القوات العراقية تستعيد نصف الموصل بعد 3 أشهر من القتال بعد نحو ثلاثة أشهر من المعارك الدامية اقتربت القوات العراقية من تحرير الجزء الشرقي من مدينة الموصل، فيما تتأهب لخوض المعركة الأصعب عند عبور النهر نحو الضفة الغربية لاستكمال تحرير المدينة من قبضة داعش. يأتي هذا فيما تتصاعد أزمة النزوح، ما أثار مخاوف من عجز الحكومة عن الإيفاء بتعهداتها في هذا المضمار. العرب [نُشرفي2017/01/18، العدد: 10516، ص(3)] معاناة لا تنتهي بغداد - قال مسؤولون عسكريون إن القوات الخاصة العراقية توغلت بشكل أعمق داخل مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد في شرق الموصل، الثلاثاء، وإن وحدات الجيش اشتبكت مع المتشددين داخل قاعدة عسكرية شمالي المدينة. وطرد المتشددون من غالبية الأحياء الشرقية في الموصل معقلهم في العراق خلال حملة بدأت قبل ثلاثة أشهر بدعم من الولايات المتحدة. وسيطرت القوات العراقية على مناطق كبيرة على طول النهر الذي يقسم الموصل إلى شطرين من الشمال إلى الجنوب. ويقول مسؤولون بالجيش إن السيطرة على الضفة الشرقية للنهر بالكامل أصبحت أمرا وشيكا، وهو ما سيتيح للجيش والقوات الخاصة ووحدات من الشرطة بدء هجمات على غرب المدينة الذي لا يزال خاضعا بالكامل لسيطرة الدولة الإسلامية. وقال صباح النعمان، المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب، إن قوات الجهاز توغلت في منطقتي نينوى الشرقية وسوق الغنم الواقعتين وسط مناطق تسيطر عليها القوات العراقية. وقال النعمان إن القوات الخاصة العراقية استولت الآن على حي الأندلس وحي الشرطة اللذين كانت تقاتل فيهما الاثنين. وأضاف “تقريبا جميع المحاور الشرقية التي تعد من مسؤولية جهاز مكافحة الإرهاب قد تم إكمالها وسنعلن تحرير الساحل الأيسر بالكامل”. وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الثلاثاء، إن القوات العراقية بدأت “التحرك” ضد تنظيم الدولة الإسلامية في غرب الموصل، غير أنه لم يذكر تفاصيل بشأن ما تقوم به القوات العراقية تحديدا على الجانب الغربي من المدينة. وقال بيان منفصل للجيش إن جهاز مكافحة الإرهاب سيطر على حي المهندسين الذي يبعد نحو 3 أميال باتجاه الشمال الغربي. وفي تقدم مواز قال ضابط بالجيش إن القوات الموجودة شمالي المدينة دخلت قاعدة الكندي العسكرية واشتبكت مع المتشددين بداخلها. أثيل النجيفي: تكفلنا بحماية المناطق المحررة سيمكن من الإسراع نحو الجانب الغربي وقال النعمان إنه تمت السيطرة على ما يتجاوز 60 حيا من إجمالي 80 حيا في شرق الموصل منذ بدء الهجوم في أكتوبر. وقال مسؤولون أميركيون ومسؤولون في الجيش العراقي إن وتيرة تقدم القوات تسارعت بفضل تحسن تكتيكات القتال وتحسن التنسيق بين الأفرع المختلفة للجيش. وفي الجنوب أمنت وحدات الرد السريع بالشرطة الاتحادية العراقية غالبية الضفة الشرقية لنهر دجلة. وقال العقيد عبدالأمير المحمداوي، المتحدث باسم وحدات الرد السريع، إن بعض مقاتلي الدولة الإسلامية فروا بالقوارب عبر النهر وأخذوا معهم مدنيين كدروع بشرية. وقال “لقد هربوا من الساحل الأيسر إلى الأيمن وأخذوا معهم نساء وأطفالا”. ويقاتل تنظيم الدولة الإسلامية من داخل مناطق سكنية مكتظة وقال شهود إنهم شاهدوا مقاتلي التنظيم يطلقون النار على مدنيين في مناطق تم طردهم منها في محاولة، على ما يبدو، لإبطاء تقدم القوات العراقية. وقتل الألوف من المدنيين أو أصيبوا أثناء القتال منذ أكتوبر، وقال مسؤولون في الجيش العراقي إن تقدم القوات تباطأ في نهاية العام الماضي حيث حرص الجيش على تجنب إصابة المدنيين. وفي سياق متصل أجلت القوات العراقية أكثر من 3 آلاف مدني من شرقي مدينة الموصل إلى مناطق خاضعة لسيطرتها، لترتفع بذلك أعداد النازحين من العمليات العسكرية في المدينة إلى 181 ألف شخص. وقال قاسم الربيعي، الضابط في جهاز مكافحة الإرهاب، إن “قوات من شرطة نينوى (شمالي) والجيش العراقي أجلت، الثلاثاء، أكثر من 3 آلاف مدني من مناطق كراج الشمال، والنبي يونس، وحي النور، والدركزلية، شرقي مدينة الموصل، بسبب المعارك المتواصلة مع تنظيم داعش الإرهابي”. وأضاف الربيعي إن “هذا اليوم سجل أكبر عدد نزوح للعوائل من المناطق التي تشهد قتالا شرقي مدينة الموصل”. وفي هذا السياق، أعلن وزير الهجرة والمهجرين العراقي، جاسم الجاف ارتفاع أعداد النازحين من الموصل إلى 181 ألفا منذ انطلاق العمليات العسكرية لتحرير المدينة من سيطرة “داعش” في 17 أكتوبر الماضي. وقال الجاف إن “النازحين توزعوا على مخيمات وزارة الهجرة المقامة في محافظات إقليم كردستان، وجنوب الموصل، وشمال تكريت، وكركوك (شمالي البلاد)”. والجمعة الماضي، أعلنت وزارة الهجرة العراقية ارتفاع أعداد نازحي الموصل إلى 178 ألفا منذ انطلاق العمليات العسكرية. وعلى الصعيد ذاته، تمكنت فرق جمعية الهلال الأحمر العراقية (مؤسسة رسمية)، الاثنين، من الدخول لأول مرة إلى حيي “التأميم” و”البكر” شرقي الموصل وتقديم مواد إغاثية لأكثر من 4 آلاف مدني. وقالت الجمعية إن “فرقها الإغاثية دخلت إلى حيي التأميم والبكر وقدمت مواد إغاثية لأكثر من 4 آلاف شخص، وإسعافات أولية لأكثر من 1500 مدني”. وأضافت أن “فرق الهلال الأحمر استقبلت 832 نازحا على مدى الأيام الماضية من داخل أحياء الموصل تم إيواؤهم بمخيم خازر (في الإقليم الكردي)”. وأشارت إلى أن مجموع النازحين في مخيمي “الخازر” و”حسن شام” بلغ 65 ألفا و140 شخصا. وتتوقع الأمم المتحدة، نزوح نحو مليون مدني من أصل 1.5 مليون شخص، يقطنون في الموصل، وسط تحذيرات من كارثة قد تواجه النازحين في مخيمات النزوح نظرا لعدم توفر الخدمات الرئيسية من قبيل وسائل التدفئة وسط البرد القارس. وفي شأن متصل، أعلن قائد حرس نينوى، أثيل النجيفي، عن استعداد قواته لتولي مهمة تأمين الأمن في النصف الشرقي من المدينة فور الانتهاء من عمليات التحرير. وقال النجيفي، وهو محافظ سابق لنينوى، في مؤتمر صحافي في أربيل إن “قوات حرس نينوى على أتم الجهوزية القتالية، لتولي مهمة تأمين الأمن في المناطق المحررة”. وأضاف أن “إسناد مهمة حماية المناطق المحررة لحرس نينوى سيمكن القوات المسلحة المشتركة من الاندفاع نحو الجانب الغربي للموصل والإسراع في تحريره من قبضة تنظيم داعش”. وقوات حرس نينوى قوامها 3500 مقاتل من سكان الموصل، تلقت تدريبات على يد قوات الجيش التركي في معسكر بعشيقة. :: اقرأ أيضاً الخلاف الروسي الإيراني في سوريا يخرج إلى العلن روحاني يتودد للسعودية المستشفيات الحكومية لم تعد قادرة على علاج العراقيين الحكومة الأردنية تغير استراتيجيتها تجاه الخصوم