حذر الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية الدكتور طالب الرفاعي من خطورة بث إرشادات السفر إلى البلدان المتضررة بسوط الإرهاب أو الكوارث الطبيعية عبر وسائل الإعلام، موضحاً أن ذلك قد يخدم القوى الظلامية، لافتاً الى أن «منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا لديها إمكانات نمو كبير على الرغم من الواقع الصعب الذي تعيشه ليضرب على سبيل المثال ما يحصل في فلسطين التي تستقبل رغم الاحتلال أعداداً كبيرة من السياح بفضل صمودها وعزمها وإيمانها بجدوى مساعيها» وفي كلمة ألقاها الدكتور الرفاعي في المنتدى الوزاري حول (تعزيز صمود السياحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا واستدامة نموها) الذي أقيم ضمن فعاليات المعرض الدولي للسياحة (فيتور 2017) في مدريد في وقت متأخر الليلة الماضية، قال الرفاعي إن «تعليمات السفر يجب أن تكون مخصصة قدر الإمكان وليست عامة تشكل البلد برمتها أو المنطقة أو حتى المدينة كلها»، مشدداً على «ضرورة تحديث تلك الإرشادات بشكل متواصل يتلاءم مع تطورات الأوضاع وعدم تركها لفترات قد تبلغ عدة سنوات لما في ذلك من أثر سلبي على بعض المناطق والدول». وفي هذا الخصوص، نوه بأهمية العمل مع وسائل الإعلام لإدارة الأزمات بشكل جيد والسيطرة على الأمور ونقل المعلومات بشكل ملائم كي لا تنقلها جهات أخرى بشكل قد يلحق الأضرار. ولفت الى ضرورة التحدث بجدية عن السياحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيداً في هذا السياق «بالصمود الكبير الذي أظهرته المنطقة العربية في وجه التحديات الكبرى التي تلم بها». وعن التحديات الأمنية، قال الدكتور الرفاعي ان «الإرهاب لا يمس منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا فحسب بل هو مشكلة عالمية تحتاج إلى تعاون دولي وثيق لإيجاد حل مشترك»، مشددا على انه «قضية عالمية تعجز دولة واحدة فقط عن التصدي لها». ولمواجهة تلك التحديات شدد على «أهمية فهم طبيعتها وإدراك انها قوى ظلامية تريد الرجوع بنا إلى عهود الظلام لأنها تهدد طريقة حياتنا واستمتاعنا بالعالم لاسيما انها تستهدف المطارات والمتاحف والشواطئ وأماكن التلاقي التي تعد البنى التحية للسياحة ما يجعل صناعة السياحة في مواجهة مباشرة ضد تلك التهديدات». وأوضح انه «يجب معرفة ماهية تلك المجابهة وعدم تركها تنجح في مساعيها لأنها تصيب الضحية مرتين الأولى باستهدافها والثانية بعزلها»، داعيا في هذا السياق إلى «مساعدة الدول المتضررة والتعاون معها لتجاوز تلك المحن». واختتم بالقول إن «السياحة هي صناعة تحقيق الأحلام وبناء جسور التفاهم والحوار والتعارف والتفاهم والتفاؤل»، مشددا على أنه «يجب على الجميع بغض النظر عما يقومون به في الحياة العمل على تغيير العالم وجعله مكانا أفضل»، فيما أردف «والناس في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا يعرفون ذلك أكثر من غيرهم».