دافع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عن إجراءات اقتصادية اتخذت في السنوات الأخيرة في موازاة تراجع أسعار النفط، قائلاً إن تلك الإجراءات «جعلت البلاد في وضع آمن»، وأشار إلى أن الجزائريين «يتفهمون خطة النفقات المسؤولة». وتحدث بوتفليقة عن السياسة الاقتصادية لبلاده في مقابلة أجرتها معه مجموعة أكسفورد للأعمال (أكسفورد بيزنيس غروب)، وقال إن «التدابير التي اتخذناها في السنوات الأخيرة جعلتنا في وضع آمن على رغم التراجع المتواصل لأسعار البترول منذ منتصف 2014». وأشار الرئيس الجزائري إلى أن المواد الأولية لم يعد بمقدورها أن «تشكل قاعدة لتنمية اجتماعية واقتصادية في الجزائر»، مضيفاً أنه «حتى ولو شهدت أسعار النفط ارتفاعاً في المستقبل» فإنها «لن تغطي كل الاحتياجات الاقتصادية للبلاد، ومن هنا أهمية، التفاعل واعتماد الإستراتيجيات الضرورية لضمان مستقبل أفضل». ولفت بوتفليقة إلى أن الجزائر اعتمدت لمواجهة هذا الاحتمال إستراتيجيات في مجال الموازنة للنمو الاقتصادي على المديين القصير والمتوسط، بهدف تطوير اقتصاد سوق ناشئة تأخذ في الاعتبار الوضع الاقتصادي الراهن ولكن مع مواصلة الدعم الاجتماعي للأشخاص المحتاجين. كما أكد أنه سيتم اتخاذ تدابير أخرى ترمي إلى تشجيع التنمية الاجتماعية والاقتصادية والتعجيل في التنويع الاقتصادي وتعزيز البرامج الاجتماعية «من دون تكاليف اقتصادية إضافية». ولم يتطرق بوتفليقة إلى السياسية الاقتصادية الجديدة للدولة في أي وسيلة إعلامية، واكتفى بنقل توجيهات في مجلس الوزراء وردت في وكالة الأنباء الرسمية، وبدا أنه يدعم في شكل كامل سياسة حكومة رئيس الوزراء عبد المالك سلال، التي يتهمها كثيرون بأنها «مجحفة في حق الطبقات الوسطى والفقيرة». وذكر بوتفليقة أن «الإصلاحات في مجال الجباية والموازنة ستشجع النمو والتنمية البشرية المستدامة»، معتبراً أن قطاعات الصناعة والزراعة والطاقة والبتروكيماويات والسياحة فضلاً عن الاقتصاد المعرفي، يمكنها أن تشكل محركات للنمو. وأضاف أن الشراكات والاستثمارات في مثل هذه المجالات «يتم تشجيعها ودعمها بمختلف الحوافز المالية وطرق الجباية». وفي ما يتعلق بإنجاح التنمية الاجتماعية والاقتصادية، أعرب رئيس الجمهورية عن «ثقته» في الاعتماد على «أهم مؤهل» للجزائر والمتمثل في «ثقة ودعم المواطنين الواعين للتحديات الحالية والمؤيدين لتصور موحد للنفقات المسؤولة». اعتقال إرهابيَّين على صعيد أخر، ألقى الجيش الجزائري مساء الأربعاء، القبض على إرهابيين إثنين في منطقة عزازقة في محافظة تيزي وزو (120 كلم شرق العاصمة). وكشف بيان لوزارة الدفاع الجزائرية أمس، أن العملية تمت بعد ضرب طوق محكم في ضواحي عزازقة، بالتعاون مع أجهزة الأمن الجزائرية. واعتبر الجيش المعتقلين خطرين، وأشار إلى أحدهما باسم «إسماعيل» وملقب بـ «جليبيب» والآخر «الوناس» وملقب بـ «سلمان». وأكد مصادرة رشاش من طراز «كلاشنيكوف» وبندقية «سيمونوف» وكمية من الذخيرة ولغم محلي الصنع ومنظار.