×
محافظة الرياض

عام / الأمير فيصل بن بندر يتفقد أعمال مشروع قطار الرياض/ إضافة أولى واخيرة

صورة الخبر

يُروى أنه جاء إلى المدينة في عهد سيدنا أمير المؤمنين الفاروق عمر رضي الله عنه جماعة من التجار، أقاموا في المسجد، فخرج ومعه عبدالرحمن بن عوف (رضي الله عنه) لحراسة التجار طوال الليل. وفي وسط الليل سمع عمر بكاء صبي، فتوجَّه نحوه، وقال لأم الصبي: اتقِ الله وأحسني إلى صبيك. ثم عاد إلى مكانه، وتكرر الأمر ثانية. وفي آخر الليل سمع عمر بكاء الطفل، فذهب إلى أمه، وقال لها: (ويحك إني لأراكِ أم سَوْء، مالي أرى ابنك لا َيقِر!)، فغضبت الأم من قوله وهي لا تعرفه، وأخبرته أنها تستعجل فطام ابنها حتى يكون له نصيب من عطاء عُمَر من بيت المال لمن بلغ الفطام، فهو لا يعطي الرضيع. فتأثر عمر كثيرًا مما سمع، وبكى كثيرًا، حتى إن الناس لم تسمع قراءته في صلاة الفجر من شدة بكائه. ولما انتهى من الصلاة قال: «يا بؤسًا لعمر، كم قتل من أولاد المسلمين، ثم أمر مناديًا ينادي أن لا تُعْجِلوا صبيانكم عن الفطام، فإنا نفرض لكل مولود في الإسلام». قصة قديمة، منها نلحظ موعظة بليغة. لم يرجع الفاروق سبب بكاء الطفل إلى مجرد (ضعف الوازع الديني) الذي كثر ترديده في عصرنا هذا، بل هي الأسباب والحلول، ولا غير. وهكذا فعل في قصة المرأة التي طال غياب زوجها عنها بسبب خروجه للجهاد، فأنشدت شعرًا تبث فيه غرامها وشوقها ومعاناتها (العاطفية)، وسمعها عمر، فلم يعنّفها، ويرجع السبب إلى (ضعف الوازع الديني)، بل استشار وسأل، ثم أمر ألا يزيد غياب الرجل عن زوجته أكثر من 4 أشهر! نعم هي الأسباب الواقعية والحلول العملية، ولا غير ذلك. أما لحن الوازع الديني، فليس حلًا نأمله، ولا طريقًا نسلكه. ثمة أسباب لا بد من الوقوف عليها، فإن كانت حقيقية وجب التعامل معها بما يتفق مع الحق والشرع والمنطق. وإن كانت الأسباب مرجعها فساد طوية الفاعل، كالسارق تكسُّبًا وبطرًا، أو المرتشي سلوكًا وترزُّقًا، أو المستغل وظيفته لظلم الآخرين وحرمانهم من حقوقهم، فليس له إلاّ الزجر والتشهير والعقوبة المغلظة. دعك من حديث (ضعف الوازع الديني)، وابحث عن غياب (قوة الزاجر الدنيوي). salem_sahab@hotmail.com