×
محافظة الباحة

قلوة يختصر الزمن ويقفز خلال سنتين لتحقيق البطولات

صورة الخبر

دبا الحصن: محمد ولد محمد سالم انطلق مساء أمس الأول في قاعة المحاضرات بالمركز الثقافي في دبا الحصن ملتقى الشارقة للمسرح في دورته الخامسة عشرة، الذي يناقش هذا العام موضوع الرواية والمسرح، وذلك بحضور أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، وبهذه المناسبة ألقى الكاتب يوسف فاضل كلمة المشاركين في الملتقى، وفيها شكر الجهود التي تبذلها الشارقة في سبيل إعلاء الثقافة العربية وتطويرها، وسعيها الدائم إلى تفعيل الساحة المسرحية، بما تبثه فيها من فعاليات وبرامج ومهرجانات. أضاف فاضل أن موضوع الرواية الذي اختاره الملتقى هذا العام هو موضوع مهم ينضاف لسلسلة المواضيع التي اختارها الملتقى في السنوات الماضية، والتي سعت إلى بحث إشكاليات المسرح الداخلية، وعلاقاته مع مجاوراته من الفنون والعلوم، ومع ظروفه الاجتماعية والسياسية. الجلسة الأولى من الملتقى كان محورها المسرح والرواية: العلاقة وتحولاتها عبر العصور، وتحدث فيها كل من مشهور مصطفى، وعواد علي، وحافظ الجديدي، وأدارها د. محمد يوسف. في مستهل حديثه قال مشهور مصطفى إن نقل الرواية إلى المسرح، هو عبارة عن انتقال من الخيال القصصي إلى الفعل القصصي المجسد على الخشبة، وتحتاج هذه العملية إلى إعادة صياغة للنص الروائي لكي يتناسب مع متطلبات العرض، ويعني ذلك أنه لا بد لمن يقوم بعملية النقل أن يمتلك أدوات العمل المسرحي بشكل خاص، وأن يكون واعياً لأدوات الرواية، وعوالمها، حتى يتحاشى ما لا يفيده في المسرح، واشترط مشهور أن يتم النقل بشكل مباشر ودون المرور بكتابة نص مسرحي، وإنما يتجه النقل إلى العرض مباشرة، وعن ملامح الاختلاف بين الرواية والمسرح، قال مشهور إنها كثيرة وأهمها أن الرواية تتميز بالوصف بينما المسرحية مجسدة، وظرفها الذي يكتنفها حاضر على الخشبة ولا يحتاج إلى وصف. وتحدث حافظ الجديدي عن العناصر المشتركة بين الرواية والمسرحية، فذكر منها الحكاية والشخصيات والحوار، ورأى أن هذا الاشتراك جعل العلاقة بينهما متصلة على مر العصور، وجعل النقل بينهما أيضا جاريا منذ آمادٍ بعيدة، وكثير من الكتاب زاوجوا بين كتابة الرواية والمسرحية، وقال لم يبتعد حديدي في اشتراطاته للنقل عما شرطه مشهور من كون ضرورة توفر الموهبة والاحترافية المسرحية في الناقل، وأن يتجه النقل إلى الخشبة مباشرة. عواد علي قال إنه ينبغي أن نستخدم مصطلح المواءمة بدلاً من الإعداد أو الاقتباس أو التكييف، لأن المواءمة فيها شيء من المحافظة على هوية الرواية، وقال إن تاريخ المواءمة طويل، وهناك تجارب عالمية وعربية كثيرة، نجح منها البعض وأخفق البعض، بعضها حافظ على جوهر الرواية والكثير من تفاصيلها، وبعضها أجرى تغييرات جوهرية، وحاول إسقاطها على الواقع الذي يعيشه، واستعرض الكثير من الأمثلة على ذلك، وختم بالتأكيد على أن النقل يحتاج إلى معرفة عميقة بالمسرح وشروطه. الجلسة الثانية أدارها نواف يونس مدير تحرير مجلة الشارقة الثقافية، وشارك فيه كل من نجوى بركات وأنور حامد وأمنصور محمد وإسماعيل يبرير. وفي مداخلتها لاحظت نجوى بركات أن الكثير من المتحدثين بدوا متخوفين من نقل الرواية إلى المسرح، في حين أنه في ظل ندرة النصوص المسرحية العربية، ومع الانفجار الكبير الذي تشهده الرواية العربية، وما تفتحه آفاق، وتقدمه من معالجات عميقة للواقع العربي، على طوله وعرضه، في ظل هذا تبدو الرواية الفرصة الوحيدة المتوفرة والجاهزة للمسرح لكي يستطيع أن ينهض، وأضافت بركات أن المسألة لا تحتاج إلى فلسفة أو تعقيد، فالقضية تنصب في انتقاء روائي، ثم إعادة كتابته بأدوات مسرحية، وهناك من النصوص ما يكون قابلا بسهولة لنقله إلى المسرح، ومنها ما يمكن أن يكون مونودراما، ومنها ما يمكن أن يكون ثنائيا، وتبقى المسألة أولا وأخيرا في موهبة الناقل. أما أنور حامد فقال إن الرواية والمسرح هما نوع من الفن الذي يقوم على لعبة تفاعلية رهينة بتفاعل المتلقي، وأساس هذه اللعبة هو ما يعرف بالتضامن في التصديق، فكل من الكاتب والمتلقي يعرف أن ما يروى له هو كذبة، لكن عليه أن يدخل إليها وهو مصدق أنها وقعت فعلا، ويساعده الكاتب بأدوات الإقناع لكي يقتنع، ولكل من المسرحية والرواية طريقتها وأدواتها للإقناع، فإذا نجح الناقل في جمع تلك الأدوات وتوجيهها لإقناع المتلقي يكون النقل قد بلغ أقصى مراده. أمنصور محمد تحدث عن تجارب مغربية في نقل الرواية إلى المسرح، مشيرا إلى أنها شكلت نوعا من الحوار المتواصل بين الأجيال، وفي الوقت الحالي، تعمد الأجيال اللاحقة إلى ما كتبه من سبقوهم من روايات، فيقدمونه على المسرح برؤى جديدة تتناسب وواقعهم الحالي. إسماعيل يبرير قال إنه لا توجد معايير واضحة للاقتباس من الرواية، وإنما يعود الأمر إلى الخبرة بالخشبة ومعرفة الجنسين، مضيفا أن مسرح الحلقة ومسرح الحكواتي يحملان في سرديتهما الكثير من ملامح الرواية، ويمكن أن تشكل سنداً قوياً لهذين اللونين اللذين يمكن استثمارهما في تطوير المسرح العربي.