معالي الشيخ صالح الفوزان مجتمعنا يختلف عن مجتمع غيرنا يا حليمة 03-24-2014 10:33 AM متابعات(ضوء): لازال موضوع تحديد الساعة التاسعة كموعد لاغلاق الاسواق، مجالا للأخذ والرد، والنقاش على كافة المستويات، معالي الشيخ صالفوزان عضو هيئة كبار العلماء، كان له رأيه حول الموضوع وذلك بعد رده على الكاتبة حليمة مظفر والتي نشرت مقالا حول ذلك، وفيما يلي ننشر لكم المقال الأصلي للكاتبة، وتعليق معالي الشيخ صالح عليه، م الرد الأخير من الكاتبة على الشيخ صالح. ماذا سيفعل السعوديون بعد الـ9 مساء؟/حليمة مظفر! على ذمة المواقع الإلكترونية الإخبارية، فإن السعوديين ينتظرون قرارا بإغلاق محلات التجزئة والخدمات العامة عند الـ9 مساء، باستثناء المطاعم والصيدليات ومحال المواد الغذائية التي تمتلك رخصة 24 ساعة، مما يعني أن مراكز التسوق الكبرى تدخل ضمن القرار، وصراحة يُعدّ صائبا وسأتفق معه تماما، لكن بشروط وتوصيات أخرى داعمة لتحقق الأهداف المنشودة، المتمثلة في تغيير عادات السعوديين الاستهلاكية والاجتماعية، وإقبال الشباب على العمل بها بعد تقليص ساعاته، بجانب توفير الطاقة الكهربائية والبترولية، كل هذه أهداف نحتاجها دون شك، لكن هل ستتحقق فعلا في ظلّ بيئة فقيرة ترفيهيا ويعاني من يعيشها من الفراغ القاتل الذي سيغتال إيجابيات القرار وسيؤدي إلى كوارث. أتخيل أنّ من أوصوا بهذا القرار هم من يعيشون في الخارج أكثر من الداخل، وحين أوصوا بالقرار كانت أعينهم على تلك المدن التي يعرفونها بالخارج لا على واقعنا المعاش، فالمحال التجارية حين تُقفل في الغرب والشرق في الثامنة لا التاسعة، فإن أخرى ترفيهية تُفتح بعدها، وهي دور السينما والمسارح والسيرك والأوبرا وغيرها، يذهب الناس إليها؛ ليرفهوا عن أنفسهم بعد يوم عمل شاق، فماذا سيفعل السعوديون بعد التاسعة؟! لا مسارح ولا سينما ولا عروض سيرك ترفيهية ولا دور أوبرا ولا يحزنون! وهذا الأمر سيزيد من نسبة الفراغ الذي سيؤدي بالكثيرين إلى أحد أمرين، فإما استئجار شقق خاصة واستراحات لتزداد مساحة العزلة في الأماكن الخاصة التي يُخشى منها أكثر، وإما سيذهب السعوديون إلى بيوتهم ويتفرغون للإنجاب والإنجاب فقط، وتوقعوا في ظل عدم وجود بيئة ترفيهية أسرية بعد تطبيق هذا القرار، فإن نسبة المواليد سوف تزداد ربما للضعف، مما يعني أنه بعد خمس عشرة سنة ستكون لدينا كوارث في توفير السكن والمستشفيات والمدارس، التي نعاني حاليا من أزماتها وتعاني من العجز في طاقتها الاستيعابية! لا يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ فالمحال التجارية في خارج البلد لا تغلق أبوابها للصلاة خمس مرات إجبارا، وتجعل المتسوقين ينتظرون ساعة عند أبوابها حتى تفتح، فماذا سيحدث بعد القرار وإقفالها أربع فترات للصلاة! كم ساعة تبقت لعملية البيع والشراء؟! وإن قلنا المحال ستفتح في الثامنة صباحا قبل موعدها الحالي في العاشرة صباحا، فإن الساعتين التي تم تقليصها مساء باتت صباحا! هكذا انتفى هدف تقليص الدوام وإقبال الشباب! والنتيجة كارثة اقتصادية على صغار التجار بسبب الإغلاق المتكرر قبل التاسعة! أخيرا، لا يؤدي إلى فشل قراراتنا إلا النظر لها بفوقية لا واقعية، وكي ينجح هذا القرار يجب النظر له بواقعية، فإنه يحتاج إلى تطبيق شروط تؤدي لأهدافه المنشودة، وإلا فبقاء الحال كما هو عليه؛ لأن الأسرة السعودية لا تجد سوى مراكز التسوق الكبرى مكانا للترفيه، وهو حتما أمر سلبي لكنه أضعف الإيمان لمواجهة الفراغ القاتل! أما فيما يتعلق بتشجيع الشباب للعمل فيها، فالأمر بسيط جدا، إلزام هذه المحال بساعات عمل لموظفيها لا تزيد عن الست ساعات، مما سيضطرها إلى توظيف مزيد من الشباب في نقاط البيع، وبالتالي توفير المزيد من فرص العمل. مجتمعنا يختلف عن مجتمع غيرنا يا حليمة كتبت الكاتبة حليمة مظفر، في جريدة الوطن بتاريخ 15 جمادى الأول 1435هـ، تعقيباً على نظام إغلاق المحلات التجارية المقترح في الساعة التاسعة ليلاً، قالت فيه : بأن المحال التجارية حين تقف في الغرب والشرق فان أخرى ترفيهية تفتح بعدها وهي دور السينما والمسارح والسرك ودور الأوبرا وغيرها، يذهب الناس إليها ليرفهوا عن أنفسهم، فماذا سيعمل السعوديون بعد التاسعة لا مسرحيات ولا سينما ولا عرض سيرك ترفيهية ولا دور أوبرا وهذا الأمر سيزيد من نسبة الفراغ الذي سيؤدي بالكثيرين إلى أحد أمرين. فإما استئجار شقق واستراحات لتزداد مساحة العزلة في الأماكن الخاصة التي يخشى منها أكثر، وإما سيذهب السعوديون إلى بيوتهم – إلى آخر ما قالت. ونقول لها : يا حليمة – أولا: الحمد لله الذي نزه هذه البلاد مما ذكرت من هذه البلايا، وجعل بلاد الحرمين الشريفين قبلة المسلمين، وفيها مشاعر حجهم وعمرتهم ومضاعفة صلواتهم في الحرمين. ثانياً: هذه البلاد هي بلاد التوحيد، ومنطلق الدعوة إلى الله سبحانه فلا يليق بها وجود ما يتنافى مع مهمتها. ثالثاً : هذه بلاد فيها تحكيم الشريعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتمسك بالإسلام. رابعاً : المسلمون إذا أغلقوا محلاتهم سيذهبون إلى بيوتهم لرعاية أسرهم وحل مشاكلها وتربية أولادهم على الخير لتكون أسرا صالحة يتكون منها المجتمع الصالح. خامساً : هم سينامون بعد ذلك ليقوموا آخر الليل لصلاة التهجد والوتر وصلاة الفجر. ثم ينطلقون إلى أعمالهم اليومية، فأين هو الفراغ يا حليمة أرجوا أن تكتبي عن تصور صحيح وتوجيه سليم، لتكون كتابتك مفيدة وبناءة وأن تؤملي بالمسلمين خيرا وأما قولك إن المحلات التجارية تغلق لأداء الصلوات الخمس فهذا مما تميزت به هذا البلاد عملا بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) وقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ* فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وقوله تعالى (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ* رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ) فالمسلمون يجمعون بين أداء الصلاة في وقتها في المساجد وبين طلب الرزق بعد ذلك في أوقات طلبه كما قال تعالى (فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ) هذا نظام المسلمين بخلاف نظام الغرب انه الفرق بين الهدى والضلال والظلمات والنور. والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. كتبة صالح بن فوزان الفوزان في 19/05/1435هـ رابط المقال http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15155 وقد ردت الكاتبة حليمة مظفر بمقال آخر جاء عنونه بـ: يا سماحة الشيخ.. الناس تحتاج الترفيه كالغذاء في لغة أحترمها كثيرا، جاء رد الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء عبر موقعه الرسمي على مقالي المنشور الاثنين الماضي بعنوان: ماذا سيفعل السعوديون بعد الـ9 مساء؟! حول قرار إغلاق المحلات قبل إيجاد البدائل في بيئة فقيرة ترفيهيا، منعا من مشاكل لها تأثير في الأمن المجتمعي والاقتصادي والأسري، لأسباب ذكرتها، وحتما أحترم وجهة نظر سماحة الشيخ، لكني تمنيت النزول إلى الواقع المعاش لا الافتراضي، فالناس ليسو سواء في مجتمع بشري كغيرهم. لقد كانت النقطة الأولى والثانية والثالثة في رد فضيلته، أن مجتمعنا مختلف كونه في أرض الحرمين الشريفين منبع الوحي ومنطلق التوحيد والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذه الميزة مصدر ثراء لبلادنا دينيا وفكريا وإنسانيا، تدعونا للانفتاح الثقافي الفقهي على المذاهب الصحيحة كافة، متخذين من فسحة الخلافات الفقهية مجالا للتيسير لا التعسير، فما كان الاختلاف إلا رحمة، خاصة إذا كانت المصالح المحققة للعباد تفوق المفاسد، ومن هذا المنطلق فما وصفه بالبلايا لما صنفته بديلا في صناعة بيئة ترفيهية تُروح عن الناس يقطعون لأجلها مسافات سفر وآلاف الريالات للاستمتاع بها خارج حدودنا، بدلا من فراغ يقضونه في استراحات منعزلة أو كثرة إنجاب لا طاقة لنا فيه، ونحن نعاني أزمة إسكان ومستشفيات وتعليم، فلماذا نمنع المباح ونحد خيارات الناس ونلزمهم بيوتهم لقيام الليل، فالنفس يا سماحة الشيخ ملولة، والناس بعد يوم عمل شاق تحتاج الترويح عن نفسها وعن أبنائها، والله تعالى لم يأمرنا بالترهبن، ولا شر كشر وقت الفراغ على الفرد والمجتمع، والأفضل ترك الخيارات إلى الناس، والسينما والمسرح والسيرك ودور الأوبرا كلها مباحة متى ما صُنعت وفق ثقافتنا المجتمعية المحافظة، كغيرها من محدثات الحضارة التي طرأت علينا، كالتلفاز والإذاعة وشبكة الإنترنت وغيرها، استطعنا تشكيلها وفق ثقافة مجتمعنا المسلم، وما وصفته بالبلايا أمور ترفه عن الناس من مستلزمات الحياة، ولها أهميتها في تعزيز الثقافة المحلية والوطنية، أليس مؤسفا أن يعرف السعوديون عن الهنود والغرب والعرب أكثر مما يعرفونه عن أنفسهم نتيجة صناعة السينما لدى أولئك؟!، كما أنها ستخلق فرص عمل جديدة للشباب، وأتساءل: هل شاهد فضيلة الشيخ فيلم الرسالة؟! فإن شاهده فما رأيه فيه؟! إن لنا في سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام أسوة حسنة، فمما جاء في الصحيحين بخاري ومسلم، عن السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضجع على الفراش وحول وجهه ودخل أبو بكر فانتهرني، وقال مزمار الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل عليه رسول الله فقال له: دعهما، فلما غفل غمزتهما فخرجتا، وكان يوم عيد يلعب السودان بالدراق والحراب، فلما سألت النبي صلى الله عليه وسلم، قال تشتهين تنظرين، فقلتُ نعم، فأقامني وراءه، خدي على خذه، وهو يقول دونكم يا بني أرفدة حتى إذا مللت قال حسبك، قلت: نعم، قال فاذهبي، ومن الحديث الواضح، لم يُنكر عليه السلام غناء الجاريتين في بيته الموجود في المدينة المنورة، ولم يحرم السيدة عائشة من متعة المشاهدة لعروض الأحباش، فقد قدر عليه الصلاة والسلام حاجة النفس للترفيه كحاجة الروح للعبادة والبدن للغذاء والله أعلم. 0 | 0 | 2