×
محافظة المنطقة الشرقية

مجلس القضـاء يـوجـه بمعالجـة قضايـا السجنـاء.. ويقر دوائر للتسجيل العيني للعقار في خمس مناطق

صورة الخبر

«خوفك من الذئب يجعل حجمه أكبر مما هو عليه» ! حكمة قالها دونالد ترامب في كتاب من كتبه القديمة! نعم خوفنا من الفشل يجعلنا نفشل، خوفنا من خوض تجارب أكثر جرأة! هذا الخوف يجعل الفشل مخيفاً بشكل أكبر! ويجعل التجارب الجديدة كالشبح المرعب ! .. حسناً .. في هذا المقال سنحكي قصة قصيرة ممتعة ! في تحدي الخوف من الغريب ، وتجربة الجديد على أمل أن نتعلم درساً مفيداً. ماذا لو قلت لك إن قميص نايكي الخاص بناديك و الذي تشتريه انت بـ 400 ريال والذي يحمل شعار نايكي لا يكلف إلا 4 ريالات؟! ويمكن أقل، لا تصدق!. نايكي نفسها روجت لنفسها ولقمصانها الكروية بهذه الحقيقة ! بلا أدنى تردد ! حقيقة أنها تصنع هذا القميص الفخم والفاخر كما ترى بـ 8 زجاجات مياه أو عصير فارغة.. لم تدفع فيهم ريالاً واحداً حتى بل قامت بجمعهم من القمامة!. في 2010 بدأت الفكرة الجريئة والعبقرية معاً: قامت نايكي بتجميع الزجاجات الفارغة التي تعتبرها انت قمامة.. وتعتبرها هي «مواد خام».. «ببلاش»!! 115 مليون زجاجة مياه وعصير قامت بجمعهم من القمامة.. وسأقول لك الطريقة: يتم غسلها بالماء جيداً، تقطيعها لقصاصات صغيرة، تسخينها مع الماء، ثم تصفيتها وضغطها بالمكابس ليخرج من الناحية الأخرى: قماش من البوليستر! نايكي قالت إن محتوى قمصانها 96% من البوليستر هذا والمعاد تصنيعه، وفي مونديال 2010 لعبت منتخبات هولندا والبرازيل والبرتغال واستراليا وباقي منتخبات «نايكي» بأطقم مصنوع قمصانها بـ 8 زجاجات و«شورت» مصنوع من 6 ! يعني طقم يباع بـ 150 يورو مصنوع من 14 زجاجة ! في مونديال 2010 هذا استخدمت نايكي 13 مليون زجاجة ! وهي مساحة من «القمامة» تقارب 3 آلاف كيلو متر ! أي الساحل الجنوب إفريقي ! البلد التي استضافت هذا المونديال ! استمرت نايكي بهذا الطريق في صنع الملايين من لا شيء تقريباً، حتى مونديال السيدات منذ عام تم استخدام هذه الطريقة، وتبعتها أديداس منذ أيام بإعلانها صنع مليون زوج من حذائها الشهير BOOST بهذه الطريقة حتى نهاية 2017 !. أكبر من كل ذلك هو التسويق لبيع منتجات بمليارات من لا شيء تقريباً: الحملة التسويقية لنايكي كانت عبارة عن زجاجة مياة فارغة، داخلها قميص البرازيل.. بجانبها عبارة: منتجاتنا عبارة عن شحنة من القمامة! الأعجب من طريقة التسويق هذه في نظري هو الاستمرار من «الزبائن» في الشراء بنفس الأسعار الكبيرة للقميص (70 دولاراً) ! ، قصة هذه التقنية وإن دلت على جانب كبير من (الذكاء) في التصنيع والتسويق ، فهي تدل على جانب مقبول ولا بأس به أيضاً من السذاجة عند جمهور المستهلكين.. برافو نايكي. ارحمنا يا خالد ! غريب أن المقال قارب على الانتهاء ولم أكتب (كالعادة) نفس السطور (المعتادة)، نعم! تلك التي أقول فيها إن أغلى قميص للشركات الشهيرة عالمياً موجود هنا في المملكة، وما المانع أن يكون هناك شركة سعودية أو تكتل تجاري شبابي وطني يقوم بهذا المشروع الذي لا يكلف أي شيء سوى جمع زجاجات المياه الفارغة وما أكثر استهلاكها عندنا. هذه السطور «حق لي كل مرة» أن أوجع بها رؤوسكم إلى الحد الذي تقولون لي فيه: ارحمنا يا خالد.. لكنني لن أفعل!.