عمل ميشال حمصي على مدى نصف قرن في صنع التوابيت في طرابلس شمالي لبنان، لكن الانحسار الكبير التدريجي في أعداد المسيحيين في المدينة وجه ضربة قاسية إلى مهنته. ويجلس ميشال حمصي، وهو آخر صانعي التوابيت في طرابلس، منتظرا زبائنه على باب متجره في حي الزاهرية. وهو ما زال ينتظر وفود أحد إلى مشغله لطلب تابوت، وليس عبر الهاتف، فقد أوقف خطه الهاتفي عن العمل لعدم قدرته على دفع نفقاته. فهو لم يقم ببيع أي تابوت منذ مطلع العام 2016. وبدأ ميشال بهذه المهنة في العام 1964، عمل أول الأمر عند أحد المنافسين، ثم انتقل إلى مشغل والده. في ذلك الزمن، كان العمل مزدهرا وكان يصنع مع والده يدويا أربعة إلى خمسة توابيت في الشهر الواحد، وكان ثمن التابوت يتراوح بين مئة وألف دولار. ولا تبدأ عملية الصنع هذه عادة إلا بعد أن يشتري الزبون التابوت، ويستغرق صنع التابوت الواحد ما بين ثلاثة أيام وأسبوع.