ليسمح لي القراء والوزراء والنواب، وليسمح لي كل مراقب لأداء الوزراء والقياديين وكل مختص في الإدارة وفروعها من القيادة٬ الإدارة الإستراتيجية... ليسمح لي الجميع، فكل ما ذكر في موادها المدروسة ونتائج بحوثها وما سيذكر، لا يتعدى سوى علم ندرسه ونبحث في جوانبه بينما الواقع مختلف. هذه المقالة عنونتها بـ «رسالة إلى وزير» - إضافة إلى القائمة التي اكتظت بمسمى وزير سابق - لأن الواقع يحتاج شفافية ومصداقية في الطرح. هل كل وزيرقادر على الإصلاح من دون أي تأثير خارجي على أداء عمله؟ هل كل وزير يستطيع تنفيذ الفكرالإستراتيجي ومفاهيم القيادة وتطبيق ما وصلت إليه درسات علم الاجتماع؟ هل لدى الوزير الجرأة في الكشف عن مضمون أي رسالة تعوق عمله؟ هل القرارات التي يتخذها الوزير مبنية على أسس علمية تهدف إلى تبني القواعد الإدارية الصحيحة في ترقية وتغيير القياديين التابعين له؟ لو كنت وزيراً ولدي مطلق الصلاحية وأمنح الضوء الأخضر في إيجاد حلول واقعية لمجمل القضايا التي تنشر ويعرفها الصغير والكبير لقمت بالآتي: ـ أطالب بتجهيز قاعة كبيرة أدعو إليها الموظفين الصغار من رؤساء أقسام ومدراء فقط من كل قطاع٬ وأطلب من الجميع عرض طريقة أداء العمل المتبعة والمفروض اتباعها والسلبيات التي تعترض طريقة تنفيذ المهام الموكلة إليهم... ثم ألخص ما يذكر من قبل فريق عمل محايد جدير بالثقة، وأطلب منه تقييما عادلا لأداء القياديين وطبيعة قراراتهم ومن هو بالفعل يستحق المنصب القيادي وإن كان هناك كفاءات قد هضم حقها في الترقي. ـ أدعو بعدها كل قياديي الوزارة إلى اجتماع، وأطلب منهم عرض تصوراتهم في تحسين الأداء وردودهم على الأسباب التي أوجدت الجوانب السلبية في منهجية العمل وفق ما تم تلخيصه من اللقاء الأول مع العاملين البسطاء المغلوب على أمرهم. ـ في ضوء المعطيات، تكون الرؤية للوزارة قد تبلورت ومستوى القياديين قد علم، وبالتالي يستطيع الوزير صياغة الأهداف الإصلاحية ووضع إستراتيجية لكل هدف. أقول هذا من واقع تجربة ومعرفة بما يدور من خلف الكواليس... فالوزير يتطلب منه أن يكون على قدر من المسؤولية متسلحا بالشجاعة في اتخاذ القرار الصحيح وإن كانت هناك ضغوط تمارس عليه أو انه شعر بأنه دخل «عش الدبابير»، فيستحسن أن يعتذر عن المواصلة ويعرض الأسباب بشفافية كما حصل بالفعل من قبل وزراء سابقين. الإصلاح الإداري يبدأ من معرفة جوانب القصور وأسباب وجوده... والإصلاح يجب أن يحاط بأطر أخلاقية للعمل إستراتيجياً وإدارياً. مما تقدم أعلاه٬ أظن أن الإصلاح الإداري والقضاء على مظاهر الفساد الإداري لا يتجاوز كلمات نجمعها ونرسلها في تصريح أو كما يطلق عليه «لزوم التنظير»، حيث إن الواقع مختلف تماما. وفي الختام،أرسل هذا التساؤل المستحق: هل هناك قيادة خفية تختلف عن الرسمية؟... الله المستعان. terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi