تدخل الأفكار والمبادرات الفنية المفعمة بالمعاني الوطنية والإنسانية في صميم اهتمام العديد من الشباب في البحرين، باعتبارها لغة مؤثرة وملهمة تزيل أثقال الترسبات المسيئة للعلاقات الاجتماعية بفعل الممارسات القاسية كالطائفية ومخاطرها التي تهدد استقرار المجتمع، وتأتي أنشودة (اشتقنا إليك) تحت هذا المعني. وتتعمق كلمات وصور العمل الذي كتبه الشاعر محمد النايم، بمشاركة المنشدين جعفر وصالح الدرازي، وأنتجته قناة المعارف الفضائية، في لمسة ساحرة بتنقلها من بيت مواطن بسيط إلى الساحل والعناق بين النوخذة والبحارة، فيما تضفي الصلاة على ظهر السفينة معنىً ملهمًا هو الآخر، حيث تتجاوز السفنية عاصفة الرعب والأسى إلى بر الأمان. والعمل الفني الذي تولى هندسته الصوتية وتوزيعه المهندس محسن علي، يركز على سجايا وقيم الدين الإسلامي مستوحاة من شخصية النبي الأكرم محمد «ص»، وتبرز تلك المعاني في مشاهد الفيلم حيث يظهر رجل بسيط في منزل متواضع كصورة من صور المجتمع البحريني القديم، فيخرج للغوص مع أهل الجزيرة بحثًا عن الرزق مع نوخذة السفينة المعروف بالطيبة والشهامة، وتواجه السفينة عاصفةً وأمطارًا رعدية مرعبة، وما كانت لتنجو لولا حكمة نوخذة السفينة الحكيم في قيادته، ويستيقظ جميع من على ظهر السفينة بعد ليلة عصيبة ليجدوا أنفسهم من الناجين ويتنفسون الصعداء. وفي مضمون التغني بأخلاق نبي الأمة «ص»، تتلون الكلمات بالأيام العظيمة للأمة التي تعيش مرحلة شبيهة بالعاصفة المرعبة التي ظهرت في المشهد التلفزيوني للفيديو كليب، من حروب وطائفية وتشتت، وهذه العاصفة تستلزم الوحدة والتماسك لتصل السفينة إلى بر الأمان، بروح المحبة والتآلف والسلام الضامن لاستقرار أي مجتمع. من كلمات الأنشودة: صلى عليك رب السما... صلى عليك كلنا اشتقنا إليك... لحنان من يديك تشتاقك الأطيار والغصن الندي تشتاقك الشمس التي بك تهتدي يا من به الظلمات نورًا تغتدي يا سيدي يا سيدي يا سيدي بك الخلق الكريم معًا عرفناه وإسلام الصفاء بك اعتنقناه أجب من جوهر المعشوق أضناه أهل في فردوس ربي أنت معناه؟ مشاهد من أنشودة «اشتقنا إليك» التي أنتجتها قناة «المعارف»