة من سمات الله التسع والتسعين. ولكل بطل خارق موهبة خارقة، على سبيل المثال البطل جبار الذي يحبه الأطفال بشكل خاص، إنه عربي من السعودية: طيب القلب وله عضلات قوية. أما نورا الإماراتية فهي المتحدية دائما. و تستطيع بيديها تكوين كرة من النور، واستعراض الألعاب النورية الأخرى. وتوجد شخصية اسمها: باطنة، وهي مثل الحرباء تتكيف مع البيئة، ولها القدرة على التخفي لتصبح غير مرئية. وخلافاً لزميلتها الخارقة نورا الكاشفة الشعر، ترتدي اليمنية باطنة ليس الحجاب فقط وإنما تتخفى وراء نقاب أيضاً، وهو حجاب للوجه معروف في اليمن. وربما كان هذا هو السبب الرئيسي لعدم تمكن المسلسل التلفزيوني من الوصول بعد إلى الولايات المتحدة الأمريكية. لقد اشترت قناة الأطفال الأمريكية ذي هوب حقوق البث، ثم توالت الانتقادات، لأن الجميع لا يُبدون تحمُّساً مثل باراك أوباما للأبطال المسلمين الخارقين. لا يوجد لدى الأبطال الـ 99 نظرة الغرب المتفوقة كما في أفلام (جيمس بوند) أو قصة منقذ العالم الأمريكي كما في أفلام (سوبرمان)، ولكنهم يمثلون الحضارة الإسلامية العظيمة في زمن الأزمات السياسية والثقافية. رسوم كرتونية تبشر بالإسلام، هكذا وصفهم الكاتب دانيِل بايبس في مقال له: الأبطال الخارقون مسلمون، بعضهم من دول غربية مثل الولايات المتحدة والبرتغال، والأشرار معظمهم من غير المسلمين، هذا ما كتبه دانيِل بايبس في نقده في أبريل نيسان 2012 على صفحة جريدة ريفيو أون لاين الإلكترونية، وحذر مما وصفه: التضليل الإسلامي لعقول الأطفال في الغرب. أبطال متديّنون؟ يصر نايف المطوع على أن الـ 99 ليست شخصيات كرتونية متديّنة. في الحقيقة، لا أحد من الأبطال يمارس الصلاة في الجامع. ولا أحد يتكلم عن الإسلام. وبصرف النظر عن الفتاة التي ترتدي الحجاب، لا يظهر بشكل واضح رأي لهؤلاء الأبطال الخارقين بالدين. إلا أن الإسلام كثقافة هو جانب مهم في المسلسل الكرتوني والقصص المصورة. خلفية القصة أي العودة الكاملة إلى زمن سقوط الإمبراطورية العباسية المجيدة متجذرة في التاريخ الإسلامي. وكالعديد من كتّاب السيناريوهات ورسامي الكرتون قبله، يحاكي نايف المطوّع هذه القصة العميقة الجذور ثقافيا – مع فارق مهم: لا يوجد لدى الأبطال الـ 99 نظرة الغرب المتفوقة كما في أفلام (جيمس بوند) أو قصة منقذ العالم الأمريكي كما في أفلام (سوبرمان)، ولكنهم يمثلون الحضارة الإسلامية العظيمة في زمن الأزمات السياسية والثقافية. بعناية كبيرة تم اختيار بغداد كنقطة انطلاق للأبطال – ليست بغداد المدمرة اليوم، بل المدينة العالمية في الماضي: هنا كانت الفنون والثقافة والعلوم مزدهرة. هنا ساهم الكِنْدي في ترجمة أعمال أرسطو وأفلاطون. وككل عام تسمَّر الأطفال أمام شاشات التلفزة لمشاهدة مسلسلات رمضان حتى لا تغيب عنهم حلقة من مسلسلهم المفضل. وشاهدوا بواسطة مسلسل الـ 99 عرضاً للإمبراطورية العباسية كعصر ذهبي للمسلمين، وهذا ليس تضليلا. وهنا يجب الاعتراف أن المسلسل هو نوع من الحلم يرتكز على العصر المزدهر للإسلام، وعلى الرغبة في المعرفة وعلى الحكمة المثبتة في أحجار النور الـ 99. وتبدو شخصيات الرسوم الكرتونية المسلمة أكثر من عادية، ليس فقط لأطفال العالم العربي، وإنما أيضا للكبار في الغرب. 0 | 0 | 3