أشار محمد سعيد الدزوي أحد المختصين في صناعة الورد الطائفي إلى أن الأجواء الباردة التي شهدتها الطائف هذا العام تسببت في القضاء على نحو 60% من إنتاج الورد لهذا العام. وأوضح في حديث لـ»المدينة» خلال زيارتها أحد مصانع الورد إلى أن ندرة العمالة في السوق تسببت في تأخر قطاف الورد الى آخر النهار، قائلا:»نتج عن ذلك فقدان الورد ما يقارب 30 % من الزيت والرائحة». وأضاف أن العوامل السابقة أثرت في رفع الأسعار، مشيرا إلى أن سعر ألف زهرة ورد بلغ العام الماضي خمسين ريالا، فيما بلغ هذا العام إلى خمسة وستين ريالا، مبينا أن سعر التولة زاد هذا العام مائتي ريال، حيث أصبحت بالف وثمانمائة ريال. وعن أفضل وقت لقطاف الورد، أشار إلى أن الصباح الباكر يعد الوقت المناسب للقطاف، قائلا:»كلما تأخر الوقت إلى الظهر أو العصر فقدت الزهرة قيمتها»، نافيا ما يردده البعض عن وجود قطفة أولى وثانية، مبينا أنها قطفة واحدة فقط، مشيرا إلى أن رائحة الوردة تعتمد على نوعية الورد والطباخين له. وبالنسبة لمراحل التصنيع، فقد اصطحبنا الدزوي للوقوف عليها، مشيرا إلى أنها تبدأ بقطاف الورد من المزرعة ووضع زهوره في سلال، التي يتم تفريغها للوزن، مبينا أن كل ألف زهرة يقابلها ألف زهرة في الميزان الآخر. وأفاد بأن الزهور توضع بعد الوزن في القدور التي ارتصت منها نحو 55 قدرًا، حيث يتسع كل قدر لأربعة آلاف زهرة، لافتا إلى وجود قدور تتسع الى 30 الف زهرة، قائلا:»يضاف للزهور بعد ذلك 30 لترًا من ماء العروس و25 لترًا من ماء التنو و40 لترًا من ماء التحلية ثم يتم إحكام غطاء القدور ليبدأ بعد ذلك إشعال النار. وألمح إلى أن تلك القدور موصلة من الخلف بأنابيب تؤدي الى آنية كبيرة تسمى العروس، مشيرًا إلى أنه بعد ساعة تبدأ مرحلة التنقيط، التي تستمر ما بين 6-8 ساعات حتى تتم تعبئة العروس، التي يطفو على سطحها الزيت ويتم سحبه بالإبرة وتجميعه حتى مرحلة التصفية. وأضاف يتم وضع الزيت في آنية أخرى أقل حجم من العروس وأضيق فوهة حتى يتم تركيزه أكثر، مبينا أنه بعد التصفية النهائية في تلك الأنابيب توضع في الشمس ليصفى الزيت من الا ملاح والماء، ومن ثم يتم وضعه في تولات وهي المرحلة النهائية. وألمح إلى أن التولات تختلف في الحجم وكذلك في سعرها، الذي يتراوح ما بين 1600 الى 1800 ريال، لافتا إلى أنه لا يوجد اختلاف في نوع الورد، وإنما في حجم الزهرة، قائلا:»كلما كانت رويانة زاد حجمها وكثر الزيت فيها وبالتالي يزيد وزنها». وفيما يخص تأخر موسم الورد كل عام، فذكر أن موعد القطاف يختلف كل عام، حيث يتأخر من خمسة عشر يوما الى عشرين يوما، مبينا أن نهاية الموسم ستكون آخر شهر جمادى الآخرة، الذي يتزامن مع نهاية فصل الشتاء.