هل حاولتم الكذب من قبل ولم يصدقكم أحد؟!، هذا لأن الكذب قد يفضحه المشاعر والسلوك، كما يمكن قراءة علاماته بين تعابير الوجه ومعالم التوتر والخوف. فإن فشلت في كذبة ما وانكشف أمرك، فتأكد أنه أمر طبيعي؛ فالكذب عملية معقدة تحتاج لتدريب متمرس للتحكم في الظاهر والباطن؛ كي لا تخون المشاعر المدفونة ما يعلنه صاحبها. أسباب فشل البعض في الكذب يعد سلوك الشخص مصدراً هاماً للمعلومات، ويمكن قراءة الكثير عن حالته الذهنية أو المزاجية من ملاحظة سلوكه في حالة معينة، وتقدم وقفته وإيماءاته معلومات عن مدى نشاطه أو تعبه أو ارتياحه. ولكن قبل إطلاق العنان للتحليلات والاستنتاجات، لا بد من معرفة سلوك الشخص في حالته الطبيعية. قد تفشل كذبة بسبب سلوك الكاذب، أو نسيانه لتفاصيل كذبته. علامات تلاحظها على الكاذب توجد دائماً علامات تلقائية تصاحب وجه المتكلم، وقد لا تتوافق الإيماءات والتعابير مع الكلام، وهذه بعض الإشارات التي يجب تحليلها: • تغير الصوت التنفس بطريقة سريعة مؤشر على الإجهاد والتوتر، فعلى سبيل المثال: يمكن أن يكون التنفس طويلاً أو متشنجاً أو هادئاً على غير العادة، وهذا يدل على أن الشخص متوتر. فيما يعبر الصوت عما إذا كان الشخص متوتراً أو هادئاً، ويمكن ملاحظة تغيراته في النبرة واللهجة والإيقاع، وارتفاع الصوت، إلخ. • ظهور العواطف غير المنضبطة من الصعب على المرء إخفاء المشاعر عندما يكذب؛ لأن ظهورها يكون مفاجئاً، وكلما زادت المشاعر المطلوب إخفاؤها، يصعب نجاح الكذبة. • محاولة اختلاق المشاعر يكشف خلق مشاعر كاذبة حالة من التوتر أو القلق عند الكاذب، ويجب أن يكون الكاذب محترفاً لينجح في كذبه. • الغفلة فاضحة لا يدرك الناس عموماً أنه من الممكن فك شيفرة سلوكهم؛ إما لأنهم لا يعرفون وإما لأنهم غافلون. • عدم التعود تزداد صعوبة إقناع الآخرين بالنسبة للكاذب لأنه غير متعود على ذلك، خاصةً عند يتحدث مع آخرين وجهاً لوجه. • عدم توقع السؤال الكاذب المحترف يجهز نفسه للبدائل، وأحياناً يفشل؛ لأنه يستخف بالهدف؛ إذ يخطط لسيناريو معين ويكرره دون اعتماد خطط احتياطية إن لم تنجح كذبته. وإذا لم يعرف الكاذب كيف يواجه الاخرين، فلن يستطيع الرد مرة أخرى، ولن يستطيع تذكر كل كذباته التي اختلقها ليربط بعضها ببعض، ومن ثم عدم توقع الأسئلة التي قد تدور في بال الآخرين، يكشف أمره. • الخوف يخاف الكذاب غير الواثق بنفسه من اكتشاف أمره، ما يولّد التوتر، ويعتبر الخوف إحساساً سلبياً وواضحاً للعيان، فتظهر ملامح التوتر مقابل تضاؤل الشعور بالثقة. ويعد الخوف أيضاً مسؤولاً عن ظهور العديد من المؤشرات السلوكية؛ مثل: التعرق والتوتر الظاهر على الوجه أو الجسم، وأيضاً الحركات المتشنجة وارتجاف الصوت. • الاتصال البصري المتواصل هل لاحظت أن التجار في كثير من الأحيان يميلون إلى النظر في عيون عملائهم مباشرةً؟ فالنظر مباشرةً في العين لا يعني الصدق؛ بل عكس ذلك تماماً، إذ يتواصل الكاذبون بصرياً أكثر؛ ليطمئنوا على سير أكاذيبهم . وفي حوار مع شخص صادق، من الطبيعي أن تتنقل عيناه يميناً ويساراً حين ينظر محاوره إليه. • الشعور بالذنب الشعور بالذنب هو العاطفة التي تلعب ضد الكاذب، قد يشعر بالذنب إذا كانت لديه علاقة شخصية مع الهدف، أو إذا كان يتشارك معه في القيم الاجتماعية نفسها. ومن الصعب الاحتيال على شخص نعرفه جيداً، خصوصاً إذا كنا نقدّره، ويعد خداع شخص بهذا القرب كما لو كان كاذباً يخدع نفسه، وغالبًا ما يميل هذا الكاذب إلى الاعتراف بكذبته. أحياناً تفشل الكذبة بسبب الهدف المراد خداعه • يُعرف عن الهدف صعوبة خداعه كما هو الحال في المفاوضات، يجب أن تكون كل الاحتمالات والاعتراضات معروفة قبل اللقاء؛ لاستباق اعتراضات المحاور. • للهدف سلوك يسبب اضطراباً للكاذب يمكن أن يؤثر سلوك الهدف أيضاً على حسن سير الكذبة، وقد يفاجَأ الكذاب بفظاظة، ما يسبب صدمة له، ويدمر فرص نجاح كذبته. • للهدف حس ملاحظة جيد ينكشف الكاذب الذي يدرك أن جسده تفضحه مشاعر خوف، وحتى لو لم تكن المشاعر واضحة وصريحة، فلن يكون طبيعياً تماماً، إذ تظهر محاولات التحكم في نفسه بوضوح لا يخفى على العين المدربة. • عندما يكون الهدف في مواجهة الكاذب من السهل الكذب على شخص غريب؛ إذ يقل الشعور بالذنب، كما أنه من الأسهل الكذب عن طريق الهاتف أو البريد الإلكتروني. ومع ذلك، إذا كان الهدف يواجه الكذاب، يصبح الوضع معقداً وضاغطاً، حتى لو كان الكذاب لا يعرف الهدف شخصياً. • إذا كانت كذبة كبيرة كلما أصبحت الكذبة أكبر كلما ارتفع الضغط، فالكذاب الذي يريد أن تنجح كذبته يشعر بالضغط المتعلق بالالتزام بالنجاح. • عندما يواجه مجموعة كلما زاد عدد الحاضرين، يواجه الكذاب صعوبة في السيطرة على عواطفه، إذ يكون المتحدث محطاً للأنظار، وتكون جميع لفتاته ملحوظة من قِبل الآخرين. لن تكون المجموعة قادرة بالضرورة على تحليل معانيها، ولكنهم يلاحظون بالتأكيد أي خطأ أو تردد. • الكذاب في محيط غير معتاد يسمح المحيط المألوف للكذاب بالاستمرار في التركيز بشكل أفضل على الموضوع، أما إذا كان في محيط غير مألوف، فتصعب السيطرة على سلوكه. من الصعب السيطرة بشكل كامل على السلوك، وقد يتسبب تصرف بسيط أحياناً في أن يفقد الكذاب التحكم في الموقف، وعندها يُكشف أمره. - هذا الموضوع مترجم بتصرف عن النسخة المغاربية لـ"هافينغتون بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط .