قررت جماعات المعارضة السورية، الاثنين 16 يناير/كانون الثاني، حضور محادثات السلام التي تدعمها روسيا وتركيا في قازاخستان للسعي من أجل تنفيذ وقف شامل لإطلاق النار تقول إن الحكومة وحلفاءها المدعومين من إيران ارتكبوا انتهاكات له على نطاق واسع. وبدأت روسيا -أقوى حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد- الجهود الدبلوماسية الجديدة بعد أن تعرضت المعارضة لهزيمة كبيرة الشهر الماضي وفقدت المناطق الخاضعة لسيطرتها في شرق حلب. ولا تشارك الولايات المتحدة -التي فشلت جهودها لإطلاق محادثات السلام العام الماضي- في المساعي الدبلوماسية الأخيرة. وقال الأسد إن حكومته مستعدة لحضور المحادثات. وبعد أن فرض سيطرته على المزيد من الأراضي بدعم عسكري من روسيا وإيران يبدو الأسد أقوى مما كان عليه في أي مرحلة من مراحل الصراع. واتخذت جماعات المعارضة القرار خلال اجتماعات جارية في أنقرة، وتعمل الآن على تشكيل وفد سيرأسه محمد علوش رئيس المكتب السياسي لجماعة جيش الإسلام، حسبما صرح علوش لرويترز. وقال علوش إن المعارضة ستذهب إلى أستانة "لتحييد الدور الإجرامي" لإيران. ضغوط على المعارضة ويرى محللون أن المعارضة تتعرض لضغوط من أجل المشاركة أحد داعميها الرئيسيين. وفي وقت سابق هذا الشهر ألغت المعارضة أي محادثات بشأن مشاركتها في اجتماع أستانة بسبب ما قالت إنه انتهاكات حكومية لوقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا وتركيا. وقال مسؤول في جماعة مسلحة تنتمي للجيش السوري الحر، طلب عدم نشر اسمه لأن جماعات المعارضة لم تعيّن بعد متحدثاً باسمها، إن "الفصائل ستذهب وسيكون أول بحثها موضوع وقف إطلاق النار والخروقات الأخيرة من قبل النظام". وأضاف أن هذا سيكون اختباراً للروس كضامن. وقال زكريا ملاحفجي من جماعة "فاستقم": "غالبية القوى ارتأت أن تحضر والحديث يكون عن مناقشة تثبيت أو وقف إطلاق النار أي البنود الإنسانية ودخول المساعدات وإطلاق سراح المعتقلين". وقال مسؤولو المعارضة إنهم سيرفضون أي نقاش للقضايا السياسية الأوسع في محادثات أستانة. القتال مستمر ومن المقرر أن تنطلق المحادثات يوم 23 يناير/كانون الثاني في أستانة. وقال وزير خارجية تركيا، السبت الماضي، إن أنقرة وموسكو قررتا دعوة الولايات المتحدة للحضور. ولم يؤكد متحدث باسم الكرملين أمر الدعوة اليوم الاثنين. وبحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم، الاستعدادات لمحادثات السلام السورية المقبلة في قازاخستان مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو. وكما هو الحال في مفاوضات السلام التي جرت العام الماضي تم استبعاد جماعات كردية قوية تسيطر على مساحات واسعة من شمال سوريا بناءً على رغبة تركيا. وتواصل القتال رغم الهدنة خاصة قرب دمشق، حيث تحاول قوات الحكومة مدعومة بمقاتلي جماعة حزب الله اللبنانية استعادة منطقة من قبضة مسلحي المعارضة تضم محطة رئيسية للمياه توقفت عن العمل بسبب تعرضها للقصف. ومن بين جماعات المعارضة التي ستشارك في اجتماع أستانة فصائل تنضوي تحت لواء الجيش السوري الحر تقاتل في شمال سوريا وبعضها تكبد الهزيمة في حلب. وينتمي علوش إلى جماعة جيش الإسلام، وهي واحدة من أكبر جماعات المعارضة المسلحة ولها وجود قوي في منطقة الغوطة الشرقية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة قرب دمشق. وسيختلف وفد أستانة عن الوفد الذي أرسلته الهيئة العليا للمفاوضات المدعومة من السعودية للمشاركة في محادثات السلام في جنيف العام الماضي. ومثلت الهيئة -التي تضم معارضين سياسيين وجماعات مسلحة- المعارضة في محادثات العام الماضي. وكان علوش يشارك ضمن وفد الهيئة التي قالت يوم السبت إنها تؤيد الجهود المتعلقة بمحادثات السلام المزمع عقدها في أستانة عاصمة قازاخستان وتعتبر الاجتماع خطوة مبدئية لاستئناف الجولة المقبلة من المفاوضات السياسية في جنيف. وقال ملاحفجي إن تشكيل الوفد سيكون "بالتنسيق مع الهيئة العليا للمفاوضات. ليس الوفد نفسه الذي شكلته الهيئة في جنيف. نشكل وفداً جديداً لأن الروس يركزون كثيراً على القوى العسكرية". وقال الأسد الأسبوع الماضي إن حكومته مستعدة للتفاوض على "كل شيء" في قازاخستان ومن بين ذلك وضعه في الدستور السوري.