×
محافظة المنطقة الشرقية

صك إعسار يقضي على حق مواطن في استرداد 200 ألف ريال

صورة الخبر

كثر الحديث وزاد الكلام مؤخرا عن موضوع تطبيق الاحتراف الحقيقي، أو إعادة العمل بدوري الدمج لكرة القدم في الموسم المقبل لرؤية البعض بأنه سيجعل الأندية تخوض مباريات أكثر في الموسم الواحد، وذلك من أساسيات النجاح لمشروع التطور في سماء الكرة البحرينية، كما أنه يؤسس لقاعدة قوية في المستقبل القادم، ولعلّ المطالبات السابقة بتطبيق الدمج لدى بعض الأندية جاءت للهروب من واقع الهبوط في الدرجة الثانية، وللحصول على مكاسب خاصة، مما جعلها تنظر بعين الاستغراب لمجرد التفكير مرة أخرى وبدون تخطيط مسبق لإعادة إحياء هذا الدوري الذي سبق وأن تم تنفيذه، دون الخروج بمكاسب فنية ملموسة تنعكس على واقع المنتخبات الوطنية، أخبار الخليج الرياضي يرصد في هذه الحلقة آراء بعض المدربين حول مشروعية إقامة دوري المحترفين أو الدمج في السنوات القادمة، وخرجنا بالعديد من النقاط المهمة واللافتة للنظر للحيلولة دون تراجع واقع الكرة المحلية أكثر مما هو عليه، مع رفع عدد من التوصيات المهمة لاتحاد الكرة في سبيل الاستفادة منها على المدى البعيد وبما يخدم الحركة الكروية في البحرين. خطى سريعة للوراء انتقد المدرب الوطني واللاعب السابق بنادي المالكية سيد حسين عيسى فكرة مشروع إعادة دوري الدمج بناء على مطالب البعض، لافتا إلى أن هذه الفكرة من شأنها أن تعيدنا إلى الوراء عشرات السنين، ونحن لم نفارق بعد مسيرة التخلّف والسير في الظلام التي نعيش على وقعها في الوقت الحاضر، وقال حسن السيد عيسى للملحق الرياضي بأخبار الخليج: للأسف من يتحدثون عن إعادة دوري الدمج لا يدركون حقيقة الوضع المأساوي الذي تعيشه الكرة البحرينية، ولا بظروفها المحيطة، وبالسلبيات التي استمرت طوال السنوات الأخيرة، وجعلتنا نتأخر ونتخلف عن ركب التطور والرقي الذي سبقنا فيه الكثير من دول الجوار. وأضاف السيد عيسى: المشكلة لا تتلخص في إقامة دوري الدمج من عدمه لأننا حتى هذه اللحظة نترقب للاحتراف الموعود، والجميع يعرف الحقيقة لكن نرى البعض يسكت عند الإشارة لها، وكشفها أمام الرأي العام، وأعتقد أن المسألة أكبر بكثير من دوري الدمج أو إقامته بالطريقة الحالية بدرجتيه الأولى والثانية، ومن ينادي بالدمج يكتب على المسابقات المحلية بالدمار الشامل، وأوضح قائلا: ماذا سنجني إن لعب ناد معيّن مرصع بالنجوم واللاعبين على مستوى عال أمام ناد بحجم ومستوى هزيل؟ الجواب بدون شك سينتج لنا نتائج كارثية وعليها نقيس بقية المباريات مع الأندية الأخرى في الدرجة الأولى والثانية، وبالتالي فإن المحصلة لن تكون نوعية في الأداء بقدر عدد معين من المباريات يخوضها اللاعب في الموسم. وقال حسن السيد عيسى: نحن نسير بخطى سريعة للوراء وباتجاه الصفر على الشمال، والمطلوب من المعنيين في اتحاد الكرة وضع الحلول لا تطبيق المقترحات دون دراسة، وعليهم أن يجلسوا مع الأندية وممثليها، وبحضور الخبراء في البحرين والمدربين أصحاب التاريخ والإنجازات ويتم رفع التصورات العامة، ومن جهتنا نحن مستعدون لتقديم النصيحة وبدون مقابل ومن أجل المصلحة العامة فقط، لأننا ننشد التطوير لا البحث عن المناصب أو ما شابه بذلك، وأكد حسن السيد عيسى أن منتخبنا الوطني اليوم بحاجة للمزيد من العمل والجهد حتى يتلافى التخبطات السابقة التي وقع فيها، وعلى الجهاز الفني الحالي التركيز على عمله والنهوض بواقع النتائج التي تراجعت كثيرا في السنوات الماضية، موضحا أن دوري الدمج لن يطوّر المنتخب ولن يختزل السلبيات في المستقبل ويحدّ منها كما يتصور البعض، والجميع ينتظر تفعيل قرار الاحتراف مع وجود الدعم المادي المناسب له. الأندية الصغيرة ستتضرر ومن جهته قال المدرب الوطني علي مهدي مدرب الفئات بنادي الشباب بأن الأندية الصغيرة ستتضرر من مجرد تطبيق فكرة إقامة دوري الدمج لأنها تعاني الكثير من النقص، وتحتاج إلى حلول جذرية للتغلب على واقعها المأساوي وظروفها الخانقة، مستغربا التفكير بهذه الطريقة التي لا تساعد على الارتقاء بمسابقة الدوري الكروي بدرجتيه الأولى والثانية، وأضاف: إقامة دوري الدمج يحتاج إلى المقوّمات الأساسية، والعوامل الفاعلة التي تساعده على الارتقاء بوضع الكرة البحرينية لا قيادتها إلى الوراء والتخلف، واليوم نحن أحوج بكثير إلى دراسة السلبيات في الأندية الصغيرة ومسابقة الدرجة الثانية لتكون مسابقة منتجة للاعبين الدوليين القادرين على إفادة المنتخب الوطني. وأوضح قائلا: عندما نقول بتضرر الأندية الصغيرة نعني بذلك أنها ستخوض 18 مباراة من دور واحد في ظل وجود 19 ناديا تحت مظلة اتحاد الكرة يشاركون في مسابقاته الداخلية، وهذا العدد الكبير من المباريات بحاجة إلى لاعبين مؤهلين على أعلى المستويات، فضلا عن وجود عدد كاف منهم في الأندية الصغيرة تحديدا، والتي تعاني في الواقع من سوء الانضباط والغياب المتكرر للاعبين، وقال: ليس من المعقول أن نرفع المقترح ونقوم بتطبيقه في يومين لأن هذه الحالة ليست صحية، بل قائمة على مبدأ بعيد عن دراسة المعطيات بالدقة المطلوبة، وأعتقد أن النظرة السلبية ستزداد بقوة في ظل المطالبة بإقامة هذا الدوري في ظل غياب الدراسة العميقة والمستفيضة القائمة على مبادئ العلم الحديث، حتى أن البعض يتساءل عن دوري المحترفين المزمع إقامته في القريب العاجل. وأشار علي مهدي إلى أن مسألة تحقيق الاستفادة من دوري الدمج وتفريغ اللاعبين للمنتخب الوطني لن تتحقق كما يرى البعض قائلا: من الآن أعلنها أمام الملأ، وأقول بأن تطبيق دوري الدمج لن يجعلنا نضمن تعاون الأندية مع المنتخب الوطني، وتحديدا الأندية الكبيرة التي يتواجد لاعبوها الدوليون بكثرة في الاستحقاقات الخارجية معه، والكل يعرف حقيقة الخلافات السابقة بين بعض الأندية وإدارة المنتخب، وفيما يخص مستوى المسابقة بشكل عام قال علي مهدي: تطبيق الدوري المذكور دون السعي وراء الاحتراف الحقيقي سيساعد على الهبوط الفني، وغياب القدرة على المنافسة بعيدا عن البقاء والهبوط لأن دوري الدمج ليس فيه درجة ثالثة ستهبط إليها الأندية المقصرة التي تحتلّ المراكز الأخيرة، معربا عن أمله في أن يتم دراسة الواقع الكروي المحلي وتحليله بصورة منطقية قبل التفكير بتطبيق مقترحات لا تحقق الفائدة المرجوة. انعدام الحافز التنافسي ويرى المدرب الوطني خليل إبراهيم مدرب الفئات بنادي سترة أن مبدأ الرفض لفكرة تطبيق دوري الدمج الكروي للدرجتين الأولى والثانية نابع من غياب الحافز التنافسي بين الأندية كون الفرق الصغيرة والضعيفة لن تتأثر في حال استقبالها لنتائج كبيرة أثناء المباريات، بل وستلعب بدون الرغبة في التغيير والخروج من الواقع السلبي المعاش، وأضاف: أعتقد أن الحافز الوحيد الذي ستحظى به الأندية المشاركة هو الحافز المادي بعيدا عن الأمور التنافسية، وتطوير الواقع الرياضي والفني، وتجاوز الأخطاء والبحث عن الإنجازات والمكاسب، والدوري حاليا وإن كان عليه بعض المآخذ إلا أن الأندية تعيش حالة الحذر من الهبوط للدرجة الثانية، والأخرى تسعى للوصول إلى الدرجة الأولى والصعود ولو لمرة واحدة في تاريخها. وقال أيضا: في الواقع أرى أن مستوى الأندية في البحرين يقسّم إلى أربع مستويات ولا يمكن وضع المقارنة الظالمة بين فرق المستوى والأول والمستوى الرابع على سبيل المثال، ومن الضروري أن ندرس الأوضاع ونحللها لتخرج الصورة أقرب للواقع، لأن الاختلافات بين هذه الأندية في المستويين لا تتمثل في الأداء الفني فقط وإنما في الأمور الإدارية ومستويات اللاعبين وتفكيرهم، والثقافة العامة التي يمتلكونها، وحول نظرته الخاصة قال خليل إبراهيم: أنا من الرافضين لفكرة تطبيق دوري الدمج، وأتمنى الاستمرار في تطبيق المسابقات كما هو الشكل الحالي وصولا لدوري المحترفين، بل ونطالب بالتغيير الإيجابي في المستقبل بما يتيح لنا المزيد من المكاسب التي تنعكس بصورة جلية على واقع المنتخبات الوطنية والشكل العام للكرة البحرينية، واقترح خليل إبراهيم أن يتم العمل سريعا على إيجاد دور خاص بالدرجة الثالثة تشارك فيه بعض الأندية القروية التي تجتهد منذ سنوات للدخول في مسابقات اتحاد الكرة، وأن تعم الفائدة على الجميع من خلال تحفيز بعض الأندية التي تلعب في الدرجة الثانية، ولا تغيّر من واقعها السلبي شيئا طوال السنوات الماضية مكتفية بالمركز الأخير أو قبل الأخير.