اعتبر نائب رئيس الوزراء التركي محمد شيمشك أمس الجمعة (20 يناير/ كانون الثاني2017) أنه سيكون من «غير الواقعي» أن تصر تركيا على حل النزاع في سورية من دون الرئيس بشار الأسد، وذلك قبل بضعة أيام من بدء مفاوضات أستانا لتعزيز وقف إطلاق النار. وتعكس هذه التصريحات المفاجئة ليونة في الموقف التركي حيال الأسد، على وقع تقارب بين أنقرة وموسكو التي تدعم النظام السوري. وقال شيمشك خلال جلسة مخصصة لسورية والعراق في المنتدى الاقتصادي الدولي في دافوس في سويسرا: «علينا ان نكون براغماتيين، واقعيين. الوضع تغير على الأرض بدرجة كبيرة، وتركيا لم يعد بوسعها أن تصر على تسوية من دون الأسد. هذا غير واقعي». وأقرت تركيا السنة الماضية بأن الاسد طرف فاعل في سورية، لكنها المرة الأولى التي يقول فيها مسئول تركي كبير صراحة أنه سيكون من غير الواقعي الإصرار على المطالبة برحيل الاسد. وقدمت تركيا الدعم الى المعارضة السورية التي تحارب الاسد منذ اندلاع النزاع في 2011. وقال شيمشك في دافوس إنه لابد أن تكون أستانا «منطلقاً» لعملية تؤدي إلى إنهاء النزاع. هذا، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إن روسيا تأمل أن توفد إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب خبيراً في شئون الشرق الأوسط إلى المحادثات بشأن الصراع في سورية التي تستضيفها أستانا عاصمة كازاخستان في وقت لاحق هذا الشهر. ميدانياً، قتل 5 جنود أتراك وأصيب 9 آخرون في هجوم بسيارة مفخخة لتنظيم «داعش» في شمال سورية حيث بدأت أنقرة عملية في نهاية أغسطس/ آب لطرد المتطرفين والمقاتلين الأكراد نحو الجنوب. تدمير آثار جديدة في تدمر من جهته، دمر تنظيم «داعش» آثاراً جديدة في مدينة تدمر الأثرية والمدرجة على قائمة التراث العالمي للبشرية التابعة لمنظمة اليونسكو التي وصفت ما حصل بأنه «جريمة حرب». وقال مدير عام الآثار والمتاحف السورية مأمون عبدالكريم أمس (الجمعة) لوكالة «فرانس برس»: «دمر تنظيم الدولة الاسلامية كما تلقينا من اخبار منذ 10 أيام التترابيلون الأثري وهو عبارة عن 16 عموداً». وأضاف «كما أظهرت صور اقمار اصطناعية حصلنا عليها من جامعة بوسطن أضراراً لحقت في واجهة المسرح الروماني». وأوضح عبدالكريم أن «التترابيلون عبارة عن 16 عموداً أثرياً بينها واحد أصلي و15 أعيد بناؤها وتتضمن أجزاء من الأعمدة الأصلية». وشجبت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» ايرينا بوكوفا أعمال التدمير الجديدة، ووصفتها بأنها «جريمة حرب وخسارة كبيرة للشعب السوري وللإنسانية». وفي موسكو، قال المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ديمتري بسكوف: إن «ما يحدث (في تدمر) هو مأساة حقيقية من وجهة نظر التراث الثقافي والتاريخي. الإرهابيون مستمرون في أعمالهم الهمجية». واعرب عبدالكريم عن خوفه حيال المستقبل طالما بقي تنظيم «داعش» في المدينة. وصرح «قلنا منذ اليوم الاول ان هناك سيناريو مرعباً ينتظرنا»، مضيفاً «عشنا الرعب في المرحلة الاولى، ولم اتوقع ان تحتل المدينة مرة ثانية». واضاف «معركة تدمر ثقافية وليست سياسية (...) لا افهم كيف قبل المجتمع الدولي والاطراف المعنية بالأزمة السورية ان تسقط تدمر». وقتل اكثر من 40 عنصراً من جبهة فتح الشام ليل أمس الأول (الخميس) في غارات جوية لم يعرف ما اذا كانت روسية او تابعة للتحالف الدولي استهدفت معسكرا للجبهة في ريف حلب الغربي، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وارتفعت بذلك حصيلة قتلى جبهة فتح الشام جراء القصف الجوي خلال الشهر الحالي إلى حوالي 100 عنصر، بينهم قياديون، وفق المرصد السوري. اتفاق روسي سوري لتوسعة قاعدة طرطوس من جهةٍ أخرى، أظهرت وثيقة للحكومة الروسية أن روسيا وسورية وقعتا اتفاقاً لتوسعة وتحديث قاعدة طرطوس البحرية الروسية في سورية. وأظهرت الوثيقة أن الاتفاق يتضمن توسعة القاعدة بحيث يمكنها استضافة 11 سفينة حربية روسية في نفس الوقت.