×
محافظة المدينة المنورة

رياضي / سلة أحد تحسم دربي المدينة بالفوز على الأنصار

صورة الخبر

كان شهر أغسطس/آب الماضي بداية النهاية بالنسبة لنا؛ انطلق قطار التهجير من داريا، وهي أكبر مدن غوطة دمشق الغربية، ليمر حتى بأصغر البلدات التي قاتل شبابها النظام السوري بصمت، وها هم يهجّرون من أرضهم بصمت أيضا". بهذا الألم تحدث أبو نجيب من بلدة كناكر بريف العاصمة الغربي للجزيرة نت، واصفا ما يحدث في بلدته والبلدات المجاورة تحت مسمى "المصالحات والتسويات" بأنها "جريمة لم يعرف لها التاريخ مثيلا". ورغم توق أبو نجيب وعائلته لينعموا بالهدوء بعد سنوات من الحرب، فإن اضطرار ابنه الأكبر الذي كان يقاتل في صفوف الجيش الحر للخروج إلى إدلب خوفا من الاعتقال أو التجنيد الإجباري مع جيش النظام أو مع أحد المجموعات الرديفة، لم يترك للفرح بالسلام مكانا. ولا يأمل أبو نجيب أن تستكمل المصالحات التي يفرضها النظام تباعا على محيط العاصمة تنفيذ بنودها وشروطها، فلم يخرج المعتقلون، ولن يعود المهجرون لحضن أهلهم وعائلاتهم، حسب قوله. تهجير قسري وشهدت الأشهر الفائتة تهجير مئات المعارضين للنظام من الغوطة الغربية، وخروجهم بالحافلات الخضراء -التي باتت رمزا للتهجير القسري- إلى شمال البلاد،بدءا من داريا التي أجبر كل أهلها ومقاتليها -ويبلغ عددهم نحو ثمانية آلاف- على الخروج، لتلحق بها المعضمية وخان الشيح وزاكية والكسوة وكناكر والدرخبية وبيت سابر وبيت تيما والمقيلبية وكفر حور. وامتنعت كل من بلدتي "بيت جن" و"مزرعة بيت جن" الواقعتين في أقصى الريف الغربي للعاصمة عن الانضمام لاتفاقيات التسوية. كما أعلن النظام تشكيل "فوج الحرمون" نسبة لجبل الحرمون بريف دمشق الغربي، وذلك من المئات من مقاتلي المعارضة والمطلوبين للخدمة العسكرية من تلك المنطقة، لينضم الفوج إلى صفوف التشكيلات المقاتلة إلى جانب الجيش كالدفاع الوطني والفيلق الخامس المشكل حديثا. ووفق الصحفي حمزة السيد، فقد فرض النظام على البلدات المذكورة شروطا مختلفة لتطبيق المصالحة ووقف إطلاق النار، ففي بعض البلدات أُجبر مقاتلو المعارضة على تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، وفي بلدات أخرى سُمح لمن يرغب في الخروج باصطحاب سلاح فردي أو عدة بنادق خفيفة. ومن جانب آخر، خيّر النظام معارضيه في بعض البلدات بين تسوية أوضاعهم أو الرحيل إلى مدينة إدلب (شمال البلاد)، مع إعطاء مهلة تصل حتى ستة أشهر لكل من يرغب في تسوية وضعه من مطلوبين ومنشقين ومتخلفين عن الالتحاق بالجيش، في حين تمكن مقاتلون في بلدات بيت سابر وبيت تيما وكفر حور من الاحتفاظ بسلاحهم، مما نتج عنه تشكيل فوج الحرمون. تهجير الآلاف من أهالي داريا (ناشطون) مستقبل غامض وأشار السيد في حديثه للجزيرة نت إلى أن طبيعة الفوج المذكور لم تتضح بعد، فرغم ترويج النظام لتسلم هذا الفوج مهمة إدارة المناطق التي استعاد السيطرة عليها مؤخرا، لا ينفي الصحفي المقيم في الغوطة الغربية احتمال أن يخوض الفوج معارك ضد مقاتلي المعارضة في البلدات التي لم تخضع للتسوية ولا تزال المفاوضات جارية فيها. وأضاف أن هذا التشكيل العسكري الجديد ليس الأول من نوعه، حيث التحق عدد من مقاتلي المعارضة من بلدات مثل قدسيا والكسوة والمقيلبية للقتال مع الفيلق الخامس والجيش النظامي أو للعمل ضمن سلك الشرطة. ولا ينفي السيد أهمية المصالحات في الغوطة الغربية، حيث نفذ النظام جزءا من وعوده فأنهى الحصار وأزال عددا من الحواجز وسمح بإدخال المواد الغذائية والطبية ومواد البناء، مما سمح للأهالي بتنفس الصعداء، لكنه على صعيد آخر لم يلتزم بالإفراج عن المعتقلين، كما أن تسجيل حالات اعتقال في بعض البلدات كالهامة وقدسيا والمعضمية أثار حفيظة الشباب الذين لم يجرؤ كثير منهم على التجول بحرية حتى الآن.