×
محافظة مكة المكرمة

أمانة جدة : إغلاق 16 محل تموينات لبيعها الدخان على من أعمارهم دون سن الـ 18

صورة الخبر

«ما أجملها من ليلة موسيقية امتزجت فيها الموسيقى التركية مع صوت بلبل الخليج»! تلك هي ليلة أمس الأول التي تدفقت خلالها، في جنبات مسرح عبدالحسين عبدالرضا، ثلاثة أنهار موسيقية سافرت بالحضور إلى سحابات رفيعة من الإبداع، لتحلِّق في أجواء تركيا بتراثها العريق من خلال كل من الفرقة التركية العالمية «Taksim Trio»، والفنانة التركية توشا النجار، ليكتمل مثلث الإبداع بالصوت الدافئ لبلبل الخليج الفنان الكبير نبيل شعيل، في حلقة إبداعية انصرف بعدها الحضور المحتشد من المسرح وكل منهم يتمنى لو أن هذه السويعات الساحرة لم تفرغ بهذه السرعة، ففي لحظات يحلو فيها الفن الجميل يتمنى المتذوقون لو يواصل النهر انسيابه إلى آخر المدى، وكأنما يريدون أن يستعيدوا اللحظة مراتٍ ومرات! هكذا كانت حال الجمهور الذي حرص على حجز مقعد له في ذلك الحفل الموسيقي الذي توارت نسمات الجو الباردة أمام دفء أنغامه التي أشعلها ثلاثة نجوم في عالم صناعة الموسيقى وهم عازف القانون آيتش دوغان، وعازف «الكلارنيت» حسنو سنلندرسي، وعازف آلة البزق الشعبية إسماعيل تونجليك، الذين باتت أسماؤهم محفورة داخل ذاكرة جمهورهم العريض في كل بقاع العالم، كما صاروا التذكرة الرابحة عند أي مطرب يرغب في إحياء حفل موسيقي، لما يتميزون بامتلاكه من حس موسيقي رفيع، واندماج مع آلاتهم إلى درجة التصوف الموسيقي! انطلقت الأمسية الرائعة مع إطلالة عريف الحفل الفنان بشار الجزاف صاحب الروح المرحة وكوميديا الموقف التي تجبرك على الضحك لا إرادياً، إلى جانب الشابة الكويتية عبير الهديب التي بهرت الحضور بقدرتها وتمكنها القوي في التحدث باللغة التركية بطلاقة، حيث استخدم الجزاف هذه النقطة لمصلحته بأن كوّن مشهداً كوميدياً ارتجالياً معها، قبل أن يطلّ أعضاء فرقة «Taksim Trio» إلى الجمهور ويقدموا حفلاً موسيقياً ناجحاً بامتياز، أقيم تحت رعاية وحضور الشيخ دعيج الخليفة الصباح إلى جانب مجموعة من الفنانين والموسيقيين و«البلوغرز»، فعزفت الفرقة على المقامات التركية الشهيرة بكل مهارة وحرفية وإتقان، ممزوجة بإحساس عال ومرهف يرحل بك إلى أماكن بعيدة في الخيال، ويجعلك تعيش مع كل نغمة تخرج لتستقر في القلب قبل الأذن، باقة متنوعة من جديدهم الذي أطلقوه في ألبومهم الأخير ومنها أذكر «Nil»،«Huzun»،«L’Asile»،«Tek Basina»، إلى جانب اختيارهم أيضاً وعزفهم أجمل ما سبق لهم، وإن قدموا من مقطوعات موسيقية سابقة أذكر منها «NAZ»،«SENI KIMLER ALDI»،«IC BENIM ICIN»،«GOZUM&KULAGIM» و«GITTI DE GITTI»، وهو ما أشعل الصالة تصفيقاً حاراً بعد انتهاء كل مقطوعة موسيقية. هي ثلاث ساعات من الوقت تناثرت فيها أجمل وأعذب الألحان الموسيقية المفعمة بأحاسيس دافئة صنعتها أنامل مبدعين حقيقيين، لكنها مضت بسرعة البرق فلم يشعر بها الجمهور، نسي الوقت تماماً، ولم يعد يتذكر إلا أن يطالب الفرقة بالاستمرار في العزف الفائق الإمتاع. في غمرة كل هذا الإبداع، وكعادته لم يخلُ الحفل من «قفشات» المبدع الموسيقي آيتش الذي يعرف التحدث باللغة العربية نوعاً ما، إذ حرص بنفسه على الترحيب بكل الجمهور الغفير الذي ملأ قاعة المسرح، مشيداً بالذوق الرفيع الذي يمتلكه الجمهور الكويتي واصفاً إياه بأقوى جمهور مرّ عليه على نطاق الوطن العربي. المفاجأة في ذلك الحفل كانت مشاركة رائعة من الفنان بلبل الخليج نبيل شعيل من خلال اعتلائه خشبة المسرح بطلب من أعضاء الفرقة، فقدّم للجمهور المتعطّش لسماع الفن الراقي أغنيتين من أغانيه بصوته العذب الدافئ والحنون هما «ما أروعك» و«طبعاً غير». إلى جانب ذلك كان الجمهور أيضاً على موعد مع مفاجأة أخرى تمثّلت بمشاركة الفنانة التركية توشا النجار التي عزفت مع «الثلاثي الماسي» على آلة الكمان وغنّت بصوتها القوي أغنيتين باللغة التركية.